اطلاق وتوقيع كتاب "يافا أم الغريب متحف محمود درويش رام الله
أمسية يافاوية حرقت كل الأزمان وقلصت الوقت لتكون يافا حاضرة من خلال شهادات أهلها وذاكرتهم ورائحة البرتقال التي لاحت بين السطور بين نص وآخر في أمسية اقامها متحف محمود درويش اليوم لاطلاق وتوقيع كتاب "يافا أم الغريب" للروائية الفلسطينية أسماء ابو عياش، ادار الندوة الأديب سميح شبيب والذي هو نفسه أبن يافا الذي ولد وهجر منها في اليوم ذاته. استهل شبيب تقديمه للروائية وللرواية بمقارنة بين ما قرأه وما عاشه بينما اشار الى أن النصوص التي قرأها لا تنطوي تحت مسمى رواية أو قصص قصيرة في تفنيدها وانما يمكن وصفها كنوع من التداعيات التي أدت رسالتها الوطنية وتعتبر عمل نضالي ذو بعد سياسي، فهي نصوص تتداعى مع روح الثورة وتاريخها وتعد توثيقاً لذكريات التنشئة والجذور الوطنية حيث ان شخوص العمل يشكل كلٌ منهم مجتمعاً كاملاً وهذا يعود لقدرة الكاتبة على تمثيل الأرتباط بين الواقع المعاش بتفاصيله ومكنون الذكريات والأفكار لدى كل لاجىء وذلك بتمثيل الوقائع وكأن زمناً لم يمر عليها، مشيراً الى أن عنوان الرواية " يافا أم الغريب" هو فعلاً مصطلح يافاوي تداوله أهالي يافا قديماً لأنها كانت مدينة تمتلك كل مظاهر النهضة والتطور من خلال احتوائها على المسارح ودور العرض وبيوت النشر وكانت فعلاً تحتضن الزوار الغرباء كأم، مختتماً بأن هذا الكتاب يحتوي على الكثير من الوطنية ومعاني النضال وجاء من مناضلة تستحق كل الإحترام والشكر. بدأت ابو عياش كلمتها بتوجيه الشكر للاشخاص الذين ساعدوها في توثيق أحداث الكتاب بشهاداتهم ومنهم السيد ألفرد طوباسي والذي كان عضواً في منظمة التحرير الفلسطينية، والشاعرة شهلا كيالي والفنانة تمام الأكحل وغيرهم كثيرين ،وقامت بقراءة نص ادبي حول الاسباب التي كانت خلف شروعها بكتابة الرواية والذكريات التي عاشت تفاصيلها من اجدادها وهم يروون لها القصص عن يافا وتضمن النص مشاعراً تمحورت حول اللجوء وحلم العودة والحنين الى الوطن، مسترسلة في قراءة نصوص من الكتاب، الأول بعنوان "ألم" والثاني عن إجتياح بيروت وعن تجربة الحصار والابعاد والغربة في رحلة العودة الى الوطن بعد توقيع اتفاق اوسلو، وكانت النصوص التي قرأتها كالمرايا التي يستطيع اي لاجىء فلسطيني بأن يرى نفسه فيها وبين سطورها، وأوردت ابو عياش بان " لكل لاجىء من يافا، "يافاه" الشخصية" وهذا ما لمسته وهي تستمع لروايات وقصص لاجئي يافا، والذي حاول الكثير منهم زيارة يافا ليستعيدوا لحظات طفولتهم فيها مصطدمين بالواقع المرير بوجود المحتل يشوه ذكرياتهم بوجوده، مختتمة حديثها باقتباس مقولة كان زوجها يرددها دوما الا وهي " لقد ذاقت فلسطين الأمرين في دحر كل إحتلال يمر عليها، وكانت دائماً تعود منتصرة وحرة، ولذلك فإن الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين سيكون مؤقتاً ككل احتلال سبقه وستعود فلسطين حرة". .......وطن مقدادي دنيا الوطن