رغم التابوهات، نجح المؤلف مرعي الحليان في نقل حالة حب، على خشبة مسرح معهد الشارقة للفنون المسرحية، ضمن مهرجان «أيام الشارقة المسرحية» بعرض «لو باقي ليلة» الذي وصف ب«السهل الممتع». ارتجال أشار نقاد إلى أن عبدالله صالح ارتجل مواقف لإضحاك الجمهور، بينما الشخصية لا تتطلّب ذلك، مشيدين بحضور مساحة للصمت «المعبّر»، وتساءل آخرون عن سبب خروج النصّ عن المفهوم المعتاد للمطر نحو مفهوم مخالف. «لو باقي ليلة»، التي أخرجها الفنان أحمد الأنصاري، لامست مشاهديها من الجماهير التي غصت بهم القاعة، ما اضطر عدداً من المسرحيين والإعلاميين إلى الجلوس على أدراج القاعة وبين ممرات المقاعد التي امتلأت بالمتفرجين، فالأسماء التي حملها العرض تكفي لنفاد تذاكر العرض. ويعد العمل مختلفاً عن المألوف، فالحديث عن حالة حب تتشكل في لحظة صدق، والغريب (الممثل عبدالله صالح) يقتحم منزل امرأة (الممثلة عائشة عبدالرحمن) محافظة على العادات والتقاليد التي تلبسها شكلاً ومضموناً بدءاً من «الوقاية» غطاء الرأس الذي رمز إلى العفة والحشمة، وصولاً إلى المناجاة بالستر والنجاة من تلك «الفضيحة». لتدور القصة في مشهد وديكور واحد لكن بحالات وانفعالات إنسانية، فتارة تثور، وأخرى تناجي، وثالثة تترجى، وأحياناً تبتسم بخجل العشاق ونظرة الهيمان في حب المعشوق، لكن حالة الخوف التي رافقتها كانت أشبه بناقوس يدق حالما تحين لحظة التجرد من القيود، لتعيدها لاهثة إلى واقعها، وتحبسها بين تابوهات رسمها مجتمع محافظ، وعفة أنقى من بياض المكان. يلتقي الاثنان لحظة سقوط المطر، الذي ارتبط لدى الثنائي اللذين لا يعرفان بعضهما بعضاً من قبل، لتجد المرأة نفسها أمام رجل نصف عارٍ بعد أن خلع ملابسه المبتلة، طالباً منها إحضار لباس يقيه برودة الطقس، ولأن المطر ارتبط لدى كثيرين بحالة الكآبة والحزن والألم، فللشخصيتين ذكريات سيئة معه. أعاد العمل تشكيل حياتهما وتعزيز حالة من الحب والتفاؤل، فرغم أن البطلة تسعى إلى إخراج الغريب من المنزل قبل أن ينتبه لوجوده أحد، سواء جيران الحي أو أمها التي أخفاها المخرج أحمد الأنصاري، واكتفى بدلالات على وجودها ربما في اللاوعي لدى المرة، أو ربما هي شخصية حقيقية، إلا أن روحها كانت تتوق إلى بقائه واستمرار الحديث معه ولو ليلة. والعرض، بحسب نقاد، يستعرض لحظة رومانسية تمتلئ شجوناً وعواطف مع ضعف إنساني، ما اضطر المخرج إلى تقديم رؤية لا تحتاج إلى تعقيد لإيصال هذه العواطف، وقد نجح عبدالله صالح وعائشة عبدالرحمن في إيصالها بسهولة وانسيابية من دون تعقيد أو تشنج أو أداء مفتعل، مؤكدَين ضرورة اعتماد مخرج العمل مستقبلاً إذا ما عرض من جديد على الجانب النفسي لإيجاد صراع درامي عالٍ في منتصف العرض. الامارات اليوم