تامر عبد الحميد (أبوظبي) – أثار الفيلم الأميركي «نوح» الذي أخرجه دارين أرنوفسكي، وقام ببطولته راسل كرو الكثير من الجدل في المنطقة العربية والخليجية، وذلك قبل اقتراب موعد عرضه في نهاية شهر مارس الجاري، خصوصاً وأنه يجسد قصة سيدنا نوح عليه السلام، وقد شن الأزهر الشريف في مصر هجوماً عنيفاً على الفيلم، والأفلام التي تجسد الأنبياء والرسل في الأعمال الفنية بشكل عام، مطالباً بمنع عرض «نوح».. والحال نفسه في بعض البلاد العربية والخليجية الأخرى التي اتخذت القرار نفسه، وكان آخرها المجلس الوطني للإعلام في دولة الإمارات، الذي اتخذ قراراً بمنع عرض الفيلم على الشاشات السينمائية الإماراتية. أعلن المجلس الوطني للإعلام في الإمارات، أن الفيلم الأميركي الجديد «نوح» الذي يقوم ببطولته راسل كرو وأنطوني هوبكنز، منع عرضه على شاشات السينما بالدولة، خصوصاً وأنه يتناول حياة النبي سيدنا نوح، وحول الضوابط والمعايير التي يتخذها المجلس الوطني للإعلام بقرار منع أحد الأعمال الفنية في الإمارات، أوضح جمعة الليم مدير إدارة متابعة المحتوى الإعلامي في المجلس الوطني للإعلام، أن أي قرار يتخذه المجلس بمنع عرض الأعمال الفنية يترتب على ألا يكون العمل الفني يحتوي على تجريح، أو إساءة أو إباحية مفرطة، أو مخالفة فجة للدين، مشيراً إلى أن المجلس يتخذ قرار المنع بصعوبة تامة، لاسيما أن مسؤوليها يترددون كثيراً في منع عرض أي فيلم، لكن الرقابة الذاتية ومسؤولية المجلس أمام المجتمع تحتم عليهم الوقوف أمام أي منتج فني يسيء إلى المجتمع بشكل عام. وشدد الليم إلى أن فيلم «نوح» يتعارض مع سائر الأديان، سواء الإسلامية أو الديانات الأخرى، كذلك يجسد قصة النبي نوح، والإسلام يحظر بتجسيد الشخصيات الإسلامية، لذلك عندما علم المجلس بفكرة الفيلم، تم المنع على الفور، لاسيما أننا نرفض «تجسيد» الأنبياء بغض النظر عن التفاصيل الموجودة في الفيلم. وتابع: كما لاحظ مسؤولو الرقابة على المنتجات والمصنفات الفنية في المجلس الوطني للإعلام في تفاصيل الفيلم بعض الأخطاء الدينية في قصة سيدنا نوح، والتي تتعارض مع الذي نزل في القرآن الكريم. رقابة فنية وحول إذا كانت هناك رقابة أيضاً على المواقع الفنية الموجودة على الإنترنت التي يستطيع الناس من خلالها تحميل الفيلم ومشاهدته، أوضح الليم أن دور إدارة متابعة المحتوى الإعلامي التابعة للمجلس الوطني للإعلام يتمثل في مراقبة محتوى المنتجات الإعلامية التي تدخل الإمارات كالأفلام السينمائية وغيرها، والتأكد من عدم تعارضها أو خدشها للعادات والتقاليد والمبادئ الإسلامية، مشيراً إلى أن الشاشات السينمائية الإماراتية يذهب إليها مئات، بل آلاف الناس من جميع الفئات، سواء الشباب أو العائلات لمشاهدة فيلم ما، ومن الواجب عليهم منع عرض أي فيلم يسيء إلى المجتمع أو الدين، لافتاً إلى أن عصر التكنولوجيا الذي نعيش فيه ولا يوجد فيه أية ضوابط أو قوانين، يمكّن أي شخص من مشاهدة الفيلم عبر الإنترنت، لكن الحالة الفردية أفضل من الجماعية بكثير. ... المزيد الاتحاد الاماراتية