الخميس 27 مارس 2014 03:08 مساءً في أرض الواقع ثورة فجرها شعب لا يعرف معنى الاستسلام , في ثورة من الثورات هناك ثوارٍ حقيقيين قدموا أنفسهم فداءً للوطن , و شعبٌ بأكمله ثار وفجر ثورته أمام الظلم وأمام المحتل , شعبٌ لا يعرف معنى للهزيمة , شعبٌ ناضل وكافح , شعبٌ قدم ووهب الأرواح والدماء وساماً لأرض الشرف , هي أرض الجنوب عاصمتها عدن . وبين واقعٍ وحلم يوجد ألف سؤال , لماذا تأخر نصر الوطن وتحريره ؟؟ لماذا في ثورتنا يمجد الأشخاص ؟؟ لماذا في ثورتنا التخوين للثوار ؟؟ لماذا في ثورتنا خلافات ونزاعات تافهة على حساب الوطن ؟؟ ولماذا ولماذا ؟؟ ؟ .. فشعب الجنوب زلزل الأرض بصوته مطالباً حريته وتحرير أرضه المنهوب والمسلوب هويته , فمنذ بداية الثورة الجنوبية كان هناك أملاً وعزيمة , وعزم عليها أبناء الجنوب بالسير نحو التحرير والاستقلال والمضي قدماً حتى يأتي النصر ويتحرر الوطن , فقدموا الشهداء فشهيداً تلوا شهيد , صغار , كبار , شيوخ , نساء , الأطفال يتمت , النساء ترملت , كم من أم و أب فقدوا أبنائهم , كم من رجل فقد زوجته , كم من أخ و أخت فقدوا أخوانهم , فالاغتيالات مستمرة , واعتقالات متواصلة , وتدمير شامل ,و ترهيب للشارع الجنوبي , و تخويف الأسر والأطفال بالهمجية , وتحرش بالنساء من قبل القوات الهزيلة , وصمت من الإعلام الخارجي , وتهميش لقضية أبناء الجنوب , وبعد كل هذا أبناء الجنوب مستمرين على نضالهم , يرعبون المحتل عندما ينادون باسم الجنوب , في عيونهم ترى العزيمة والإصرار , في صراخهم ترى الجرح والأنين , فهم وعدوا بالسير على درب الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً لأرض الجنوب . وتأخير النصر لايدل على فشل الثورة الجنوبية , بل في التأخير بدأت تكتشف الأستار ويظهر فيها المستور , فمن هم يعرقلون الثورة ومن هم يريدون الشق في الصف الجنوبي , ومن هو الخائن ومن هو الوفي ..؟ , فالمرحلة الحاسمة تريدنا أن نضع أيدينا كأحرار كثوار حقيقيين , فلنتواضع ونتحد لأجل من هم قدموا دماءهم فهم ضحوا ونترك غرورنا وخلافاتنا الشخصية , فلن نخيب آمال الشهداء ونوفيهم بقدر ماقدموه ,و لأجل من هم يعانون داخل زنازين الاحتلال , فلأجلهم فقط تكاتفوا وكونوا متحدين فبإتحادنا سنكون قوة تزلزل المحتل من تحت أقدامهم , فبخلافاتنا تبث سموم الخونة وتختلط بالثورة وتبدأ الانشقاقات والتشكيك في المكونات والقيادات , وهنا هي تكون نقطة ضعفنا , فعلينا أولاً أن نحارب العدو الداخلي الذي يرمي خنجر الخيانة ضد إخوانه الثوار فيستغلها العدو الخارجي ويرمي أفعاله الخبيثة , لمحاولة تدمير الثورة الجنوبية , وتفكيك أبناء الجنوب وزرع الفتن فيما بينهم . فالبعض قد رأى أن هناك تأخير في الثورة فيكون اليأس قد سيطر على عزيمته , وينسى الذين هم تحت التراب , فهم قدموا لأجلكم لا لغيركم , فلا تجعلوا اليأس يهدم العزيمة , وازرعوا في قلوبكم الصبر والتحمل , فالنصر بيد الله , فالله بعون كل مظلوم . فالنصر لايصنع نفسه بل يصنعه الثوار بعزيمتهم وإصرارهم , والحرية لا توهب بل تؤخذ كان بالقوة أم بالرضا . عدن الغد