أعلن الروس والأوكرانيون أنهم يسعون إلى حل "دبلوماسي" حول شبه جزيرة القرم الانفصالية التي دافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن حقها في الالتحاق بروسيا، فيما دعت كييف من جهتها الولاياتالمتحدة إلى وقف "العدوان" عليها. بينما تعتزم الولاياتالمتحدة إرسال 12 طائرة مقاتلة من نوع "إف-16" إلى بولندا بحلول الخميس المقبل. واتفق الجانبان الأمريكي والبولندي على بدء نشر وحدة للقوات الجوية الأمريكية تشمل أيضًا طائرات نقل و300 جندي. يأتي ذلك بطلب من بولندا في ظل توتر الوضع في أوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع البولندية إن هذا التحرك يأتي بناء على طلب بولندا في إطار تمرين عسكري تم تقديم موعده وتوسيعه، في ظل وضع سياسي متوتر بسبب الوضع في أوكرانيا". وكانت الولاياتالمتحدة أرسلت إلى ليتوانيا 4 طائرات "إف-15" لتعزيز مراقبة المجال الجوي للبلطيق. ويأتي التحرك العسكري الأمريكي بالتزامن مع سيطرة قوة مسلحة موالية لروسيا يرتدي أفرادها زيًا عسكريًا يخلو من أي علامات على مطار عسكري آخر في شبه جزيرة القرم، وأضاف مصدر أوكراني أن المهاجمين نصبوا مدفعًا رشاشًا على طول ممر الهبوط في المطار الواقع قرب قرية ساكي. وسيطرت القوات الروسية على مواقع استراتيجية في القرم من بينها مطار بيلبك العسكري والمطار المدني الرئيس في سيمفروبول، إضافة لسيطرتها على معابر حدودية هامة. وسيدلي الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش بكلمة اليوم الثلاثاء في روستوف نادانو جنوبروسيا، حسبما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن مصدر قريب من المحيطين به. وأضاف المصدر أن "المكان والزمان سيحددان في وقت لاحق"، بدون تفاصيل أخرى. فيما بادر الاحد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى الاتصال بفلاديمير بوتين و"ناشده خفض حدة التوتر في أوكرانيا ودعم تشكيل مجموعة اتصال قد تؤدي إلى محادثات مباشرة بين الحكومتين الروسية والأوكرانية". وأقرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الغربيين بحثوا الأسبوع المنصرم في إنشاء مجموعة كهذه، لكن لم يسجل "أي تقدم" في هذا الملف. وأوضحت لندن أن الرئيس الروسي أكد لكاميرون "رغبته في السعي إلى حل دبلوماسي للأزمة" وقال إنه سيتحدث مع وزير خارجيته سيرغي لافروف بخصوص تشكيل "مجموعة اتصال". وكان بوتين شدد في مكالمات هاتفية مع ميركل وكاميرون على أن "التدابير" التي اتخذتها سلطات القرم تتطابق مع "القانون الدولي"، فيما يصف الأمريكيون والأوروبيون مبادرة البرلمان المحلي لتنظيم استفتاء في 16 مارس الجاري حول إلحاق شبه الجزيرة بروسيا بانها "غير شرعية". لكن بوتين أصر على أن السلطات الموالية لروسيا في القرم التي انتقلت تحت سيطرة القوات الروسية في أواخر فبراير، "شرعية" بحسب بيان للكرملين. وتعزز القوات الروسية مواقعها في القرم يوما بعد يوم، ما يجعل إمكانية استعادة السيطرة يوما على شبه الجزيرة أكثر صعوبة بالنسبة للسلطات الأوكرانية. أما على الأرض فقد منع 54 مراقبًا دوليًا أرسلتهم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا 3 مرات من دخول شبه جزيرة القرم. صحيفة المدينة