يمثل الاختفاء المفاجئ لطائرة الخطوط الجوية الماليزية أحد أندر كوارث الطيران، ويزيد الغموض عدم معرفة الدولة التي سقطت فيها الطائرة . وفترة اقلاع وهبوط الطائرة من أكثر فترات الرحلة خطورة بطبيعة الحال وتحدث خلالها معظم الحوادث . لكن على النقيض من ذلك اختفت الطائرة التي أقلعت بعد منتصف ليل الجمعة/السبت على ارتفاع التحليق في سماء صافية عندما كانت في طريقها من كوالالمبور إلى بكين . ولم ترسل أي إشارة استغاثة فيما يبدو، ولم يتم العثور على حطام الطائرة، ولا التوصل لحدوث أي عطل بالطائرة . وقال بول هايز مدير السلامة في "فلايت جلوبال اسيند" وهي مؤسسة لاستشارات الملاحة الجوية في بريطانيا "لا تتحطم الطائرات وهي تحلق بهذه الطريقة، هذه واقعة غير عادية إلى أبعد الحدود" . وتوجد كارثة واحدة فقط مماثلة وقعت في الآونة الأخيرة وهي تحطم طائرة إير فرانس 447 في المحيط الأطلسي عام 2009 وهي في طريقها من ريو دي جانيرو إلى باريس . مأزق قانوني سيعيد الحادث على الأرجح النقاش حول ضرورة الاستعاضة عن مسجلات الصندوق الأسود بنظم تعتمد على الأقمار الصناعية قادرة على إرسال قياسات عن بعد في الوقت الحقيقي لوقوع الحادث . ومثل هذه الأنظمة موجودة، لكن استبعد استخدامها حتى الآن بسبب التكلفة والتجهيزات . وفي الوقت الراهن لم يتضح من سيأخذ بزمام المبادرة لكشف ما حدث للطائرة الماليزية . وبموجب قواعد المنظمة الدولية للطيران المدني عادة تتولى حكومة منطقة وقوع الحادث الولاية القضائية على حطام الطائرة وتقود التحقيق . ولذلك من غير المرجح أن تتولى أي دولة المسؤولية لحين العثور على حطام الطائرة . وفي هذه الحالة ستكون فيتنام على الأرجح . لكن إذا سقطت الطائرة في المياه الدولية فستتولى ماليزيا المسؤولية وتشارك الولاياتالمتحدة لأن الطائرة أمريكية الصنع . وقد يطلب المحقق الرئيسي من الولاياتالمتحدة أو أي دولة أخرى تملك قدرة أكبر على التحقيق القيام بدور أكبر . لكن يبقى على الأرجح الإعلان عن المعلومات والنتائج في سلطة المحقق الرئيسي . وقال كيلي نانتل المتحدث باسم المجلس الوطني لسلامة النقل الذي يحقق في حوادث التحطم في الولاياتالمتحدة إن الأجهزة الأمريكية "لا تملك القدرة على إعلان معلومات حقيقية، كما لو كان الحادث قد وقع في الولاياتالمتحدة" . اختفت طائرة الخطوط الجوية الماليزية بعد نحو ساعة من رحلتها المقررة إلى بكين وثارت تكهنات من حدوث عطل مفاجئ، إلى وقوع شيء تسبب في انقطاع الكهرباء، أو وقوع حادث غريب . وقالت الشركة الماليزية إن الطائرة التي صنعت قبل11 عاماً أقلعت في الساعة 40 .12 صباح السبت (1640 بتوقيت غرينتش يوم الجمعة) من مطار كوالالمبور الدولي وأن آخر اتصال بالطائرة كان في الساعة 30 .1 صباحاً . وكان آخر اتصال للطائرة بالمراقبين الجويين على بعد 120 ميلاً بحريا من الساحل الشرقي لبلدة كوتا بهارو الماليزية . وأظهر موقع (فلايت أوير .كوم) الذي يتتبع رحلات الطيران أن الطائرة حلقت فوق شمال شرق ماليزيا بعد الإقلاع ووصلت إلى ارتفاع 35 ألف قدم . وقال طيارون وخبراء في مجال الطيران إن انفجاراً على متن الطائرة يبدو أنه السبب المحتمل للكارثة . وكانت الطائرة على ارتفاع التحليق وهي المرحلة الأكثر أماناً أثناء الرحلة وكانت الطائرة تعمل بالطيار الآلي في الغالب . وقال طيار سابق "كان ذلك إما انفجار أو صاعقة أو انخفاض شديد في الضغط، الطائرة 777 يمكنها الطيران بعد صاعقة وحتى بعد انخفاض شديد في الضغط . لكن إذا وقع انفجار فلا توجد فرصة" . وقال جون جوجليا عضو مجلس الإدارة السابق بمجلس سلامة النقل الوطني إن الفقدان المفاجئ والشديد للضغط في قمرة القيادة قد يسبب هبوطاً شديداً في الضغط ينجم عنه انفجار يحطم الطائرة . وقد يحدث هذا الانخفاض في الضغط عن طريق تآكل أو ضعف معدني في هيكل الطائرة . أصداء كارثة إير فرانس يعيد الحادث إلى الأذهان حادث الاختفاء الغامض للرحلة رقم 447 لطائرة إير فرانس ومقتل 228 شخصاً على متنها . ولم تتمكن التحقيقات من التوصل بشكل قاطع إلى سبب تحطم الطائرة وهي من طراز إيرباص أيه330 حتى انتشال الصندوقين الأسودين من قاع المحيط بعد ذلك بعامين . وربما يساعد ذلك المحققين في حادث تحطم الطائرة الماليزية . وقال هايز من فلايت جلوبال اسيند "انتشال حطام الطائرة في المحيط مشكلة دائماً، لكن الصناعة استفادت كثيراً من تحطم طائرة إيرفرانس" . وشدد الخبراء أيضاً على أن حادث طائرة إير فرانس قدم رواية حذرة بعد تكهنات سابقة لأوانها . وقالت إير فرانس في البداية إن الحادث ناجم عن عاصفة رعدية . وفي وقت لاحق قال محققون إن الثلج تسبب في قراءات خاطئة لجهاز السرعة على متن الطائرة . لكن البيانات بعد عامين من البحث جعلت السلطات تخلص إلى أن خطأ الطيار لعب دوراً أيضاً إذ أدى تعامل الطاقم مع الطائرة بعد فصل الطيار الآلي إلى حدوث عطل قاتل . (رويترز) الخليج الامارتية