جرعة من الإبداع والفن تقدم اليوم لمحبي الفنون مع انطلاق «آرت دبي» في دورته الثامنة، التي تستمر حتى 22 مارس الجاري. واللافت ان المعرض الذي يجمع أكثر من 500 فنان من حول العالم، لا يقتصر على عرض الفنون، بل يولي أهمية كبرى للتعليم. ويعد برنامج الشيخة منال للرسامين الصغار، أحد البرامج التعليمية المقدمة للفئات العمرية الصغيرة، التي تهدف الى دمج الفئة الناشئة في مجال الفن البصري. وينطلق البرنامج اليوم في دورته الثانية، ليتوسع عن العام الماضي مع الفنان الضيف الذي سيقدم ورش العمل للأطفال، ليمثل تجربة فنية حقيقية تجمع بين النظري والتجريبي. «آرت دبي» تنطلق اليوم النسخة الثامنة من «آرت دبي»، المعرض الذي بدأ في عام 2007، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وتقسم القاعات التي تقدم الفنون بين المعاصر والحديث الى جانب القاعة التي تحمل اسم «ماركر»، والتي يقدم فيها مجموعة من الفنون من منطقة يتم تسليط الضوء عليها. ويضم المعرض مجموعة من البرامج والمشروعات غير الربحية، منها العروض الأدائية التي تحمل اسم مشروعات «آرت دبي»، والفنانين المقيمين والقيمين، ومعرض للفائزين بجائزة مجموعة أبراج كابيتال، و«كامبس آرت دبي» المدرسة المجانية المصاحبة للمعرض التي تقام كل يوم سبت، وتتوجه الى القيمين والفنانين والعاملين في الحقل الفني في الامارات. المكتب الثقافي أطلق المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، في أوائل عام 2013، ليشكل منصة لتطوير وتفعيل المشهد الثقافي والفني في المنطقة. ويشرف المركز على العديد من المشروعات الفنية. ويساعد البرنامج في تسليط الضوء على المواهب الجديدة في الامارات من أجل الحفاظ على التراث العربي والثقافة العربية ونشرها في العالم. هدف تعليمي رأت مديرة معرض «آرت دبي» أنتونيا كارفر، أن هناك حرصاً كبيراً من ادارة المعرض على تأمين ما هو مميز للعائلة، لذا فإن هذه الفعاليات تعد الابتكار الفريد الذي يشجع الأطفال على الانخراط في الفن، وتقديم إبداعاتهم في بيئة ممتعة. ونوهت بأن البرنامج استقبل في العام الماضي 120 طفلاً، طامحة إلى أن يكون العدد أكبر خلال هذه الدورة. ويعد برنامج الشيخة منال للرسامين الصغار جزءاً من التزام «آرت دبي» بتعزيز تعليم الفنون لجميع الأعمار، إذ يسعى الى نشر الأفكار التعليمية عند الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين خمس سنوات و16 سنة من خلال الأنشطة المتنوعة. وينظم هذا البرنامج برعاية سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة. ويحظى بترويج مميز من قبل المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، منذ انطلاقته في عام 2013، كونه يشكل منصة لتطوير وتفعيل المشهد الثقافي في المنطقة. ويضم البرنامج مجموعة من الفعاليات والأنشطة المخصصة للأطفال الذين يتم تقسيمهم ضمن فئات عمرية بحسب النشاط الذي يناسبها. ويشرف على الأنشطة التي تقام مجموعة من الفنانين من مختلف أنحاء العالم والإمارات. أما عدد الأحداث التي ستقدم فسيصل الى 15 حدثاً، الى جانب الجولات الاستكشافية التي أضيفت هذا العام والتي تتوجه الى الذين تراوح أعمارهم بين (8 و12 13 و16)، واللافت في الجولات التي يشرف عليها كل من رانيا حبشي وأثير الموسوي وخولة درويش، أنها تتم بأسلوب قصصي يقرب الطفل من عالم الفن ويجعله اكثر ادراكاً للقطع الفنية التي يراها ومفهومها وما خلفها. يقدم الورش الخاصة بالنشاطات الفنية للأطفال الفنان الاسترالي ديلان مارتوريل الذي يعرف بأسلوبه الجامع للكثير من المواد المتباينة في العمل، فيقوم بتركيب أعماله من الخيوط والنحاس والزجاج، ثم يضيف بعض الألعاب البلاستيكية، كي يجمع من خلال العمل بين الشكل التركيبي والبعد الصوتي. هذا الاسلوب الذي يحمله الفنان في أعماله، سيقدمه للصغار في ورش العمل مركزاً على أهمية ايجاد ابتكارات فنية وصوتية من المواد التي يعيد تصنيعها. وسيساعد الفنان في عمله في الورش كل من ريم فلكناز وسارة نعيم، كما سيتم تقسيم هذه الورش الى فئتين عمريتين، الأولى بين (5 و8 أعوام) والثانية بين (9 و12 عاماً). وقالت مديرة المكتب الثقافي، منى بن كلي ل«الإمارات اليوم»، «يسرنا أن نتعاون مع (آرت دبي) للعام الثاني على التوالي، من خلال هذا البرنامج بناء على الرؤية الراسخة لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، بأن تدريس الفنون يمثل عنصراً حيوياً في مسيرة نمو الطفل». وتابعت، «يهدف هذا البرنامج الى إنشاء جيل جديد من المبدعين في مجال الفن، ومنحهم الثقة الكاملة والضرورية لتقديم تجاربهم، ما يؤدي الى اضافة قيمة مميزة في المشهد الفني الذي يشهد نموا وتطورا متسارعين في الدولة». ولفتت الى أن اطلاق هذا البرنامج أتى نتيجة إيمان الشيخة منال بأهمية تدريس الفنون للأطفال، وبأن المواهب الصغيرة يجب أن تلقى الدعم المناسب، موضحة أن البرنامج يتم بالتعاون مع مجموعة من المدارس، الأمر الذي يؤكد فرصته في أن يستمر بتنشئة الاطفال على المدى الطويل. وأكدت بن كلي أن البرنامج لا يقتصر على التواجد في «آرت دبي» وموسم الفن، بل هناك مجموعة من البرامج والنشاطات الاخرى التي تضمن استمرارية مسيرة التنشئة الفنية، منها برنامج الشيخة منال للتبادل الثقافي، وكذلك جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة. وأكدت بن كلي أن جدارية دبي للغرافيتي، الذي أطلق عليه اسم «مشروع الجدار»، والذي عمل فيه تسعة فنانين مقيمين في الإمارات، وقاموا بإنجاز العمل خلال 20 يوماً، كان من أول البرامج التي خصصت لدعم ملف إكسبو. وشددت على ان أهم أهداف المكتب الثقافي يكمن في تسليط الضوء على الفنانين الذين نسهم في خلق مستقبل جديد معهم، وهناك الكثير من الاسماء التي بدأت من خلال هذه المشروعات والجوائز، فنحن نهدف الى زيادة المواهب الشابة في الإمارات. وحول تطوير البرنامج في السنوات المقبلة، نوهت بن كلي بأن البرنامج اليوم توسع لاستضافة الفنان، ومن الطبيعي أن نعمل على تطويره أكثر خلال السنوات المقبلة، مشيرة الى أنهم بدأوا استقبال الطلبات قبل البدء في البرنامج بفترة، والأرقام مضاعفة عن العام الماضي، مع الاشارة الى ان الشريحة الأكبر هم الذين تراوح أعمارهم بين 7 و 12 عاماً. أما ورش العمل مع الفنان الضيف فهي محدودة العدد، إذ تقام أربع ورش في اليوم الواحد، على ألا يزيد عدد الأطفال في الورشة على 15 طفلا. وختمت بن كلي بأن البرنامج يستكمل ما تقوم به الجهات الأخرى، مشددة على حرصهم على التواجد في كل تظاهرة فنية. الامارات اليوم