عالم كرة القدم مليء بالمتغيرات والتطورات فبعدما كان رأس المدرب الأرجنتيني خيراردو تاتا مارتينو مطلوباً عقب هزائم برشلونة، انقلب الحال تماماً وأصبح خليفة تيتو فيلانوفا مصدر تفاؤل وأمل قبل مباريات البلوغرانا أمام الفرق الكبيرة في المسابقتين المحليّة والقاريّة. حازم يوسف-إيلاف: لم تكن مباراة الكلاسيكو الأخيرة على ملعب سانتياغو برنابيو بين فريقيّ ريال مدريد وبرشلونة سوى تأكيد وبرهان إضافي لجماهير وأنصار النادي الكاتالوني على نجاعة فكر خيراردو تاتا مارتينو المدرب الذي قَدِمَ من القارة اللاتينيّة من أجل الوقوف على رأس الإدارة الفنية ل"البلوغرانا". وأصبح عشاق برشلونة ومشجعيه في جميع أرجاء العالم يدركون تماماً أن بارسا تاتا مارتينو يظهر "عملاقاً" و"مُخيفاً" في المواعيد الكبرى في مختلف المسابقات المحليّة والقاريّة فيما يختلف الحال عندما يواجه رفاق القائد تشافي هيرنانديز أندية الليغا متوسطة الترتيب والتي تصارع على الهروب من الهبوط إلى الدرجة الثانية الإسبانية. وبدا برشلونة مع المدرب الأرجنتيني تاتا مارتينو متفوقاً بشكل لافت على الأندية الكبيرة في كافة المسابقات وهنا يدور الحديث حول كأس السوبر الإسبانية والدوري الإسباني بالإضافة إلى دوري أبطال أوروبا. تفوق في كأس السوبر الإسبانية البداية كانت في السوبر الإسبانية حيث استطاع المدرب الأرجنتيني حديث العهد في القارة العجوز تحقيق تعادل إيجابي أمام أتليتكو مدريد في مباراة الذهاب على ملعب فيثنتي كالديرون ساهم بقوة في تتويجه باللقب المحليّ عقب التعادل السلبي في كامب نو إياباً وهي النتيجة ذاتها التي آلت إليها مباراة الفريقين في الجولة الأخيرة من مرحلة الذهاب في الليغا على ملعب "الروخي بلانكوس". تخطي عقبة مانشستر سيتي أوروبياً ولم تكن القرعة رحيمة بالعملاق الكاتالوني عندما أوقعته أمام مانشستر سيتي الإنكليزي في دور ال16 من دوري أبطال أوروبا وظن الكثيرون أن حظوظ الفريقين في التأهل إلى دور الثمانية متساوية أو قد تميل بشكل طفيف لمصلحة كتيبة المدرب التشيلي مانويل بيليغريني بسبب فترة تذبذب المستوى التي يعيشها رفاق النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وتألق زملاء الإيفواري يايا توريه. وخالف تاتا مارتينو التوقعات وحقق انتصاراً ثميناً في ملعب "الاتحاد" معقل السيتزن بهدفين نظيفين في مباراة استخدم خلالها المدرب الأرجنتيني خطة "البنتاغون" وهي الدفع بالخماسي سيرجيو بوسكيتس وتشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا وسيسك فابريغاس وليونيل ميسي في وسط الميدان من أجل الاحتفاظ بالكرة لأطول فترة زمنية ممكنة وبسط الهيمنة على وسط الملعب. وأعاد برشلونة الكَرّة في مباراة العودة فوق أرضية ميدان ملعب كامب نو وسجل انتصاراً ثانياً في لقاء رمى فيه بيليغريني بكافة أوراقه الهجومية منذ صافرة البداية في محاولة منه لتعويض هدفي الذهاب والعودة في النتيجة إلا أن خطة تاتا مارتينو ورسمه التكتيكي حال دون تحقيق غاية الإنكليز وحجز بطاقة عبور إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا حيث يُلاقي أتليتكو مدريد في مواجهة إسبانية خالصة. الفوز ذهاباً وإياباً على ريال مدريد في "الكلاسيكو" كما قدم تاتا مارتينو أوراق اعتماده لدى الجماهير الكاتالونية عندما حقق فوزه الأول في الكلاسيكو على الغريم ريال مدريد في ملعب كامب نو بهدفي نيمار وأليكسيس سانشيز فيما كان موقفه صعباً للغاية قبل لقاء العودة على أرضية سانتياغو برنابيو إذ كان البلوغرانا مطالباً بالفوز ولا شيء سواه إذا ما أراد تقليص فارق النقاط مع الفريق الملكي وإشعال الليغا واحتدام المنافسة من جديد. وبخطة "البنتاغون" ذاتها، انتزع برشلونة انتصاراً ملحمياً بأربعة أهداف مقابل ثلاثة في "كلاسيكو" سيبقى خالداً في أذهان مشجعي برشلونة وريال مدريد كثيراً بسبب المتغيرات التي رافقت المباراة منذ افتتاح البارسا الحصيلة التهديفية إلى قلب الفرنسي كريم بنزيما النتيجة بهدفين متتالييّن قبل أن يُعدل ميسي بهدف ثانٍ قبل نهاية الشوط الأول. وحصل ريال مدريد على ركلة جزاء في بدايات الشوط الثاني حولها بنجاح النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ثم ردّ عليه غريمه الأرجنتيني ميسي بهدفين من ضربتي جزاء لتنتهِ مجريات المباراة بفوز غالٍ وثمين ومستحق لكتيبة المدرب تاتا مارتينو على فريق الإيطالي كارلو أنشيلوتي. جرعة أمل في مباريات دوري أبطال أوروبا وزادت نتائج برشلونة أمام الأندية الكبيرة في كافة المسابقات جرعة الأمل والتفاؤل لدى عشاق البلوغرانا في المنافسة على لقبيّ "كأس ملك إسبانيا" و"دوري أبطال أوروبا" بعدما تأهل الفريق إلى نهائي المسابقة المحليّة ووصل إلى ربع نهائي البطولة القاريّة. وأضحى لافتاً أن رفاق الرسام أندريس إنييستا يظهرون بشكل رائع ومتميّز في "المواعيد الكبرى" مع المدرب تاتا مارتينو ما يزيد من نسبة تتويج البارسا ب"الكوبا" و لعب الأدوار الأولى في "أمجد الكؤوس الأوروبية" ولمَ لا الظفر بلقب "ذات الأذنين". ايلاف