دخلت قوات النظام السوري يدعمها مقاتلون من حزب الله مدينة يبرود في جبال القلمون على الحدود مع لبنان، بعد شهر من القصف المكثف بالبراميل المتفجرة، في وقت استهدفت قذائف الجيش الحر مبنى الأركان وسط العاصمة دمشق. وأصدر الجيش السوري بياناً ذكر فيه أن «وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع الدفاع الوطني أعادت صباح أمس الأمن والاستقرار إلى مدينة يبرود ومحيطها في الريف الشمالي لمدينة دمشق بعد أن قضت على أعداد كبيرة من الإرهابيين المرتزقة». وقال مصدر عسكري لوكالة «رويترز» إن نحو ألف مقاتل في جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة تحصنوا بالبلدة أمس السبت لمحاربة القوات الحكومية التي كانت قد دخلت المناطق الشرقية من يبرود وسيطرت على عدة تلال استراتيجية. وأضاف أنهم «خاضوا قتالاً شرساً ثم انسحبوا جميعاً منذ الليلة الماضية وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم». انسحاب المقاتلين وذكر المصدر أن المقاتلين انسحبوا إلى قرى حوش عرب وفليطة ورنكوس، بالإضافة إلى بلدة عرسال الحدودية اللبنانية الواقعة على بعد 20 كيلومترا ناحية الشمال الغربي. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين من حزب الله سيطروا بالكامل على أجزاء كبيرة من يبرود. وساعد مقاتلون من حزب الله الجيش السوري ومقاتلين مؤيدين للحكومة في إغلاق المنطقة الحدودية مع لبنان. وقال التلفزيون الرسمي السوري إن الجيش فكك عددا كبيرا من العبوات الناسفة التي زرعها مقاتلو المعارضة. وفر آلاف المدنيين من يبرود التي يعيش بها ما بين 40 ألفا و50 ألفا وتقع على بعد نحو 60 كيلومترا شمالي دمشق ومن المناطق المحيطة بها بعدما تعرضت للقصف بالقنابل والقذائف الشهر الماضي قبل هجوم للقوات السورية. وقال المصدر العسكري إنه بالتزامن مع السيطرة على يبرود أغلق الجيش السوري والقوات الجوية 14 من بين 18 معبراً مع لبنان الذي امتد الصراع إليه خلال العام المنصرم، مضيفاً أنه «ستكون المعركة خلال الأيام القليلة القادمة على إغلاق هذه المعابر المتبقية». غارات وذكر التلفزيون السوري أن الجيش استهدف مقاتلين من المعارضة بين فليطة وعرسال بعد انسحابهم من يبرود. ومن جانبها، ذكرت الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام أن الطيران السوري شن غارات عدة على جرود عرسال، مستهدفا المسلحين المنسحبين من محور العقبة ورنكوس باتجاه عرسال، مما أدى الى وقوع عدد من الإصابات بين قتيل وجريح. وذكر المرصد نفّذ الطيران الحربي عدة غارات جوية على مناطق في جرود حلبون وأرض الظهرة بمنطقة وادي بردى، وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والكتائب المقاتلة في المنطقة ومقتل 6 عناصر من قوات النظام على الأقل، في حين تعرضت مناطق في مدينة دوما وبلدتي حزة وسقبا وأطراف قرية بيت سابر ومناطق في بلدة بيت جن ومزارعها وجرود بلدة تلفيتا ومخيم خان الشيح لقصف من قبل القوات النظامية. هاون على دمشق إلى ذلك، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية، أمس، سقوط قذيفة هاون بالقرب من مبنى رئاسة هيئة أركان الجيش في منطقة (المالكي) وسط العاصمة دمشق من دون أن تسفر عن وقوع خسائر بشرية. وذكرت الهيئة في بيانات متفرقة أن ثلاث قذائف هاون سقطت كذلك على دمشق واستهدفت منطقة العدوي ومفزرة فرع فلسطين للمخابرات ومكتب الهلال. وقالت إن الأضرار في المنطقة التي شهدت انتشارا أمنيا كثيفا اقتصرت فقط على الخسائر المادية. دمشق تؤكد التزامها تعهدات تدمير الكيماوي أكد نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد أمس التزام بلاده بتنفيذ تعهّداتها بشأن الأسلحة الكيماوية رغم الظروف الصعبة التي تمر بها، في وقت وصل إلى طهران أمس المبعوث الدولي لبحث إحياء مفاوضات جنيف مع القيادة الإيرانية. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أن المقداد بحث مع رئيسة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة، سيغريد كاغ، والوفد المرافق لها «التقدّم الهام الذي تحقق في تنفيذ سوريا لالتزاماتها بموجب انضمامها لاتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، وسبل استمرار التعاون البناء القائم بين سوريا من جهة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة من جهة أخرى». وأكد المقداد على أن «سوريا ملتزمة بتنفيذ تعهّداتها المتعلّقة بهذا الملف، بالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها حالياً»، مشيراً إلى «محاولات بعض الدول تسييس هذا الملف في الوقت الذي تعاملت فيه سوريا بتعاون وتنسيق كامل مع البعثة المشتركة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية». إشادة من جهتها، أشادت كاغ بالتعاون السوري وما تم إنجازه حتى الآن في إطار تنفيذ سوريا لالتزاماتها، مؤكدة أن الأسرة الدولية تقدّر التقدّم الذي تم إحرازه في هذا المجال. عقبات وأعربت كاغ عن استعدادها لبذل كل الجهود من أجل تذليل العقبات والتعاون الوثيق مع الجهات السورية لإنجاز الهدف المشترك. إلى ذلك، وصل المبعوث الأممي والعربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس الأحد إلى العاصمة الإيرانية طهران لبحث تطورات الأزمة السورية. وذكرت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية أن الإبراهيمي بدأ زيارة لطهران تستغرق ثلاثة أيام. ومن المقرر أن يلتقي الإبراهيمي مع عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين، إذ ستتركز المحادثات حول تطورات الأزمة السورية وسبل حلها. دير الزور ذكر المرصد أن حي الصناعة في دير الزور شهد اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، كما تعرضت مناطق في حي الجبيلة لقصف من القوات النظامية أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، فيما استهدف مقاتلو الكتائب المقاتلة بعدد من القذائف أماكن تمركز القوات النظامية في حي الجبيلة بالرشاشات الثقيلة. البيان البيان الاماراتية