عبر خبراء أمنيون وإستراتيجيون مصريون، عن ارتياحهم بقرار المملكة الأخير، باعتبار العديد من تنظيمات ما يسمى بجماعات الجهاد أو الإسلام السياسي جماعات إرهابية، ومن هؤلاء جماعة الإخوان وداعش وحزب الله، في قائمة الجماعات الدينية المتطرفة والمصنفة إرهابية، بناءً على الأمر الملكي الأخير، وأكد الخبراء أن القرار صائب وجاء في خدمة الأمة العربية والإسلامية، لأن أن تلك التنظيمات هدفها إشاعة جو من «القلاقل» في المنطقة، وتنفيذ مخطط خارجي بتقسيم المنطقة إلي دويلات صغيرة للسيطرة علي منطقة الشرق الأوسط، وأشار الخبراء والاستراتيجيون، إلى أن قضية سحب سفراء المملكة والإمارات والبحرين من قطر، جاء بسبب سياسة الدوحة الخارجية التي باتت تهدد الأمن القومي العربي، ولم تعد تعبث بالشأن الداخلي لدول المنطقة، بل تحولت سفاراتها إلى غرف عمليات لأجهزة دولية وإقليمية. وقال مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء مجدي البسيوني، والمتخصص في ملف الجماعات الدينية، إن «المملكة تعلم جيدًا بخطط الإخوان الإرهابية وغيرها من التنظيمات الخارجة عن القانون، وسعي تلك المنظمات الإرهابية الدائم والمستمر لتقسيم المنطقة العربية إلى دويلات صغيرة لحساب أجندات خارجية، وقلب نظام الحكم في الكثير من الدول العربية بما فيها دول الخليج.». وأكد البسيوني أن «تنظيم الإخوان ليس تنظيمًا دعويًا كما يتردد، بل هو تنظيم سياسي إرهابي يسعى للحكم والسلطة فقط، وهذا الخطر بات يهدد أمن دول مجلس التعاون الخليجي». وأضاف البسيونى، «قرار سحب السفراء من الدوحة جاء بناءً على إدراك دول الخليج أن قطر تعبث بزعزعة الأمن والاستقرار بدول تلك المنطق»، مشيرًا إلى أن قطر تعد قاعدة لتنفيذ لكل السياسات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، موضحًا أن قطر تحولت خلال السنوات الماضية إلى دولة تهدم وتفتت الجسد العربي والجغرافيا العربية، وتأجيج للصراعات الطائفية والقبلية، يضاف إلى ذلك ما تقوم به الدوحة من جهود لتقسيم الوطن العربي وتفتيته وإضعافه، بهدف رسم خريطة لشرق أوسط جديد.. وتابع إن «قطر حاولت تولي دور القيادة في المنطقة بعد ثورات الربيع العربي، وعندما فشلت قامت باستضافة التيارات الإرهابية المختلفة في أراضيها، وهي سوف تكتوي بنار تلك التيارات عندما تختلف معهم، ويومها لا تجد تلك الدولة من تلجأ إليه من الأشقاء العرب». من جهته، أوضح وكيل مباحث أمن الدولة الأسبق اللواء فؤاد علام، أن «سحب السفراء يعتبر رسالة شديدة اللهجة، وخطوة دبلوماسية رائعة على مواقف قطر العدائية ضد الدول العربية، خاصة بعد استضافتها لعدد من رموز الإخوان والعناصر الإرهابية بها»، منوهًا أن المملكة كانت حريصة من هذا القرار على مصالح كل شعوب دول المجلس بما في ذلك الشعب القطري، لأنها تعلم بخطورة الأمر، وتعي جيدًا معنى أن تؤوي دولة عربية لعناصر إرهابية بأراضيها، كما أن سحب سفير المملكة من الدوحة رسالة إلي الرئيس الأمريكى أوباما قبل الزيارة المرتقبة إلى المملكة تفيد بأن قطر أصبحت دولة نشاز في المنطقة، ورسالة إلى أن أمريكا وحليفتها إسرائيل يقفان بجوارها، وهذا ليس لمصلحة واشنطن في منطقة الشرق الأوسط. وقال علام إن «المملكة عانت من الإرهاب وجرائمه كثيرًا، وكبدها ذلك خسائر من أرواح أبنائها وشبابها، لكنها واجهته بحزم وقوة وصبر وإصرار، فهزمته وانتصرت عليه، وأصبحت نموذجًا يدرس وتجربة تحتذيها الدول في مكافحة الإرهاب، واتخذت المملكة في حربها الطويلة مع الإرهاب جهودًا وخططًا متوازية لم تقتصر على الجانب الأمني فقط، بل ترافق معها مشروعات فكرية واجتماعية وتوعوية، ولجان مناصحة واحتواء ورعاية للمغرر بهم من ضحايا جماعات التطرف، كما سنت عددًا من التشريعات القانونية والقضائية، التي تسهم في حماية المجتمع من آثار هذه الظاهرة وتقضي عليها».. وتابع وكيل مباحث أمن الدولة الأسبق «إن اجتماع وزراء الداخلية العرب يشكل خطوة مهمة في التحرك لمواجهة ظاهرة الإرهاب ووضع حدًا لها، لافتًا إلى أن الاجتماع تعامل باهتمام شديد بما أقرته المملكة باعتبار العديد من التنظيمات جماعات إرهابية». بدوره، أوضح الخبير الاستراتيجي اللواء حمدي بخيت، أن هناك تحركًا إقليمًا ودوليًا لوضع الإخوان في قائمة الإرهاب، وأن هناك تنسيقا كاملا مع الدول العربية للاعتراف بإرهاب جماعة الإخوان، مؤكدًا أن الجماعة ستخسر كثيرًا جراء القرار السعودي، موضحًا أن القرار يستهدف وأد الفتنة قبل وصولها إلى المجتمع السعودي، ولكي لا تهز استقراره، ودول الخليج ستتبنى قرارًا مماثلًا قريبًا، موضحًا أن ما اتخذته المملكة يعد بمثابة الضربة القوية ولطمه على وجه النظام الأمريكي الذي يستخدم الإخوان في تفتيت المنطقة العربية، معربًا عن حزنه لما تقوم به الإدارة الأمريكية في المنطقة العربية باستخدامها للإخوان لنشر الفوضى، لافتًا إلى أن مصر أول دولة حذرت من خطورة جماعة الإخوان الإرهابية، وأوضح أن الدافع الأساسي لاتخاذ المملكة لهذا القرار هو تحالف الإخوان مع تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى أعمال العنف والقتل والتخريب، التي تشهدها مصر، والقرار يعتبر بمثابة ورقة ضغط على أمريكا لتعلن هي الأخرى هذا القرار. ويرى بخيت أن قرار المملكة مقصود به قطر، التي تحتضن أعدادًا كبيرة من الجماعة الإرهابية، موضحًا أن المصالح بين قطر وجماعة الإخوان المسلمين لن تنتهي، فكلاهما أداة في يد أمريكا، تستخدمها لصالحها في زعزعة استقرار المنطقة، وقطر تعي دور التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، وهى التي تدفع لها الأموال الطائلة، وبالتالي ما فعلته المملكة والبحرين والإمارات الهدف منه وقوف الدوحة على حدودها وعدم تعديها خطوط باقي الدول العربية. المزيد من الصور : صحيفة المدينة