مع تزايد أعداد الذين يستخدمون جهاز المحمول إلى أكثر من ستة مليارات شخص في أنحاء العالم كافة، يتصاعد الحديث عن تأثيراته السلبية على صحة الإنسان، وتتأرجح الآراء والدراسات بين مؤيد ومشكك. أثبتت دراسة حديثة لأحد المعاهد البريطانية المختصة في بحوث السرطان أن الإشعاعات الناتجة عن أبراج نقل الكهرباء أو الهاتف تسبب تلوثاً كهرومغناطيسياً غير مرئي، يسبب سرطان الدم والعديد من الأمراض الجسدية والنفسية التي قد تتدرج في الظهور، كما أنها تسبب الإرهاق والقلق والتوتر والأرق، وأن لها تأثيرات سلبية على المدى البعيد على الأطفال، وأمراض الجهاز العصبي المركزي، كما تسبب نقصاً في القدرة البدنية والذهنية، وتؤثر في تطور ونمو الأجنة، وقد تسبب عيوباً خلقية، بل وتؤثر في التفاعلاتها الكيميائية في الخلايا، ونسبة السوائل في الجسم، وخصوبة النساء. ففي دراسة هي الأولى من نوعها لمركز أبحاث التشخيص العصبي الإسباني، كشفت أن قيام الأطفال باستخدام الهاتف المحمول لدقائق قليلة يؤدي إلى خفض وظائف العقل لديهم لمدة ساعة تقريباً، حيث تمكن الباحثون باستخدام ماسح ضوئي « إسكانر» من إعداد صور لكيفية تفاعل عقلي لطفلين أثناء استخدامهما للهاتف المحمول، ومقارنة النتائج مع اختبارات مماثلة أجريت على أشخاص بالغين. وكشفت الاختبارات أن نشاط العقل لدى الأطفال يكون أقل من الطبيعي في قطاعات كبيرة من المخ خلال 50 دقيقة من انتهاء المكالمة الهاتفية، حيث يعد الأطفال أكثر عرضة لتلك المخاطر، نظرًا لعدم تطور جهازهم العصبي. كذلك أطلقت الجمعية الطبية البريطانية تحذيرات عدة من التأثيرات السلبية للهواتف المحمولة، خاصة المستخدمة لتبادل نصوص الرسائل الإلكترونية، على الأعضاء التناسلية وأعضاء الجسم الأخرى. كما حذرت دراسات عديدة من التعرض للمجالات المغناطيسية الناتجة عن الأجهزة الحديثة، ومنها الهاتف المحمول، لتأثيراتها السلبية على صحة الإنسان، خاصة بالنسبة للفتيات والسيدات الحوامل، نظراً لوجود تأثيرات بيولوجية ضارة على الثدي والجنين، لأن التعرض لهذه الموجات يؤدي إلى حدوث خلل في أنزيمات الدم، كما أن الأشعة المنبعثة من الهواتف المحمولة تسرع من نمو الخلايا السرطانية، حيث أثبتت التجارب المخبرية أن المورثات التي تولد الخلايا السرطانية في الدم تتكاثر بسرعة أكبر بكثير إذا تعرضت إلى أشعة أكثر من 48 ساعة. من جانب آخر، حذرت مؤسسة «كليفلاند كلينيك» في أوهايو الرجال من الإفراط في استخدام المحمول، وذهبت دراسة إكلينيكية مقارنة للمركز، على 364 رجلاً، إلى أن الرجل الذي يستخدم المحمول أربع ساعات يومياً فأكثر يكون عدد الحيوانات المنوية لديه حوالي 50 مليوناً في المليمتر، وأن حالتها تكون متدهورة، مقارنة ب 69 مليوناً لمن يستخدم المحمول ما بين ساعتين إلى أربع ساعات، وتكون حالتها متوسطة، مقارنة ب 86 مليوناً لمن لا يستخدم المحمول على الاطلاق، وهي الأفضل في نوعيتها، كما أن الإشعاع الصادر عن المحمول ربما يكون مضراً للحمض النووي الذي يؤثر على خلايا الجهاز التناسلي، وإنتاج هورمون التيستوستيرون. هل نعيد النظر في الإفراط في استخدامات المحمول؟ وسلامتك. المحرر | [email protected]
