افتتح الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، المركز الأمريكي الإقليمي التجاري في الشارقة، أمس، بحضور أحمد المدفع، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، ومايكل كوربن، سفير الولايات المتّحدة الأمريكية لدى الإمارات، وعدد من رؤساء ومديري الدوائر المحلية، وأعضاء السلك الدبلوماسي، وجهاد شيخ سليمان، الرئيس التنفيذي للمركز الأمريكي التجاري الإقليمي، كما حضر حفل الافتتاح روبرت وولر، القنصل العام الأمريكي، إلى جانب عدد من مسؤولي ورجال ومجلس الأعمال الأمريكي في دبي وأعضاء غرفة الأعمال الأمريكيةبأبوظبيوالإمارات الشمالية . وقال أحمد محمد المدفع رئيس غرفة تجارة وصناعة الشارقة، إن حجم التبادل التجاري بين دولة الإماراتوالولاياتالمتحدة وصل إلى 18 مليار دولار، وإن هذا الرقم مرشح للزيادة خلال العامين المقبلين ليصل إلى 20 مليار دولار، في ظل تنامي العلاقات التجارية بين الجانبين . جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب افتتاح المركز التجاري الأمريكي بالشارقة . وأعرب أحمد المدفع باسم غرفة تجارة وصناعة الشارقة عن سعادته بافتتاح المركز الأمريكي التجاري الإقليمي الذي يعزز مكانة الشارقة كمحور إقليمي للاستثمارات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن هذه المبادرة ستسهم في استقطاب الشركات الأمريكية إلى الأسواق الإقليمية، وتعزيز المكانة البارزة التي تتمتع بها الشارقة كوجهة رائدة للأعمال والاستثمار . وأضاف: نحن نشارك في هذه الاحتفالية التي تعلن عن انطلاقة المركز الأمريكي الإقليمي التجاري، ليصبح وسيلة جديدة ذات قيمة مضافة في دفع مسيرة العلاقات المشتركة التي تجمع بين بلدينا الصديقين قيادة وحكومة وشعباً قدماً إلى الأمام بخطوات واثقة، تسهم في إنجاحها فعاليات قطاع الأعمال الخاص على الصعد كافة وفي جميع المجالات . وقال المدفع: إن تأسيس المركز الأمريكي في الشارقة، إنما يمثل ثمرة جهود مشتركة حظيت برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبدعم سخي من سموه في تخصيص أراضي مدينة إكسبو الشارقة لإقامة المراكز التجارية الدائمة للدول الشقيقة والصديقة، في ظل متابعة حثيثة ومساندة قوية من سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد ونائب حاكم الشارقة، عززتها التسهيلات والخدمات التي تقدمها الدوائر الحكومية لإنجاح تلك المراكز التجارية . وأشار أحمد المدفع إلى حرص إمارة الشارقة للارتقاء بحجم الشراكة الاستثمارية الفاعلة بين دولة الإمارات العربية المتحدةوالولاياتالمتحدةالأمريكية في جميع المجالات، مؤكداً أن دولة الإمارات عامة وإمارة الشارقة خاصة، تتمتعان ببيئة جاذبة للاستثمارات تتوافر فيها مجموعة من الضمانات والحوافز والتسهيلات المتنوعة، وتعكس مناخاً استثمارياً يواكب نهج العمل بسياسة الاقتصاد الحر، في ظل تعدد فرص الاستثمار المجدية والناجحة التي تمتد أيضاً إلى أسواق المنطقة . واضاف أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعتبر الشريك الاقتصادي والتجاري الرئيس والأساسي، الذي لديه من الخبرات والإمكانات والمقومات، التي تعزز جهود الارتقاء بالعلاقات وتوسيع الشراكة في القطاعات التجارية والصناعية والتقنية، وخاصة فرص الاستفادة من التجارب الفنية والخبرات الاستشارية الناجحة في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب الإسهام في تعزيز التعاون المشترك الممتد إلى القطاعات الثقافية والتعليمية والأكاديمية، ولا سيما في ظل الدور الإيجابي الذي تلعبه الجامعة الأمريكية في الشارقة، برئاسة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة . ومن هنا تبرز أهمية ودور المركز الأمريكي المأمول في العمل بخطط وبرامج واعدة، تسهم في تقديم الخدمات وتنظيم المعارض والملتقيات، والمشاركة في الأحداث بوفود اقتصادية، إلى جانب فتح قنوات اتصال مع الشركات المؤسسات والهيئات، وخاصة مع أعضاء غرف التجارة والصناعة ومجالس الأعمال ووكالات التنمية والتجارة، والجهات الاستشارية والخدمية كافة لتوسيع آفاق هذا التعاون المشترك، وبالتالي تهيئة السبل والوسائل الكفيلة بإحداث نقلة نوعية قوية لزيادة ومضاعفة الشراكة الإماراتيةالأمريكية، انطلاقاً من الشارقة التي ترحب من خلال دوائرها الحكومية، وبتنسيق فاعل مع الغرفة بالإسهام في دعم جهود وأعمال وأنشطة المركز الأمريكي . وأضاف رئيس غرفة الشارقة: لقد استطاعت دولة الإمارات تخطي انعكاسات الأزمة المالية العالمية على اقتصادها الوطني وقطاعاته الرئاسية بخطوات عملية وإجراءات احترازية ناجحة، في الوقت الذي نقدر معه ونثمن قيمة الجهود الأمريكية المتواصلة والفاعلة في التصدي لهذه الأزمة، وتداعياتها لتأكيد قوة ومكانة الاقتصاد الأمريكي الإيجابية في ديناميكية حركة التجارة والاستثمار العالمية التي نأمل أن تمتد لمواصلة دور الوكالات المتخصصة المعنية، بدعم وحفز الشركات والمؤسسات الأمريكية للتواجد بأنشطتها وخدماتها في الإمارات، والمساهمة في تطوير القطاعات الاقتصادية، وبخاصة قطاعات الصحة والتعليم والسياحة وتقنية المعلومات، وذلك عبر نشاط المركز الأمريكي التجاري الإقليمي . كما نود اغتنام المناسبة لدعوة فعاليات القطاع الخاص الإماراتي للاستفادة من خدمات المركز، في ظل تواصل جهود البعثات الدبلوماسية لتسهيل استخراج تأشيرات الدخول وتبادل زيارات الوفود الاقتصادية ورجال الأعمال، لفتح قنوات الاتصال المباشر لبناء شراكة استثمارية مجدية للجانبين من دون أي معوقات أو صعوبات . ومن جانبه قال السفير الأمريكي إن افتتاح هذا المركز يعد حدثاً مهماً، واصفاً يوم الافتتاح بأنه يوم مهم في تاريخ العلاقات بين البلدين، لافتاً إلى العلاقات المتميزة بين البلدين حيث وجه الرئيس الأمريكي كلمة إلى قمة ريادة الأعمال في دبي خلال الأسبوع الماضي، وها نحن هنا اليوم لنفتتح المركز الأمريكي التجاري الدائم بالشارقة الذي سيكون منفذاً ومحطة مهمة لتواجد المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالمنطقة، مشيراً إلى ان هذه النوعية من الشركات تمثل 80% من إلاجمالي الأمريكي . وأشار السفير الأمريكي إلى أن دولة الإمارات استطاعت أن تحقق نمواً هائلاً خلال العقود القليلة الماضية، لتصبح مركزاً إقليمياً وعالمياً للأعمال، من خلال تهيئة بيئة متينة وخصبة للأعمال والاستثمار في البنية التحتية، معتمدة على المعايير العالمية، إضافة إلى استراتيجية تنويع الموارد الاقتصادية، مؤكداً التزام الولاياتالمتحدة بدعم الشركات الأمريكية الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال، لتأسيس مشاريعهم وتنمية أعمالهم، معرباً عن تطلعه إلى بدء العمل والتعاون مع المركز الأمريكي التجاري الإقليمي لتحقيق هذا الهدف . وأعلن جهاد شيخ أحمد الرئيس التنفيذي للمركز الأمريكي التجاري الإقليمي عن الافتتاح الرسمي، مؤكداً أنه يستهدف تسهيل الأعمال والتجارة والتعليم والتفاهم الثقافي بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالإمارات، ودول مجلس التعاون الخليجي، ودول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك لتوفيره محوراً مركزياً وإمكانات وموارد لتسهيل الأعمال، حيث تشمل هذه الإمكانات مساحة مخصصة للمعارض، وحلول خدماتية متكاملة وخدمات استشارية للأخذ بيد الشركات الجديدة في السوق من مرحلة طرح الأفكار إلى إنجاز العقود التجارية . ولا يسعنا هنا إلا أن نشكر غرفة تجارة وصناعة الشارقة على دعمها المتواصل للمركز . ورحب بالشركات الأمريكية المشاركة في المعرض التي تجاوزت 40 شركة جديدة رائدة، تشمل مختلف القطاعات مثل الطاقة، والموارد المتجددة، والإنشاءات، والصناعة، والسيارات، والخدمات، فضلاً عن العلامات التجارية المتميزة في تجارة التجزئة الفاخرة وسوق الضيافة، كما يستضيف المركز بعض الشركات الأمريكية العريقة مثل شركة بوينغ، بارسونز، نورثروب، جرومان، مبادلة جي إي المالية، إضافة إلى غرفة الأعمال الأمريكية في أبوظبي المنظمة الشقيقة لغرفة التجارة الأمريكية . وأشار إلى أن دولة الإمارات تعد السوق الأكبر لتصدير المنتجات الأمريكية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن المؤكد أن المركز الأمريكي التجاري الإقليمي سيلعب دوراً رئيساً في النجاح بتأسيس الشركات الأمريكية الجديدة في المنطقة، كما سيسهم بزيادة حركة الاستيراد والتصدير بين الإمارات العربية المتحدةوالولاياتالمتحدة، إضافة إلى زيادة فرص العمل في كل من البلدين، ومن خلال توفير أفضل الحلول المدروسة للشركات الأمريكية الجديدة، فإننا نفتح أبواب الفرص على مصراعيها للمساعدة على زيادة حجم التبادل التجاري بين الولاياتالمتحدة والمنطقة، لاسيما الإمارات بشكل عام، وإمارة الشارقة بشكل خاص . ويعزز المركز الأمريكي التجاري الإقليمي من أهداف المبادرة الوطنية للتصدير التي أطلقتها الحكومة الأمريكية التي تسعى إلى مضاعفة صادرات الولاياتالمتحدة بحلول عام 2015 وفقاً لصندوق النقد الدولي، فإن ما يقرب من 87 في المئة من النمو الاقتصادي العالمي خلال السنوات الخمس المقبلة سيتم خارج الولاياتالمتحدة . ويأتي الكثير من هذا النمو من الأسواق الناشئة مثل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث ينمو عدد السكان وعدد المستهلكين الذين سيتمتعون بقوة شرائية أكبر . كما سيلعب المركز دوراً محورياً في السماح للشركات الأمريكية بالاستفادة من الفرص الناشئة في المنطقة، وسيشكل عصب تجارة الولاياتالمتحدة وأنشطتها التصديرية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عبر توفيره دعماً للأعمال التجارية المتكاملة عملاً على تسهيل نجاح ونمو الشركات الأمريكية في هذه السوق الاستراتيجية المهمة .