تأتي الذكرى الثالثة لمجزرة جمعة الكرامة والتي سقط فيها عشرات الشهداء والجرحى واليمن يمر بمنعطف تاريخي جديد من شأنه ان يصل بالبلاد الى قادم افضل أو يعيده الى الوراء لتذهب تضحيات الشباب وما خرجوا من اجله دون أن تتحقق. في هذه اليوم يتذكر اليمنيون بشاعة تلك المجازر التي ارتكبتها آلة نظام صالح القمعية لترتفع اصواتهم منادية بالقصاص للضحايا فيما لا تزال العدالة غائبة والجناة طلقاء يمرحون. مأرب برس رصد كتابات عدد من السياسيين والصحفيين والمتابعين على مواقع التوصل الاجتماعي بمناسبة الذكرى الثالثة لمجزرة جمعة الكرامة وجمع لقرائه ما يلي : الدكتور صالح السنباني عضو مجلس النواب كتب في صفحته على فيس بوك عن مأساة المجزرة وبشاعتها وقال أن هذا اليوم الثامن عشر من مارس من كل عام يذكرنا بمأساة إجرامية لم تشهد اليمن سابقة لها الا وهي مجزرة جمعة الكرامة من قبل مجموعة متمردة عن الشرع والأخلاق تابعة للنظام السابق لم تراعي حرمة الدماء المسلمة التي قال عنها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام " لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من سفك دم امرى مسلم " على متظاهرين سلميين خرجوا يبغون تحرير الوطن من عصابة الإجرام التي استحلت ماله ونهبت ثروته وأشار الدكتور السنباني في سياق ما كتبه بهذه المناسبة الى جملة من النقاط الأساسية بدأها بالتأكيد على ضرورة محاكمة كل من ساهم في هذه الجريمة النكراء محاكمة علنية لينالوا جزائهم العادل كي تشفى قلوب أهلهم وذويهم وأحرار الثورة . وقال أن على الدولة والحكومة رعاية أسر الشهداء وتوفير العيش الكريم لهم ومعالجة الجرحى ورعاية المعاقين . الشيخ حميد الأحمر كتب مقالًا مطولًا عن مجزرة الكرامة وتحدث ان هذه الذكرى تتزامن مع واقع وطني بالغ التعقيد ،ففي الوقت الذي يسرح ويمرح صناع مذبحتها البشعة بحق كوكبة من أشجع رجالات اليمن وثوراها الاحرار الذين جازفوا بأرواحهم مجردين من كل سلاح إلا سلاح عدالة قضيتهم الثورية والوطنية . واضاف"لم يكن القدر يخفي حقائق الجريمة ألشنعاء ،فقد كانت عدسات الشهود تلتقط ادق تفاصيل الموت المندلق من أفواه بنادق القناصة الذين أفرغوا شحنة الموت الحقود في صدور وأجساد شباب يمنيون ثاروا لينيروا دروب الوطن ويبددوا بدمائهم عتمة ليل طال عقود مضت ،حتى غدى الوطن مظلم لا أثر فيه للضوء الذي يشق درب اليمنيون قدما صوب تحقيق تطلعاتهم المشروعه كشعب عريق يحلم بالحياة الحرة والكريمة . وقال الأحمر أن هدف اولئك الفتية الذين رفعت أرواحهم الى السماء فيما اروت دمائهم الارض هو تحقيق أهداف الثورة التي انتصبت مرفرفة في كل ساحات الوطن كخطوط عريضة ينبغي ان يعمل اليمنيون من أجل تحقيقها..مؤكًدا إن الثورة اليوم تستنطق قبور هؤلاء الشهداء لتبوح بحقيقة تضحياتهم التي صنعوها بشجاعة وإباء لم تشهد له اليمن مثيل ، وأشار الى أن آثارهم لازالت طرية لم يجتاحها يباس الزمن، ولازالت أرواحهم باقية تستحث ضمير كل يمني أن يعمل على تحقيق اهداف الثورة، وأن يسهم في استكمال مسيرة التغيير التي بدأت ، وأن يقف اليوم امام زحف الموت الكهنوتي المستعلي الذي يريد أن يجعل من هذا الوطن قبرا مفتوحا للموت . الصحفي عباس الضالعي قال أن جمعة الكرامة ستظل كابوسًا يلاحق المجرمين ولعنة في وجه العدالة وسيظل الشهداء قناديل تضيء الدرب. بدورها قصت سارة عبدالله مديرة صندوق رعاية أُسر شهداء الثورة السلمية 11فبراير والحراك الجنوبي السلمي تفاصيل اليوم الذي سبق المجرزة قائلة: في ساحة التغيير يوم السابع عشر من مارس 2011 قبل جمعة الكرامة كان يوما حزينا خرجنا في مسيرة و قرأنا سورة يس على ارواح شهداءنا القلائل الذين سقطوا . لم نكن نتوقع ابدا انه في اليوم التالي سيزف 52 شهيدا يوم لا ينسى هؤلاء العظماء و بعدهم آخرون لا يجب ان تذهب تضحياتهم هباء. الناشطة النوبلية توكل كرمان حيت في الذكرى الثالثة لجمعة المجزرة والملحمة في 18 مارس أولئك الفتية الذين استقبلوا الرصاص بصدورهم العارية والعامرة بالحب والسلام، والمفعمة بالحلم، المتسلحة بمقادير هائلة من الجسارة والشجاعة للتضحية في سبيل تحقيق ذلك الحلم النبيل. واضافت:التحية لكم وأنتم تعبرون بشعبكم الى مصاف الشعوب الحرة، وتمضون لتحقيق دولة اليمنيين الوطنية الحديثة. من جانبه كتب الناشط الحقوقي خالد الآنسي :يحق لنا ان نحتفي بالشهداء -أي شهداء- فقط بعد أن ننتصر لهم بتحقيق ما استشهدوا لأجله وبعد أن ننتصر لهم ممن قتلهم ! الكاتب الصحفي فتحي أبو النصر تحدث عن تفاصيل المجزرة بالإشارة الى أن نظام صالح وأركانه حاول بكل إجرام ووحشية توجيه الضربة القاصمة للثورة وبشكل حاسم لكنهم انذهلوا من الصمود الأسطوري للشباب السلمي وجسارة التضحيات وتضامن المجتمع واشار ابو النصر أن نظام صالح قام قسراً بعد ذلك بتنفيذ الخطة البديلة ولعبة الانشقاقات والانضمامات حتى نجحوا –كما قال- في خلق الحيرة والصدمة وارباك المسار على نحو عاصف .. واضاف" بالمقابل صار الصف الثوري الذي كان متوحداً أكثر عرضة للترهلات وللانقسامات الحادة ما انعكس على الحالة الثورية سلباً وصولاً إلى كل هذا العبث الذي لم يتوقعه أحد إذ في خضم الإرهاق الممنهج والإفراغ الذاتي واضطراب المشهد والإيغال عميقاً في معاقبة فعل الثورة كأعلى تجليات الحلم الجمعي استنفذت طاقة الثورة بإتقان ماكر خصوصاً بعد جرها للعنف" وقال: لنتأكد بعد ضياع الفرصة التاريخية التي لا تتكرر مرتين ان المنضمين للثورة والذين مع صالح هم من أرومة واحدة لا أقل ولا أكثر. المحلل السياسي علي الذهب قال : ذكرى ال( 18 ) من مارس تطل بعد ثلاثة أعوام من الركض الخرافي والغريب، لتسألنا: إلى أين؟ فنجيب على الفور: لا نعلم؛ لأنه لا وجهة محددة لدينا، بقطع النظر عما سودت به الوثائق والاتفاقات وخرائط الطريق التي أنجبتها تلك السنوات الثلاث؛ لأنها -أيضا- لم تكن سوى مناورات أو -في الحقيقة- مؤامرات، والشيء المخيف، أن لا وجوه لمن يتقدمون موكبنا ! من جانبه ربط الصحفي علي الجرادي هذه المناسبة بالقرار الجمهوري الأخير الخاص ببعض التعيينات العسكرية قائلا:بمناسبة الذكرى الثالثه لجمعة الكرامه هناك اشخاص شملهم التعيين في القرارات العسكريه الاخيرة من المتهمين بإدارة المذبحة وبهذه المناسبة ايضا جدد الرئيس اوامره بتنفيذ اوامره السابقة باعتماد رواتب لأسر الشهداء وأيضا نسي رئيس الجمهوريه يكتب افتتاحيه عن جمعة الكرامه ونسي كذلك تشكيل لجنة التحقيق في الاحداث. مأرب برس