دعا زعيم التتار في القرم حلف شمال الاطلسي إلى التدخل بسرعة محذرا من وقوع مجزرة، كما طالب أنصاره بمقاطعة الاستفتاء المقرر الاحد المقبل في شبه الجزيرة الاوكرانية حول انضمامها الى روسيا. سيمفروبول: طالب زعيم التتار في القرم مصطفى جميليف اليوم الخميس حلف شمال الاطلسي بالتدخل "قبل وقوع مجزرة"، داعيا ابناء هذه الاقلية الى مقاطعة الاستفتاء المقرر الاحد في شبه الجزيرة الاوكرانية حول انضمامها الى روسيا. وقال جميليف الموجود في بروكسل في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "ندعو تتار القرم الى مقاطعة الاستفتاء"، مضيفا طالما ان الاممالمتحدة لن توافق ابدا، بسبب الفيتو الروسي في مجلس الامن الدولي، على ارسال قوات حفظ سلام دولية الى القرم، فان حلف شمال الاطلسي عليه "ان يتدخل كما فعل في كوسوفو (...) قبل وقوع مجزرة" في القرم. واضاف انه يعتزم السبت لقاء الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن. وقال "لم نر اي اجراء جدي من جانب الغرب"، مؤكدا ان حظر منح التأشيرات لن يكون له مفعول كبير لانه الاشخاص الذين فرض بحقهم هذا الاجراء "يعيشون حياة هانئة في روسيا". واضاف "قلنا انه يجب على اوكرانيا ان تطلب ارسال قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة اليها، ولكني اعلم ان روسيا موجودة في مجلس الامن الدولي وبالتالي فان هذا الامر لن يحصل ابدا". وتابع "اذا لم تجد الطرق الاخرى ربما سيتعين على حلف شمال الاطلسي ان يرسل قواته. في العادة هم يفعلون ذلك فقط عند حصول مجزرة. نريدهم ان يفعلوه قبل وقوع مجزرة". واكد جميليف انه اجرى الاربعاء اتصالا هاتفيا مطولا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين اكد له خلاله تشكيكه بشرعية الاستفتاء الذي سيجري الاحد حول انضمام القرم الى روسيا. واوضح جميليف لفرانس برس انه قال لبوتين ان التتار "لن يشنوا حربا ضد روسيا لكنهم سيدافعون عن وحدة اراضي بلادهم". ويبلغ عدد ابناء اقلية التتار المسلمة في القرم حوالى 12 الى 15% من اجمالي سكان شبه الجزيرة البالغ مليوني نسمة. وبعدما تم ترحيلهم في عهد ستالين هم اليوم يعارضون انفصال القرم عن كييف وقد دعموا حركة الاحتجاج التي اطاحت بالرئيس الاوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش. تشوركين: موسكو لا تريد الحرب أعلن السفير الروسي في الاممالمتحدة فيتالي تشوركين الخميس ان "روسيا لا تريد الحرب والروس كذلك"، وذلك في معرض حديثه عن الازمة الاوكرانية اثناء جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي شارك فيها رئيس الوزراء الاوكراني. وقال تشوركين انه يريد ان "يرد مباشرة" على رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك، متهما الاوروبيين وواشنطن باثارة هذه الازمة عبر حضهم الاوكرانيين على "الاطاحة بالقوة بالحكومة الشرعية". واضاف ان روسيا "لا ترغب في تصعيد هذه الازمة". ودافع السفير الروسي عن شرعية الاستفتاء المقرر الاحد في القرم والذي قد يؤدي الى ضم شبه الجزيرة الاوكرانية الى روسيا استنادا خصوصا الى استقلال كوسوفو الذي لم تعترف به موسكو. واشار الى ان هذا الاستفتاء يبرره ايضا فراغ قانوني في القرم تسببت به "الاطاحة غير الدستورية بالحكومة في كييف". وجاء كلامه بعد مداخلات عدة سفراء غربيين من بينهم سفراء الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا الذين اعتبروا ان الاستفتاء المقرر الاحد في القرم هو غير شرعي وطالبوا بحوار سياسي بين موسكو وكييف من اجل حل الازمة سلميا. وسخر تشوركين من "الوضع العجيب" في اوكرنيا الذي تخيله كما قال الغربيون وكرر القول بان موسكو لا تعترف بشرعية السلطات الجديدة في كييف. واشنطن تريد تصويتا في مجلس الامن إلى ذلك، أعلن دبلوماسيون ان الولاياتالمتحدة قدمت الى شركائها في مجلس الامن الدولي مشروع قرار يندد بالاستفتاء المقرر اجراؤه الاحد في القرم حول انضمام شبه الجزيرة الاوكرانية الى روسيا ويؤكد مجددا على وحدة الاراضي الاوكرانية. وقال السفير البريطاني في مجلس الامن مارك لايل غرانت لدى دخوله جلسة طارئة للمجلس حول اوكرانيا ان واشنطن طلبت مناقشة هذا النص وهي "تأمل ان تتمكن من طرحه على التصويت بحلول السبت". وبحسب دبلوماسيين فان روسيا ستستخدم حتما حق النقض ضد هذا المشروع ولكن بالمقابل قد تمتنع الصين عن التصويت عليه، مما سيتيح للغربيين تأكيد عزلة موسكو في هذا الملف. واكد السفير الفرنسي في الاممالمتحدة جيرار آرو ان فرنسا ستصوت لصالح مشروع القرار الاميركي وتؤيد مطلب واشنطن بان يتم التصويت قبل الاحد، اليوم المقرر لاجراء الاستفتاء في شبه الجزيرة الاوكرانية. وقال امام زملائه في مجلس الامن "فلنطلق جميعا نداء اخيرا الى روسيا". وينص مشروع القرار على ان "الاستفتاء لا يمكن ان تكون له اي شرعية ولا يمكن ان يكون اساسا لادنى تغيير في وضع القرم"، وهو يطالب ايضا جميع الدول بعدم الاعتراف بنتيجة هذا الاستفتاء. ويضيف مشروع القرار ان مجلس الامن يؤكد مجددا "التزامه سيادة اوكرانيا واستقلالها ووحدة اراضيها بحدودها المعترف بها دوليا". ويطالب النص ايضا كلا من موسكو كييف ب"بدء حوار سياسي مباشر" وممارسة ضبط النفس ولكن من دون ان يوجه اي انتقاد مباشر او تهديد الى روسيا. ايلاف