تفكر الهيئات الإدارية لكرة القدم في إنكلترا ملياً بفتح دورات تثقيفية للاعبين الأجانب كجزء من مجموعة من التدابير لمعالجة حالة الزيادة المضطردة للجريمة العنصرية في كرة القدم الإنكليزية. روميو روفائيل – إيلاف: علمت "إيلاف" أن وثيقة اقتراح لتثقيف اللاعبين الأجانب في كرة القدم الإنكليزية تشكل جزءاً من رد فعل الهيئات المسؤولة عن اللعبة الجميلة إلى مطالب ديفيد كامرون رئيس الوزراء البريطاني لإتخاذ اجراءات أكثر صرامة للتصدي للتمييز بأنواعه كافة. وتشمل الوثيقة، التي تحتوي على 93 نقطة، والتي تسمى "خطة عمل لمكافحة التمييز في كرة القدم"، أيضاً توصية للأندية بإلزام إدخال شرط مناهضة التمييز في كل عقود اللاعبين والمديرين الفنيين. وعلى رغم أن بعض الأندية قد أضاف سياساته الواضحة حول كيفية التعامل مع الموظفين في حال هناك سلوكاً عنصرياً أو تمييزاً، إلا أنها ليست جزءاً من العقد النموذجي للمديريين الفنيين واللاعبين. ولكن الفكرة الآن هي أنه ينبغي أن يتضمن عقد اللاعبين الأجانب الجدد القادمين إلى كرة القدم الإنكليزية بما وصفته الوثيقة على أنه "البيئة الثقافية البريطانية" الذي قد يكون لافتاً للنظر بشدة. وهذه الخطوة هي رد فعل مباشر للقضية العنصرية المثيرة للجدل التي وقعت في العام الماضي التي انطوت على فرض الاتحاد الانكليزي حظراًلثماني مباريات على مهاجم ليفربول لويس سواريز لإساءته العنصرية ضد مدافع مانشستر يونايتد باتريس إيفرا. وفي وقتها اعترف سواريز بأنه قال لإيفرا "زنجي"، ولكنه ادعى في جلسة استماع تأديبية أن هذا المصطلح لم يكن عنصرياً لأنه يستخدم في وطنه أوروغواي على نطاق واسع. ولكن الاتحاد الإنكليزي رفض الحجة واقترح اعطاء دورات مكثفة عن "الحياة الإنكليزية" والاعتراف بالحاجة إلى القيام بالمزيد لمساعدة تثقيف عدد كبير من اللاعبين القادمين من الخارج، خصوصاً بعد سرعة الإلتهاب في البريمير ليغ. وعلى رغم تراجع نسبة عدد اللاعبين الأجانب في الدوري الممتاز، إلا أنه ما تزال تمثل 60 في المئة، بينما تصل هذه النسبة في دوري كرة القدم إلى 20 في المئة، حيث تأتي خطة العمل بعدما استضاف كامرون في شباط الماضي قمة لمكافحة العنصرية في كرة القدم في مقر رئاسة الوزارة. وجاء ذلك رداً على أهم القضايا التي انطوت على ملحمة سواريز وكابتن منتخب إنكلترا السابق جون تيري الذي حظره الاتحاد الإنكليزي لأربع مباريات بسبب اساءة عنصرية ضد مدافع كوينز بارك رينجرز انتون فرديناند التي أدت أيضاً إلى إعلان اعتزاله دولياً. ومن ذلك الحين شهدت مباريات كرة القدم، خصوصاً في الدوري الممتاز، حوادث عنصري كثيرة بما في ذلك ادعاءات تشلسي لألفاظ الحكم مارك كلارتنبيرج العنصرية ضد لاعبه جون ميكيل أوبي، التي لم يستطع الاتحاد الإنكليزي من اثباتها كلياً، بالإضافة إلى قيام عدد من المشجعين بحركات كالقرود تجاه اللاعبين السود. وجاءت أحدث حادثة في عطلة نهاية الأسبوع عندما أكدت شرطة مدينة مانشستر أنها تحقق في مزاعم بأن أحد المشجعين أطلق صرخات عنصرية خلال مباراة القمة بين مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي يوم الأحد، فيما اتهم مدافع نوريتش سيباستيان باسونج أحد أنصار سوانزي سيتي على أنه أومئ بحركات عنصرية تجاهه خلال المباراة بين الناديين التي اقيمت يوم السبت. ونوقشت خطة عمل لمكافحة العنصرية في كرة القدم في اجتماع آخر يوم الأثنين في مقر الاتحاد الإنكليزي، وعلى رغم أن الحكومة البريطانية تأمل أن ترى إعلاناً عنها قبل نهاية هذه السنة، إلا أنه من غير المتوقع أن يتم التوقيع عليها حتى شباط المقبل عندما يجتمع مسؤولو البريمير ليغ مع نظرائهم في دوري كرة القدم. وفي سياق منفصل، يناقش الاتحاد الانكليزي فكرة ادخال نظام عقوبة "حظر ثابت" للجرائم العنصرية لتجنب التناقض الذي حصل مع ايقاف سواريز وتيري. إذ تم حظر الأول لثماني مباريات، بينما أوقف الثاني لأربع مباريات.