الجنوبيه نت/م منذ يوم 22 آذار/مارس يرفرف علم البحرية الروسية فوق غواصة "زابوروجييه" التي كانت الغواصة الأوكرانية الوحيدة من قبل وأصبحت منذ 22 آذار قطعة تابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود. وقال العقيد أناتولي فاروتشكين، قائد كتيبة الغواصات في أسطول البحر الأسود، إن كثيرين من أفراد طاقم غواصة "زابوروجييه" أبدوا الاستعداد لخدمة العلم الروسي. وترفرف أعلام البحرية الروسية الآن فوق 15 سفينة حربية كانت تابعة للقوات البحرية الأوكرانية من قبل و26 سفينة مساندة. وكانت 70 وحدة من القوات المسلحة الأوكرانية قد تحولت لخدمة العلم الروسي في شبه جزيرة القرم. وقرر غالبية أفراد القوات المسلحة الأوكرانية الذين كانوا موجودين في شبه جزيرة القرم والذين بلغ مجموعهم أكثر من 18 ألف شخص، قرروا البقاء في القرم. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أقل من ألفي جندي وضابط من أفراد القوات المسلحة الأوكرانية الذين خدموا العلم في شبه جزيرة القرم أبدوا الرغبة في مغادرة القرم. وكان معارضون سابقون استولوا على السلطة في العاصمة الأوكرانية كييف في نهاية الشهر الماضي بمساعدة المتطرفين، منتهكين الاتفاقية المذيلة بتواقيع الرئيس الأوكراني وزعماء المعارضة ووزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبولندا، وما لبثوا أن أعلنوا الحرب على اللغة الروسية والناطقين بها، كاشفين عن أن هدفهم إفساد العلاقات مع روسيا الشقيقة وفصل أوكرانيا عن روسيا بشكل نهائي لإرضاء واشنطن والعواصم الغربية الأخرى التي ما فتئت تعمل على إضعاف روسيا رغم تخليها عن النظام السوفيتي "المناهض للمثل العليا الغربية". ولم يتمكن الانقلابيون الأوكرانيون الموالون للغرب من تحقيق أي إنجاز حتى الآن غير فصل شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا بعد أن تمكنوا من تخويف أهالي القرم إلى درجة اضطروا معها إلى الاستنجاد بروسيا والعودة إلى أحضان الدولة الروسية. وأجرى شبه جزيرة القرم في 16 آذار/مارس الاستفتاء حول ما إذا كان إقليم القرم سيبقى جزءا من أوكرانيا كجمهورية ذاتية الحكم أو سيعود إلى أحضان روسيا. وصوت مليون و233 ألفاً و2 ناخب أو 96.77 في المائة من عينة الاستفتاء لصالح عودة شبه جزيرة القرم إلى أحضان الدولة الروسية. وشارك 83.1 في المائة من مجموع الناخبين في الاستفتاء. ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وممثلو القرم في 18 آذار اتفاقية انضمام القرم إلى روسيا. وكان شبه جزيرة القرم إقليماً روسياً حتى عام 1954 عدما قرر الزعيم السوفيتي خروشوف ضمّه إلى جمهورية أوكرانيا السوفيتية. - استكمال السيطرة على قواعد القرم : في غضون ذلك ، قررت اوكرانيا الاثنين سحب قواتها من القرم حيث سقطت غالبية قواعدها العسكرية خلال ثلاثة اسابيع من الاحتلال بين ايدي روسيا التي قد تطرد من مجموعة الثماني، نادي الدول الاكثر ثراء في العالم. وفي القرم التي ضمتها روسيا الاسبوع الماضي، تفقد وزير الدفاع سيرغي شويغو الاثنين المنشآت العسكرية في حين تناقش الدول الكبرى بقيادة الرئيس الاميركي باراك اوباما عقوبات جديدة بحق موسكو بما فيها طردها من مجموعة الثماني خلال قمة في لاهاي. واعلنت وزارة الدفاع الاوكرانية ان القوات الروسية الخاصة هاجمت ليل الاحد الاثنين قاعدة فيودوسيا في القرم ما اسفر عن سقوط عدد من الجرحى واسر ما بين ستين الى ثمانين جنديا اوكرانيا واقتيد ضباطهم في مروحية بعد المواجهة. وسمح بعد ذلك للجنود بالعودة الى ثكناتهم. وروى بعضهم لمصور فرانس برس في المكان انهم لم يعثروا فيها على اجهزتهم الالكترونية وغيرها من الاشياء الثمينة. وقد اودعوا الاحد اسلحتهم في مستودع لنقلها الاثنين كما تم الاتفاق حوله مع الروس ولم يكونوا يتوقعون الهجوم. واعلنت وزارة الدفاع الاوكرانية في بيان ان "قائد الكتبية ديمترو ديلياتنيتسكي ومساعده روستيسلاف لومتيف طرحا ارضا وتلقيا ضربات على الوجه ثم نقلا على متن مروحية الى جهة مجهولة". وافادت مصادر متطابقة ان العديد من العسكريين الاوكرانيين تعرضوا للضرب. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الاوكرانية ان الجنود رفضوا مغادرة المكان طالما لم يفرج عن ضباطهم. وافادت الوزارة ان الروس اشترطوا قبل الافراج عن العسكريين المحتجزين "رحيل الضباط الاوكرانيين قسرا من القرم نحو اوكرانيا". وفي كييف، اعلن الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف الاثنين ان القوات الاوكرانية في القرم ستنتشر في الاراضي الاوكرانية. ويشكل هذا الاعلان تغييرا في موقف السلطات الاوكرانية التي سمحت في السابق لعسكرييها باطلاق النار من اجل الدفاع عن قواعدها في القرم. لكن القرار النهائي يعود الى قادة القوات على الارض والقواعد التي سقطت تقريبا بدون قتال بين ايدي الروس الذين سيطروا ايضا على العديد من بوارج الاسطول الاوكراني رغم احتجاجات كييف والغرب. واعلن نائب رئيس وزراء القرم رستم تميرغالييف الاثنين انه لن تبقى في القرم قوات موالية لاوكرانيا. واضاف ان "كل العسكريين الاوكرانيين في القرم انضموا الى روسيا او هم في صدد مغادرة اراضي الجمهورية". وفي غرب القرم كانت بارجة كونستنتان اولتشانسكي راسية في بحيرة دونوزلاف رافعة علم اوكرانيا ولاحظ مراسل فرانس برس ان زورقا يحمل علما روسيا اقترب منها. وتسعى القوات الروسية في القرم منذ اربعة ايام الى الاستيلاء على اخر القواعد التي ما زالت القوات الاوكرانية تسيطر عليها. وسيطرت القوات الروسية على قاعدتي نوفوفيدوريفكا وبلبيك. وعلى الصعيد الدولي، وعد الرئيس اوباما الاثنين بعمل منسق من الغرب ضد موسكو ردا على ضمها القرم وذلك قبل قمة قد تقرر طرد روسيا من نادي اكثر الدول ثراء. وقال اوباما ان "اوروبا والولاياتالمتحدة متحدتان في دعم الحكومة والشعب الاوكرانيين، ونحن متحدون لجعل روسيا تدفع ثمن الاعمال التي قامت بها حتى الان". ويشارك الرئيس الاميركي مساء الاثنين والثلاثاء في قمة حول الامن النووي التي قد تحجبها تماما المناقشات حول اوكرانيا التي تخلت في 1994 عن ترسانتها النووية من اجل الحصول على ضمانات حول سلامة ووحدة اراضيها من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وروسيا. وتخشى السلطات الاوكرانية بعد ما سمته "الحاق القرم" بروسيا، من اجتياح وشيك في شرق اوكرانيا حيث السكان ناطقون بالروسية، وذلك رغم نفي موسكو. كذلك اعربت بلدان اخرى من المعسكر الشيوعي سابقا عن خشيتها على وحدة اراضيها. واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري انهما سيلتقيان الاثنين على هامش القمة النووية وقد تكون مناقشاتهما اكثر حدة منذ بداية الازمة الاوكرانية. وسيكون اول لقاء بينهما منذ ان فرضت واشنطن قيودا مالية على شخصيات قريبة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ردا على ضم القرم. البيت الابيض قلق: اعرب البيت الابيض الاثنين عن "القلق الشديد" حيال مخاطر التصعيد الناجم عن انتشار قوات روسية على الحدود الاوكرانية، كما اكد مستشار قريب للرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين. وقال بن رودس نائب مستشار اوباما للامن القومي في تصريح على هامش قمة حول الامن النووي في لاهاي "نشعر بالقلق الشديد للتصعيد المحتمل في شرق وجنوب اوكرانيا" بسبب وجود هؤلاء الجنود الذين "تراقبهم واشنطن عن كثب". واضاف رودس "نعتقد ان روسيا ستكون الخاسر الاكبر" من تصعيد عسكري، متطرقا الى عقوبات اقتصادية جديدة ضد موسكو في هذه الحالة. والاحد نفت روسيا حشد قواتها على الحدود مع اوكرانيا بعد ان اعلن مستشار مجلس الامن القومي والدفاع في اوكرانيا اندري باروبي ان القوات الروسية مستعدة لمهاجمة اوكرانيا "في اي لحظة". من جهته، اكد مسؤول عسكري اميركي لوكالة فرانس برس في واشنطن ان التواجد العسكري الروسي على الحدود الشرقية لاوكرانيا يتزايد. واعلن هذا المسؤول رافضا الكشف عن هويته ان "عددهم لا يزال يرتفع. انهم في حالة تاهب"، ملاحظا في الوقت نفسه انه لا توجد مؤشرات الى اجتياح "وشيك" لشرق اوكرانيا. واضاف "لكن اذا قرروا (الروس) التحرك، فان ذلك لن يتطلب وقتا طويلا". وقدر مسؤولون عسكريون اميركيون عدد الجنود الذين نشرتهم روسيا على طول الحدود ب20 الفا، مع اليات لنقل الجنود برا وجوا اضافة الى طائرات حربية. المصدر/ فرانس برس + أنباء موسكو: الجنوبية نت