زعمت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الصادرة اليوم الاثنين، أن القطيعة بين مصر وحركة حماس، أعادت الأخيرة إلى رعاية إيران، بوساطة قطرية. القدسالمحتلة (فارس) وقالت الصحيفة في تقريرٍ لها: "جاءت هذه العلاقة المتجددة أغلب الظن بوساطة قطر، التي تستضيف رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل منذ غادر دمشق، وبعد أن أصبحت الحركة محظورة في مصر، التي أمرت بإغلاق مكاتب المنظمة، وجمدت أملاكها، إضافةً إلى الإغلاق المستمر الذي يفرضه الجيش المصري على غزة". وأشارت الصحيفة إلى تصريحات رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، الأخيرة لقناة الميادين، والتي أعلن فيها عودة العلاقات بين إيران وحماس لما كانت عليه، ونفيه وجود أي مشكلة مع الحركة، التي اعتبر أن دعمها واجب كونها تيارٌ مقاوم. كما أشارت "هآرتس" إلى الأنباء التي ترددت نهاية الأسبوع الماضي، ومفادها بأن "إيران تعتزم استقبال مشعل، بعد أكثر من سنتين من القطيعة شبه التامة مع حماس، تضمنت رد محاولات سابقة لمسؤولي الحركة زيارة طهران"، كما ادعت. وكشفت الصحيفة النقاب عن "اجتماع قيادة حركة حماس قبل نحو عشرة أيام في بيروت لبحث الوضع المالي المتأزم"، زاعمةً أن "الأغلبية قررت تحديد مكان المقر الدائم في تركيا". وتطرقت "هآرتس" إلى تأزم علاقة دول الخليج (الفارسي) ببعضها البعض نتيجة وجود قيادات حماس على أراضيها، قائلةً: "لقد أصبح إعطاء الرعاية للحركة مؤخرًا صخرة خلاف بين السعودية، مصر والإمارات من جهة وبين إيرانوقطر من جهةٍ ثانية، التي تتهمها الأولى ب "التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية" ضمن أمور أخرى بسبب دعمها للإخوان المسلمين وفروعها كحماس". وتابعت الصحيفة: "من هنا فإن دعم قطر أو استئناف العلاقات بين إيران وحماس لا يأتيان بالذات لإظهار الدعم الأيديولوجي لحماس، بل هما جزء من صراع سياسي أوسع على النفوذ في "الشرق الأوسط". والنتيجة هي أن أزمة حماس تشكل الآن أداة في أيدي إيران ضد خصومهما"، على حد تعبيرها. واستدركت تقول: "لكن عودة حماس المتوقعة إلى إيران من شأنها أن تضع أمام مصر و"إسرائيل" تحديًا جديدًا ليس لأي منهما فيه روافع تأثير على سلوك الحركة في غزة. صحيح أن طرق العبور إلى غزة تسيطر عليها الدولتان والقرار بمدى الإغلاق هو في يديهما إلا أن إيران ستعود لأن تمسك في أيديها أحد مراكز القوة الذي يمكنه أن يؤثر على مدى سيطرة السلطة الفلسطينية (...)". وتستطرد "هآرتس": "ومن شأن ضرورة العودة إلى إيران أن تلزم قيادة حماس بالتراجع عن موقفها تجاه الرئيس السوري بشار الأسد، وبالتالي الاعتراف بفشلها في العودة إلى الحضن العربي الذي توقعت منه استقبالًا حارًا بعد أن ضمت صوتها إلى أصوات دول الخليج (الفارسي) ومصر في مسألة الموقف من النظام السوري. ومع أن حماس حصلت على فترة قصيرة من النهوض، ولا سيما في علاقاتها مع مصر الإخوان المسلمين، إلا أن سلوك الحركة الأم بالذات أدى إلى أن تصبح حماس منظمة منبوذة تضطر إلى البحث عن مكانها خارج الدائرة العربية". /2336/ وكالة انباء فارس