الشارقة - "الخليج": أكد أحمد محمد المدفع، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة أهمية الملتقى السادس عشر للقطاع الخاص لدول منظمة التعاون الإسلامي نظراً لكونه يأتي متزامناً مع الاحتفالات بتتويج الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية، وهو الملتقى الثالث الذي يعقد باستضافة غرفة الشارقة، الأمر الذي يؤكّد النجاح الذي تمّ تحقيقه في الملتقيين التاسع والرابع عشر اللذين حظيت الغرفة بشرف استضافتهما في العامين ،2002 و2011 . البعد الجغرافي بين الدول الإسلامية يذوب أمام التقارب الإنساني قال المدفع في حوار مع "الخليج" في معرض حديثه عن الملتقى السادس عشر: إن تنظيم هذا الملتقى ضمن فعاليات أسبوع التجارة العالمي الذي يقام تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة يؤكد أهمية العمل تجاه مؤازرة الجهود الحثيثة الداعمة للعمل الإسلامي الاقتصادي المشترك وخطط وبرامج منظمة التعاون الإسلامي المعنية بتوطيد العلاقات بين مجتمع القطاع الخاص بالدول الإسلامية واستكشاف فرص التعاون الاقتصادي والاستثماري التي تعمل على زيادة المشاريع الاستثمارية المشتركة ورفع معدلات التجارة البينية للدول الأعضاء، إضافة إلى إيجاد منصات مشتركة للتعريف والإطلاع على أفضل التجارب للمشاريع الاستثمارية العملاقة وتلك الصغيرة والمتوسطة، عبر المناسبات التي تجمع خلالها ممثلي القطاع الخاص والمسؤولين في الجهات الاقتصادية والغرف التجارية الإسلامية ومنها الملتقى السادس عشر للقطاع الخاص للدول الإسلامية الذي تحتضنه الشارقة بالتعاون بين غرفة الشارقة والغرفة التجارية الإسلامية وبدعم من وزارة الاقتصاد واتحاد غرف تجارة وصناعة الدولة تحت شعار "مزايا نظام الأفضليات التجارية لدول منظمة التعاون الإسلامي بهدف تعزيز التجارة البينية . تأثير الدول الإسلامية اقتصادياً وأشار المدفع إلى أنّ العديد من دول منظمة التعاون الإسلامي تحتل مركز الصدارة بين القوى الاقتصادية العالمية الأبرز والأكثر تأثيراً والتي يُتوقع لها أن تحقق نموّاً اقتصادياً متميزاً في السنوات المقبلة على الرغم مما يمرّ به العالم من تقلّبات اقتصادية تعصف بأهمّ وأكبر اقتصاديات العالم، الأمر الذي يؤكّد قوّة الاقتصاد الإسلامي وقدرته على مقاومة الأزمات والاندفاع نحو مستقبل آمن وناجح ولاسيّما في ظلّ التعاون البنّاء بين مختلف دول منظمة التعاون الإسلامي . وأضاف المدفع أن "استضافة دولة الإمارات لهذا الحدث على أرض الشارقة تمثل فرصة مواتية لتحديد رؤية واضحة تساعد على استكشاف أنسب الحلول للقضايا العالقة التي يمكن من خلالها الانطلاق نحو تعزيز القدرة على استثمار الفرص العديدة للدول الإسلامية في ظلّ ما تمتلكه من قدرات وإمكانيات وخبرات، باعتبارها قوى اقتصادية وسياسية مؤثرة في واقع ومستقبل النظام العالمي ومتغيراته ومستجداته" . وأشار رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة إلى أنّ الأرقام والإحصائيات التي تقدّمها المؤسسات المتخصصة تؤكّد أن حجم التبادل التجاري البيني لدول منظمة التعاون الإسلامي في تزايد مستمر، ما يبشّر بارتفاعه إلى 20 % بحلول العام ،2015 الأمر الذي يتطلب زيادة مطردة في مجالات التعاون الأخرى بما يضمن تسهيل الإجراءات المرتبطة بالتجارة البينية معرباً عن أمله في إطلاق مبادرات عملية تسهم في تحقيق التكامل الاقتصادي وإقامة سوق مشتركة إسلامية في إطار من الشراكة المتميزة بين القطاعين الحكومي والخاص في الدول الأعضاء . وقال رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة: إنّ إنشاء سوق إسلامية مشتركة يمكن أن يساهم بصورة فاعلة في تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، ولاسيّما بأنّ ثمة عوامل كثيرة مشتركة بين مجتمعات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي يأتي على رأسها إقبال الناس على المنتجات الحلال التي تتميز بها الأسواق الإسلامية، والتي باتت تلقى رواجاً وانتشاراً واسعاً في مختلف دول العالم نظراً لأنها تطابق المواصفات الصحية والذوق العام الذي يتقبّله الناس من جميع الثقافات" . وأضاف: إنّ تطوير العمل في إطار توسيع آفاق تسويق المنتجات الحلال وغيرها من المنتجات الصناعية والتجارية في الدول الإسلامية، من شأنه أنّ يعزز القوة الاقتصادية في هذه الدول وأن يسهم في فتح أسواق جديدة وتشغيل المزيد من القوى العاملة ولاسيّما من فئة الشباب التي تعدّ الفئة الأوسع في المجتمعات الإسلامية، وهي الفئة التي تتولّى جانباً اقتصادياً مهماً يتمثّل في المنشآت الصغيرة والمتوسطة، التي تشكّل عنصر دعم للشركات الكبرى، وتعدّ استثمارات ناجحة محمية من الأزمات الاقتصادية الكبرى وقادرة على حلّ أبرز المشكلات الاجتماعية في العالم الإسلامي وهي البطالة . وختم المدفع حديثه بالقول: "لا تتوقّف ميزة هذا الملتقى على ما يحققه من إنجازات اقتصادية للدول المشاركة، وإنّما يتجاوز ذلك إلى توسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات الأخرى وعلى رأسها المجال الثقافي الذي يعدّ لبنة أساسية في بناء العلاقات الإنسانية، ما يسهم في تفعيل الحركة الثقافية في مختلف دول منظمة التعاون الإسلامي ويمدّ جسور التواصل بين الأشقاء في تلك الدول، الأمر الذي يجعل البعد الجغرافي بينها مجرّد مسافة وهمية تذوب أمام التقارب الإنساني" . الخليج الامارتية