دونيتسك: عزز الانضمام الوشيك لشبه جزيرة القرم الى روسيا من المخاوف حول تقسيم اوسع لاوكرانيا. ولكن مؤيدي الوحدة في شرق البلاد واثقون من فشل اي استفتاء يجري في تلك المنطقة الناطقة بالروسية. وبالرغم من العنف الذي شهدته مدينتنا دونيتسك وخاركوف في الايام السابقة لاستفتاء القرم الاحد، إلا أن التوترات في المدينتين الشرقيتين هدأت الى حد ما. وقال الناشط المؤيد لاوروبا سيرغي غارماش لوكالة فرانس برس "لا اعتقد ان روسيا ستجتاح دونيتسك، بل ستبقى جزءا من اوكرانيا". وتظاهر الآلاف من مؤيدي روسيا الاحد في شرق البلاد للمطالبة باجراء استفتاء شبيه بما حصل في القرم. وبالرغم من ان اجراء استفتاء في دونيتسك ما زال محتملا، الا انه سيختلف من حيث المضمون عن استفتاء شبه جزيرة القرم الاستراتيجية، وفقا لغارماش. واضاف الناشط ان "استفتاء دونيتسك لن يكون حول الانضمام الى روسيا، بل حول الفدرالية وربما نظام الحكم الذاتي". وتابع ان "الآراء تغيرت. فمنذ اسبوع، كان هناك الكثير من مؤيدي روسيا، ولكن مع مرور الايام بدأ عددهم بالتراجع". واوضح "يرى الاشخاص ان القوات الموالية لروسيا تولد الفوضى، فهم يعتدون على المقرات الحكومية، ويريقون الدماء. والسكان يريدون السلام والاستقرار وليس الحرب". ووافق رئيس تحرير موقع الاخبار "نوفوستي دونباسا" اولكسي ماتسوكا على هذا الطرح. وقال لفرانس برس "ان كان السؤال: هل تؤيد علاقة اكثر ودية مع روسيا. فإن الغالبية ستقول نعم". واضاف "لكن ان كان السؤال: هل تريد ان تصبح دونباس (منطقة دونيتسك) جزءا من الفدرالية الروسية، فان الغالبية ستقول كلا". ولفت ماتسوكا الى ان "السكان يفضلون البقاء كجزء من دولة اوكرانية ذات السيادة ولن يدعموا تقسيم البلاد". وشهدت مدن شرق اوكرانيا الاسبوع الماضي مواجهات هي الاعنف منذ الاطاحة بالرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش الشهر الماضي واسفرت عن مقتل شخص في دونيتسك واثنين في خاركوف. واعتبرت الاستاذة الجامعية الموالية لاوكرانيا ناتاليا تودوروفا ان المسؤولين عن اعمال العنف تلك ليسوا سوى اقلية مزعجة. واشارت تودوروفا، استاذة ادارة الاعمال في جامعة دونيتسك التقنية، الى ان "الغالبية لا تخرج الى الشارع وتبدأ بالصراخ. لا احد يريد الحرب". ولفتت الى استطلاع رأي اجرته الشهر الماضي مؤسسة المبادرات الديموقراطية، وهي منظمة غير حكومية، واظهر ان ثلث سكان منطقة دونيتسك فقط يؤيدون الانضمام الى روسيا. وشرحت انه "منذ الاستقلال، عاش جيل كامل بحرية، والمنتمون الى هذا الجيل لن يتخلوا عن ذلك". اما ماتسوكا فتحدث ايضا عن حاجة متزايدة للاستقرار لدى عمال تلك المنطقة الصناعية. واشار الى ان الموالين لاوكرانيا يفضلون البقاء في منازلهم "للابتعاد عن خطر الاستفزازات وعن ردات الفعل العنيفة للموالين لروسيا". وقتل الاسبوع الماضي شاب (22 عاما) من مؤيدي كييف بعد طعنه بالسكين خلال مواجهات بين الطرفين في دونيتسك. ومنذ ذلك الحين بدأت موجة العنف بالتراجع لان قوات حرس الحدود اوقفت تدفق "المتشددين الروس" الى اوكرانيا، وفقا لماتسوكا. وبالرغم من ذلك لا يبدو الوضع الامني واضحا وذلك بسبب تراخي الادارة المحلية المعينة من قبل كييف برئاسة سيرغي تاروتا. وفي هذا الصدد، قال غارماش "لا نعرف ما هي المصالح التي يخدمونها". واضاف ان "العلم الروسي يرفرف منذ اسبوع في الميدان الرئيسي في دونيتسك ولم يعمد احد لاستبداله". وبالنسبة لتودوروفا فان هذا التراخي يعود لسعي النخبة في شرق اوكرانيا للحفاظ على الوضع الراهن كما هو. وتابعت ان "الموجودين في السلطة لا يفهمون ان المتظاهرين (في كييف) كانوا يبحثون عن حياة افضل فقط". وأشارت إلى أن "هؤلاء، ومن بينهم رجال الشرطة، يسعون لتعطيل الاصلاحات او انهم ببساطة يخافون على خسارة وظائفهم". وخلصت بالقول "ولكن علينا ان نبقى متفائلين. هذه ارضنا وليس لدينا مكان آخر نعيش فيه". ايلاف