شكا سكان ومرتادو سوق الطيور والمواشي في الشارقة، انبعاث الروائح الكريهة التي تؤدي إلى انتشار الحشرات وتسللها إلى داخل المنازل، ما يتسبب في أضرار بيئية وصحية، مطالبين البلدية بتركيب فلاتر تنقية الهواء في السوق، وتوجيه حملات تفتيشية مستمرة على المحال للتأكد من تطبيقها شروط الصحة والسلامة. وحاولت «الإمارات اليوم»، على مدار شهر كامل، التواصل مع البلدية من خلال الاتصالات والمراسلات الإلكترونية، للحصول على رد حول تلك الشكاوى، من دون جدوى. وتفصيلاً، قال أحد سكان البنايات المجاورة للسوق، أحمد حسن، إن الروائح الكريهة المنبعثة من المحال يصل مداها إلى داخل شقته، خصوصاً أيام الجُمع، ما اضطره إلى شراء أجهزة لتلطيف الجو، مشيراً إلى أنه يعاني تلك المشكلة منذ سنوات، وتواصل مع البلدية مرات عدة للنظر في الموضوع، وتلقى وعوداً بحل المشكلة لكن من دون جدوى. طاردة للزبائن قال أحد رواد سوق الطيور والمواشي في الشارقة (أبو عبدالله)، إن الروائح الكريهة التي تنبعث من محال السوق تعد طاردة للزبائن، وتسببت في امتناعه فترة طويلة عن الذهاب إليها لشراء أطعمة الحيوانات، التي اضطر إلى شرائها من أحد المحال بمبالغ كبيرة، مطالباً الجهات المعنية بالتدخل السريع لإيجاد حلول للموضوع. وأضاف حسن أن المشكلة كانت في بادئ الأمر بسيطة لقلة عدد الحيوانات، خصوصاً المواشي، فضلاً عن ضعف الإقبال على السوق من قبل الجمهور، لكن أخيراً تزايد عدد رؤوس المواشي والطيور نتيجة تزايد الإقبال عليها، ما تسبب في انتشار الروائح الكريهة التي أصبحت تزعج السكان بشكل دائم، مطالباً الجهات المعنية بسرعة التدخل وإيجاد حل جذري للمشكلة. وقال ساكن آخر يدعى «أبوعيسى» إن مشكلة الروائح الكريهة تفاقمت نتيجة قلة فلاتر التنقية في السوق، فضلاً عن تعطل بعضها وعدم استبدالها من قبل الجهات المعنية، لافتاً إلى أن المشكلة لا تقف عند حد الروائح بل وصلت إلى درجة انتشار الحشرات وتكاثرها. وتابع أن المشكلة تحتاج إلى تدخل سريع من الجهات ذات الصلة، مقترحاً نقل السوق بعيداً عن المساكن، أو زيادة عدد فلاتر تنقية الهواء، كما طالب البلدية بإيجاد حلول مناسبة. وأيده جاره (أبويوسف) قائلاً: «لابد من نقل السوق لأن المنطقة أصبحت مكتظة بالسكان نظراً إلى اكتظاظ المنطقة بالسكان، حيث أصبحت المشكلة غير محتملة، خصوصاً يوم الجمعة الذي تتحول فيه المنطقة إلى سوق مفتوحة لبيع الحيوانات، ما يتزايد معه انبعاث الروائح والحشرات، فضلاً عن تشويه المظهر العام». وأضاف أن السوق خارج رقابة مفتشي البلدية، ولابد من تنظيم حملات للتفتيش على مدى تطبيق شروط الصحة والسلامة. وأكدت إحدى السكان (أم كوثر) أنها تقدمت بشكوى إلى البلدية مطالبة بإيجاد حل سريع للمشكلة، خصوصاً أن الروائح والحشرات الناجمة عن حظائر المواشي تؤدي إلى إصابة الأطفال بأمراض تنفسية، فضلاً عما تسببه من إزعاج على مدار اليوم، مشيرة إلى أن مسؤولاً في البلدية وعد بإيجاد حلول للمشكلة لكن لم يحدث شيء. وقال أحد رواد السوق (أبوأميرة) إنه يرتاد السوق باستمرار لشراء مستلزمات الطيور مثل الحبوب، لكن ينزعج عند نزوله من مركبته من شدة الروائح الكريهة المنبعثة من المحال، ما يضطره إلى شراء كميات كبيرة من الحبوب لتقليل تردده على السوق، مؤكداً عدم التزام المحال بشروط الصحة والسلامة من ناحية تنظيفها وتعقيمها باستمرار. الامارات اليوم