أحبطت شرطة مكافحة الارهاب الفرنسية هجوماً وشيكاً في "الكوت دازور"، الاربعاء، أعدّه متطرف شارك بالقتال في سوريا. باريس (العهد) ما كان يعبر عنه ب"القلق" بات الآن حقيقة. فظاهرة مشاركة مئات الشبان من دول أوروبية في القتال الدائر في سوريا إلى جانب المعارضة المسلحة قد ارتدت على الدول التي غضت يوما ما النظر عن هؤلاء من اجل اسقاط النظام السوري. ومع إعلان السلطات الفرنسية عن احباط هجوم وشيك على أراضيها، تجاوزت هذه الظاهرة الاطار النظري لتصبح واقعاً عملياً. وقد تنبّه الغرب لهذه الجماعات متأخراً، وفرنسا نفسها أعلنت على لسان رئيسها فرنسوا هولاند صراحة بوجود 700 شاب فرنسي وأجنبي غادروا الاراضي الفرنسية للمشاركة في المعارك في سوريا، ووصف الظاهرة في حينه ب"المقلقة"، وهو نفسه اي "الرئيس الفرنسي" بات هدفاً لبعض الجماعات المتطرفة التي دعت إلى اغتياله انتقاماً من التدخل في دولة ماليوافريقيا الوسطى. وقد أكدت شرطة مكافحة الإرهاب الفرنسية الاربعاء أنها تمكنت من إحباط مخطط اعتداء "وشيك" على ساحل الكوت دازور كان يدبره متطرف عائد من سوريا، وفق ما أعلن مصدر قريب من الملف للوكالة الفرنسية. وعثرت الشرطة في 17 شباط/فبراير الماضي على نحو 900 غرام من المتفجرات في مبنى ببلدة ماندليو لا نابول القريبة من مدينة كان. وأوضح المصدر أن هذا المبنى كان مقر رجل في الثالثة والعشرين اعتقل قبل ذلك بأيام بسبب علاقته بمجموعة "اسلامية متطرفة" تم كشفها عام 2012. واوضحت ان نتائج الفحص اظهرت أنها مادة "تي.ايه.تي.بي" البدائية التي يمكن صنعها في المنزل والتي سبق استخدامها في اعتداءات عدة مثل اعتداء مراكش عام 2011. وكانت المتفجرات موزعة في ثلاث عبوات احداها محاطة بمسامير مثبتة بلاصق. كما عثر على سلاح وجهاز كمبيوتر في هذا المبنى. والرجل المعتقل كان على علاقة بخليّة يطلق عليها كان تورسي وتعتبر اخطر مجموعة منذ موجة الاعتداءات التي شهدتها فرنسا في منتصف تسعينات القرن الماضي. ويعتقد ان العديد من افراد المجموعة شاركوا في الاعتداء بقنبلة يدوية على متجر يهودي في ضاحية سارسيل الباريسية في ايلول/سبتمبر 2012. وذكرت وكالة الانباء الفرنسية أن "الرجل تمكن من الفرار من موجة اعتقالات جرت في خريف 2012 خلال حملة أدت إلى الكشف عن هذه الخلية. وعثر آنذاك على مواد يمكن استخدامها في صنع قنبلة في صندوق يستخدمه زعيم للمجموعة. وكانت الوكالة نفسها قالت قبل يومين أن الادارة المركزية للاستخبارات الفرنسية الداخلية قامت في 17 شباط/فبراير الماضي بدهم شقة في ماندوليو لا نابول (جنوب شرق) استخدمها هذا الشاب بعد عودته إلى فرنسا. وأوضح المصدر في حينه "ان المحققين عثروا على سلاح مخبأ داخل الشقة إضافة الى مسامير ومفك براغ ومادة قيد التحليل يمكن ان تكون متفجرات. وتوجه ابراهيم ب. في ايلول/سبتمبر 2012 الى سوريا ورُصد في اليونان في الثالث من كانون الثاني/يناير. وقال المصدر انه رصد في مدينة نيس (جنوب شرق) واعتقل في 11 شباط/فبراير قبل دهم الشقة. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ترأس الاثنين الماضي اجتماعا مصغرا للدفاع مخصصاً "للوضع في سوريا ومكافحة الشبكات الجهادية والتشدد العنيف"، وخلص إلى اعتماد استراتيجية وإقرار خطة عمل سيتم عرضهما لاحقا وفق ما قال بيان الاليزيه. وجاء هذا الاجتماع عقب دعوة موقع "المنبر الاعلامي الجهادي" وهو موقع ناشط على علاقة بتنظيم القاعدة المسلمين الى تحضير هجمات في فرنسا وضد مصالح فرنسا في العالم دعما للمسلمين في مالي وجمهورية افريقيا الوسطى. وبحسب مجموعة المراقبة للمواقع الارهابية (سايت)، فإن 22 رسالة وشريط فيديو ومقالا وقصيدة نشرت على المنتدى الالكتروني لهذا الموقع، داعية الى شن هجمات إرهابية في فرنسا وكذلك إلى اغتيال فرنسوا هولاند. وجاء في رسالة مؤرخة في 9 اذار/مارس "إلى ذئابنا المنفردة في فرنسا اغتالوا رئيسكم رئيس الكفر والإجرام وارهبوا حكومته اللعينة وفجروهم وارهبوهم نصرة للمستضعفين في افريقيا الوسطى". ورد فرنسوا هولاند عندئذ مؤكدا أنها ليست المرة الاولى التي تتعرض فيها بلاده للتهديد وان فرنسا "تبقى متيقظة للغاية"! /2336/ 2926/ وكالة الانباء الايرانية