عواصم (وكالات) - سقط 60 قتيلاً بنيران القوات النظامية في سوريا أمس، بينهم 12 طفلاً و8 سيدات، في وقت سيطر فيه مقاتلو المعارضة على معبر كسب آخر المعابر بيد النظام الحاكم على الحدود التركية، إضافة إلى 7 نقاط حوله، منها جبل النسر بريف اللاذقية، وذلك في بداية عملية عسكرية أطلقتها كتائب عدة باسم «معركة الأنفال» في هذه المحافظة الساحلية التي تعد معقلاً مهماً لنظام الرئيس بشار الأسد، حيث تجري مواجهات شرسة حصدت 17 مقاتلاً معارضاً، و15 من عناصر النظام. في الأثناء، أعلن الجيش النظامي أنه واصل تقدمه ضد قوات المعارضة في بلدة رأس المعرة آخر بلدة سورية كان مقاتلو المعارضة يتحصنون فيها قرب الحدود مع لبنان، وهي إحدى النقاط الاستراتيجية لكونها ممراً مهماً لقوات المعارضة من الأراضي اللبنانية إلى سوريا، ونقطة لعبور الإمدادات العسكرية. كما استمرت المعارك والقصف البري والجوي، خاصة بالبراميل المتفجرة التي أدمت داريا بريف دمشق التي شهدت تجدد المعارك بين الجيشين الحر والنظامي على مداخل مخيم اليرموك، ترافقت مع قصف صاروخي من أبراج القاعة بالمنطقة. وهزت قذيفة هاون منطقة الأمجاد بضاحية الأسد العاصمية، بينما تسببت غارات جوية على مدينة قدسيا بالريف الدمشقي، بسقوط 11 قتيلاً مدنياً، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى عشرات الجرحى بعضهم بحالة خطيرة. وطال القصف الجوي بالبراميل المتفجرة حي بعيدين ومساكن هنانو ومنطقة دوار البريج وطريق كاستيلو في حلب، إضافة إلى مدن وبلدات في حماة وإدلب واللاذقية ودرعا. وأعلن الجيش الحر أمس، أنه سيطر على معبر كسب في ريف اللاذقية وجبل النسر المقابل له، وهو آخر معابر سوريا مع تركيا، في حين قالت وكالة الأنباء السورية إن الجيش النظامي «تصدى لمحاولات تسلل مجموعات إرهابية من الأراضي التركية والاعتداء على بعض المعابر الحدودية» في ريف اللاذقية الشمالي. وكان هذا المعبر مفتوحاً أمام المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى محافظتي إدلب واللاذقية بعد اندلاع الأزمة السورية. وبعدما سيطرت المعارضة على المعابر الحدودية مع تركيا الواقعة ضمن نطاق محافظتي حلب وإدلب، حولت دمشق الحركة التجارية مع تركيا من معبر باب الهوى إلى معبر كسب. من جهتها، أكدت التنسيقيات المحلية والهيئة العامة للثورة، سيطرة مقاتلين معارضين على 8 نقاط منذ صباح أمس، بينها معبر كسب الحدودي وجبل النسر المقابل له، حيث تدور اشتباكات عنيفة مستمرة في المنطقة. وأوضحت أن الجيش الحر سيطر على معبر كسب الحدودي، ومخفر الصخرة، ومخفر كسب الرئيسي، ومخفر جبل الأقرع، ومخفر نبع المر، وجبل النسر، ومخفر السمرا، وقرية السمرا بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام. وتحدث ناشطون ميدانيون عن نزوح جماعي لعدد كبير من سكان قرى مشقيتا وكرسانا ورأس شمرا ودمسرخو الموالية للنظام باتجاه مدينة اللاذقية، نتيجة استهداف معاقل الشبيحة من قبل الثوار. وقتل 15 عنصراً نظامياً على الأقل إثر استهداف مقاتلي المعارضة برج بارودا بقذيفة دبابة، كما أنهم تمكنوا من إعطاب مدفع 37 في البرج بريف اللاذقية. ويأتي هذا التقدم للمعارضة، بعد أيام من إعلان كتائب معارضة بينها «جبهة النصرة» و«حركة شام الإسلام» و«كتائب أنصار الشام»، إطلاق «معركة الأنفال» في محافظة اللاذقية الساحلية أحد المعاقل المهمة لنظام الأسد. وفي وقت سابق أمس، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي النصرة و«حركة شام الإسلام» و«كتائب أنصار الشام» في محيط مدينة كسب الحدودية مع تركيا في محافظة اللاذقية». وأشار عبدالرحمن إلى أن المقاتلين «سيطروا على نقاط مراقبة حدودية، إلا أنهم لم يتمكنوا بعد من السيطرة على المعبر»، موضحاً أن المقاتلين قصفوا بقذائف الهاون والصواريخ مناطق في كسب، وسط إغلاق القوات النظامية طريق رأس البسيط - كسب بالتزامن مع استهداف الكتائب الإسلامية المقاتلة تمركزات القوات النظامية في المنطقة بالرشاشات الثقيلة. ولجأت القوات النظامية في صد الهجوم إلى الطيران الحربي الذي نفذ غارات جوية على الحدود السورية التركية مستخدماً البراميل المتفجرة، بحسب المرصد. من جهته، قال الإعلام السوري إن المقاتلين يشنون هجماتهم «من الأراضي التركية». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر عسكري قوله إن «وحدات من جيشنا الباسل تتصدى لمحاولات تسلل مجموعات (إرهابية) من الأراضي التركية والاعتداء على بعض المعابر الحدودية في ريف اللاذقية الشمالي». وتحدثت الوكالة عن مقتل 17 مقاتلاً من هذه المجموعات «بينهم ما يسمى (أمير جبهة النصرة) في الريف الشمالي للاذقية». وكانت «جبهة النصرة» و«حركة شام الإسلام» و«كتائب أنصار الشام» أعلنت الثلاثاء الماضي عن بدء «معركة الأنفال» وذلك «لضرب العدو (نظام الأسد) بخطة محكمة في عقر داره (اللاذقية)»، وذلك في شريط مصور بث على موقع يوتيوب الإلكتروني، ووزعه المرصد الحقوقي. ... المزيد الاتحاد الاماراتية