شن الجيش الإسرائيلي نحو 30 غارة جوية على قطاع غزة فجر أمس، كرد على اطلاق حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية اكثر من 60 صاروخاً على جنوب اسرائيل، وفيما قام الاحتلال بإغلاق معبري كرم أبوسالم وإيريز مع القطاع حتى اشعار آخر، وتوعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ب«ضجة»، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس اسرائيل «بوقف التصعيد العسكري». وتفصيلاً، سقط صاروخ على اسرائيل فجر امس، ما يرفع عدد الصواريخ التي اطلقت من قطاع غزة في اقل من 24 ساعة إلى اكثر من 60 صاروخاً، خمسة منها في مناطق مأهولة. وذكر الجيش الاسرائيلي في وقت سابق، أن هذا اكبر هجوم على اسرائيل منذ عملية «عمود السحاب» العسكرية الاسرائيلية في شهر نوفمبر 2012 على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس). من جهته، طالب الرئيس الفلسطيني «بوقف التصعيد العسكري الإسرائيلي» في غزة. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبوردينة في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية «وفا»، إن عباس «يطالب بوقف التصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر»، محذراً من ان هذا التصعيد «يعرض المواطنين العزل إلى ويلات الحرب والدمار». ودان عباس اي تصعيد عسكري بما في ذلك اطلاق «الصواريخ»، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مدينة بيت لحم جنوبالضفة الغربية. وعقد نتنياهو مشاورات حول قيادة العمليات مع وزير دفاعه موشيه يعلون، ونائب رئيس اركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي ايزنكوت ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) يورام كوهين، والتقي مع مجلسه الوزاري الأمني. وحذر نتنياهو «إذا لم يكن ثمة هدوء في جنوب (اسرائيل) فستكون هناك ضجة في غزة، وهذا أقل ما يقال». وندد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يقوم بأول زيارة رسمية لإسرائيل ب«الهجمات من غزة»، ووصفها بأنها «همجية» كونها «تستهدف السكان المدنيين»، وفق بيان للرئاسة الإسرائيلية. بدورها، نددت الخارجية الأميركية بما اعتبرته «هجمات ارهابية» حسب تعبيرها، مؤكدة «حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها». في المقابل، قامت إسرائيل بإغلاق معبري كرم ابوسالم وايريز مع القطاع حتى اشعار آخر، باستثناء الحالات الإنسانية. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أنه تم إغلاق معبر كيرم شالوم (كرم أبوسالم) المخصص لنقل بضائع إلى قطاع غزة بصورة كاملة في حين بقي معبر إيرز (بيت حانون) مفتوحاً للحالات الإنسانية فقط. وأصدر موشيه يعلون تعليماته بوقف زيارات عائلات المعتقلين الفلسطينيين من سكان غزة الذين يقبعون في السجون الإسرائيلية. وقال يعلون إن عناصر الجهاد الإسلامي «سيندمون» على إطلاق الصواريخ، معتبراً أن حركة حماس هي المسؤولة عما يجري في غزة، وإذا لم تتمكن من فرض التهدئة «فستدفع الثمن باهظاً». ورفض مستشار الأمن الداخلي الإسرائيلي السابق ياكوف اميدرور خيار اعادة احتلال قطاع غزة الذي دعا اليه مساء الأربعاء وزير الخارجية افيغدور ليبرمان. وقال اميدرور لإذاعة الجيش الاسرائيلي «الأمر يعتمد على الجانب الآخر و(حماس) لم تشارك حتى الآن وهذا امر جيد». وأكد المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت اليكس فيشمان أمس، ان «ما يثير الدهشة حول اطلاق الصواريخ ليس حقيقة اطلاقها الذي كان متوقعاً ولكن حجمها». وأكد الجيش الاسرائيلي انه استهدف «29 موقعاً في قطاع غزة». وقالت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي في بيان مقتضب «سرايا القدس ترد على العدوان برشقات من الصواريخ»، بعد اغتيال ثلاثة من عناصرها الثلاثاء في غارة جوية اسرائيلية جنوب قطاع غزة، مشيرة إلى انها اطلقت اكثر من 130 صاروخاً وقذيفة. وقال المتحدث باسم حركة الجهاد الاسلامي في قطاع غزة داود شهاب لوكالة فرانس برس «الجهاد لم يكن معنياً بالتصعيد لكن اسرائيل ارتكبت انتهاكات كبيرة». من جانبها، حملت حكومة «حماس» المقالة اسرائيل مسؤولية «التصعيد» في غزة محذرة من «تداعيات» هذا الأمر. وقال المتحدث باسم الحكومة المقالة ايهاب الغصين في بيان «نحمل الاحتلال المسؤولية ونحذر من تداعيات أي تصعيد، ونؤكد ان المقاومة حق للشعب الفلسطيني للدفاع عن نفسه». وأضاف أن «الاحتلال يستفرد بالفلسطينيين في ظل انشغال عربي عن القضية الفلسطينية». وطالبت الحكومة المقالة الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي ب «التحرك للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه». الامارات اليوم