بعد مضي 100 عام على تنبؤات ألبرت آينشتاين، تمكن باحثون أميركيون في مركز هارفارد سيمثونيان للفيزياء الفلكية، من رصد التموجات المبهمة في الفضاء البعيد، والناجمة عن انفجار الكون السريع، خلال أولى لحظات نشوئه، قبل 13.7 عاماً تقريباً، فخلال تجربة رائدة تفتح آفاقاً جديدة، التقط باحثو الفيزياء الفلكية أولى الصور غير المباشرة لما يسمى "موجات الجاذبية"، باستخدام تلسكوب أخذ مكانه في القطب الجنوبي، وتم تصميمه بهدف قياس الطاقة الإشعاعية في الخلفية الكونية، التي خلفها الانفجار العظيم. ووفقاً لصحيفة "إندبندنت" البريطانية، فإن النتائج السابقة بمثابة تأكيد قوي على الأحداث التي جرت في المرحلة الابتدائية للزمن، عندما تفجر الكون بسرعة فائقة، خلال فترة تعرف ب "التضخم"، وهي لحظة تشكل الموجات الجاذبية. لقد تنبأ ألبرت أينشتاين أولاً بوجود الموجات الجاذبية، قبل قرن من الزمان في نظريته النسبية العامة، إلا أنه لم يكن بمقدور أحد قياسها مباشرة، رغم وجود عدد من التجارب المدروسة حول العالم، المصممة لفعل ذلك. وإبان سبعينيات القرن الماضي، وضع علماء الكوزمولوجي نظرية بأنه يجب أن يتم توليد تلك الموجات مباشرة، بعد الانفجار العظيم أو "بغ بانغ"، وهي فرضية، تتحدث عن توسع الكون خلال فترة التضخم من كونه بحجم حبة البازلاء، إلى وجود يتسع لأبعد ما يمكن ألا تصل إليه أكثر التلسكوبات قوة وفعالية. ومن جهتها، تعد الموجات الجاذبية مهمة بالنسبة إلى نظريات بناء المجرات والنجوم والكواكب، وقدرتها على التشكل أثناء تكون الكون، إلا أنها أثبتت مراوغتها في القدرة على تقصيها بشكل مباشر، أو غير مباشر. إشارات أشار الباحثون الذين عملوا على تقصي تلك الموجات إلى أن رصد تلك الإشارات يعد أحد أكثر الأهداف أهمية في علم الكونيات حتى اليوم، وأنه قد تم تسخير الكثير من الناس والجهد، للوصول إلى النتيجة الحالية في رصدها. البيان الاماراتية