GMT 8:00 2014 الأحد 23 مارس GMT 20:16 2014 السبت 22 مارس :آخر تحديث توصلت دراسة جديدة الى ان أنف الانسان قادر على ان يشم اكثر من ترليون رائحة مختلفة في اكتشاف يشير الى الانسان أفضل بكثير في تمييز الروائح مما كان يُعتقد في السابق. جاء في الدراسة التي نشرتها مجلة "ساينس" العلمية ان عدد الروائح التي يستطيع جهاز الشم البشري أن يلتقطها يزيد بكثير على 10 آلاف رائحة كما كان الاعتقاد الشائع منذ فترة طويلة. وقال رئيس فريق الباحثين الدكتور اندريس كيلر من جامعة روكفلر الاميركية "ان الدراسة تستعيض عن الرقم 10 آلاف بعدد أكبر بكثير وأكثر واقعية بكثير وهي تبين ان لدى حاسة الشم البشرية حقاً قدرة عالية على التمييز بين الروائح". وبخلاف حاسة السمع التي تُقاس بالذبذبات فان تقدير حاسة الشم أشد تعقيدا بسبب المصاعب الناجمة عن حقيقة ان غالبية الروائح تتألف من عدة مواد كيمياوية مختلفة. وصنع فريق الباحثين روائح ذات درجات مختلفة من التماثل واختبروا عينة من المتطوعين لمعرفة قدرتهم على التمييز بينها. واستخدم العلماء مجموعة من 128 مادة كيمياوية مختلفة لصنع ثلاث مجموعات من الروائح تضم 10 مواد أو 20 أو 30 مادة مختلفة. وصنعوا لكل مجموعة روائح فيها العدد نفسه من المواد المكونة ولكن بتركيبة مختلفة وبالتالي بدرجة متفاوتة من التماثل بين كل زوج من الروائح. ثم أُعطيت ثلاث قوارير الى كل مشارك في الاختبار اثنتان تحويان الرائحة نفسها والثالثة تحوي رائحة مغايرة بالعدد نفسه من المواد المكونة ولكن بدرجة مختلفة من التماثل. ثم طُلب منهم الاستنشاق وتحديد الرائحة التي تختلف عن الأخريين. وبعد تحليل النتائج من 26 مشاركا قارن كل منهم ما مجموعه 264 زوجاً من الروائح لها درجات متباينة من التماثل وجد الباحثون انه كلما كانت نسبة التداخل في تركيبة الروائح أعلى كان التمييز بينها أصعب. وعندما رُفعت نسبة التداخل الى أكثر من 90 في المئة لم يتمكن أي مشارك في الاختبار من التمييز بينها رغم ان نصفهم على الأقل تمكنوا من التمييز بين الروائح حين كانت نسبة التداخل بين مكوناتها أقل من 75 في المئة. وكان أداء الأفراد المشاركين في الاختبار متفاوتا الى حد كبير بلغ 21 مرتبة بين اثنين منهم طُلب منهما ان يميزا خلائط دخلت في تركيبتها 30 مادة مختلفة. وقال رئيس الباحثين كيلر ان سبباً كبيرا وراء هذا التباين يعود الى الاختلاف الوراثي في المستقبلات الشمية التي ترتبط بالروائح. وفي ضوء نتائج الاختيار تمكن فريق الباحثين من تحليل جهاز الشم وربطه بالعدد الاجمالي للخلائط التي تتكون منها روائح مختلفة ليعلنوا على أساس هذه الحسابات ان أنف الانسان قادر على شم أكثر من ترليون رائحة مختلفة. ولكن كيلر يعتقد ان النتيجة تقلل من قدرة حاسة الشم البشرية مشيرا الى ان عدد الجزيئات الرائحية أكبر بكثير من ال 128 جزيئاً التي درسها البحث في حين ان الروائح يمكن ان تحوي أكثر من 30 مادة مكونة وبدرجات متفاوتة من التركيز. ايلاف