أفاد المشاركون في القمة العالمية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة 2014 التي انطلقت فعالياتها أمس في دبي بأن حصة هذه المنشآت من إجمالي الإقراض المصرفي في الدولة تصل إلى 4%، وهي النسبة الأعلى بين دول مجلس التعاون الخليجي، وأشاروا إلى الفرص الاستثمارية المتنوعة التي يوفرها معرض إكسبو 2020 في مختلف القطاعات أمام هذه الفئة من الشركات. دعامات التنمية وفي كلمة ألقاها خلال القمة التي ينظمها مجلس دبي الاقتصادي، وبشراكة مع مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومكتب إس بي آي غروب، أكد هاني الهاملي، الأمين العام لمجلس دبي الاقتصادي، أهمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، باعتبارها من أهم دعامات عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك نظراً إلى دورها في زيادة الإنتاج، وخلق فرص العمل مقابل تخفيف البطالة، وزيادة الصادرات، فضلاً عن دورها في تمكين الشباب والمرأة، وتحسين المستوى المعيشي للأسر المنتجة العاملة فيها. كذلك تسهم هذه المنشآت في عملية تنمية الأقاليم النائية، لما تتميز به من قدره على إقامة أنشطة إنتاجية لامركزية في المناطق النائية، ولما تتميز به من خاصية الانتشار والتوطن، وهي بذلك تسهم في تحقيق العدالة في توزيع عوائد التنمية الاقتصادية. وأضاف قائلاً «برغم أن الاقتصادات المتقدمة قد عرفت باحتضانها الشركات الكبيرة والمتعددة الجنسيات التي تتجاوز نشاطاتها الحدود، فإنها اهتمت أيضاً بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة، انطلاقاً من الدور الحيوي الذي يمكن أن تقوم به هذه المنشآت في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية لهذه الدول، ما دعا الكثير منها إلى القيام ببرامج متعددة لتنمية هذه المنشآت». النهضة الاقتصادية وأشار الهاملي إلى أن التقارير الدولية توضح استئثار المنشآت الصغيرة والمتوسطة نسبة 55% و80% من مجموع العمالة في أوروبا الغربية واليابانوالولاياتالمتحدة. أما في ما يتعلق بمساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، فتصل إلى 65% في اليابان، و50% في ألمانيا، و45% في الولاياتالمتحدة. كذلك يشار في هذا السياق إلى أن النهضة الصناعية لليابان قد بنيت أساساً على المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وليس على الشركات الكبيرة التي تغزو العالم اليوم، إذ بلغت نسبة الاعتمادية على تلك المنشآت 99.7%. وتشكّل نحو 82% من إجمالي القوة العاملة، وتابع قائلاً «يتكرر المشهد ذاته في الاقتصادات الناشئة. ففي الصين-على سبيل المثال- تساهم المنشآت الصغيرة والمتوسطة ما يقارب 60% من الإنتاج الصناعي المحلي، وتستأثر بما يقارب 75% من القوة العاملة في البلاد، لا سيما في ظل الدعم اللامحدود الذي تتلقاه هذه المنشآت من الحكومة. وكذلك الحال في سائر الأسواق الناهضة كالهند وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية، إذ حققت لها تلك المنشآت طفرة نوعية ملحوظة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، فتزايد الاهتمام بها حتى بلغ الأمر أن تتشكل وزارات خاصة بهذه المنشآت، وكما هي الحال في فرنسا والهند وماليزيا». عوامل النجاح ولفت الهاملي إلى أن القيادة الرشيدة أولت اهتماماً كبيراً بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وحشدت لها موارد كبيرة، وأنشأت صناديق ومؤسسات لدعمها، وتوفير جميع عوامل نجاحها، وبما يلبي طموحات أصحابها، ويصب في مصلحة الاقتصاد الوطني. مشيراً إلى أنه انسجاماً مع هذا التوجه، بات موضوع تطوير المنشآت الصغيرة والمتوسطة بنداً أساسياً في جدول أعمال مجلس دبي الاقتصادي، إيماناً منه بأهمية هذه المنشآت، بوصفها العمود الفقري للاقتصاد الوطني، ومساهماً رئيساً في الناتج المحلي الإجمالي والعمالة، فهي تعد جزءاً حيوياً من اقتصاد دبي، وعاملاً من وراء نجاحها اللافت، إذ تشكّل نحو 95% من إجمالي الشركات العاملة في الإمارة، وتسهم ب%40 من الناتج المحلي الإجمالي الاسمي. كما طرحت دبي لا سيما عبر مؤسسة الشيخ محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، خلال السنوات القليلة الماضية، العديد من المبادرات الاستراتيجية التي تهدف إلى تطوير القدرة التنافسية لهذه المنشآت. القروض المصرفية من جانبه، أشار روبرت روشا، مستشار أول في البنك الدولي، إلى تواضع نسب حصة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المنطقة بشكل عام، مقارنة بباقي دول العالم، لكنه لفت إلى أن حصة هذه الشركات من إجمالي الإقراض المصرفي في الإمارات تصل إلى 4% مقارنة ب2% على مستوى دول الخليج، داعياً إلى رفع هذه النسبة. وخاصة في إطار التحضيرات لمعرض إكسبو 2020، ولفت إلى أن التحديات التي تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة تتجسد في عدم وجود بنية تحتية مالية متقدمة توفر لها الدعم اللازم، فضلاً عن عدم جاهزية الكثير من هذه الشركات من حيث تنظيم القوائم المالية، إضافة إلى عقبات قانونية وتشريعية أخرى. من جانبه، أشار فيسينزو كراسي، شريك مشارك في بي سي دبليو إيطاليا، في كلمة خلال الجلسة، إلى أن شعار دبي إكسبو 2020 «تواصل العقول وصنع المستقبل» يوفر منصة لجمع الشركات المحلية والعالمية تحت سقف واحد ومشاركة الأفكار والابتكارات، بما يخلق فرصاً للشراكات المثمرة، موضحاً أن الحدث العالمي يوفر فرصاً استثمارية واعدة لهذه الشركات، ما يؤكد أهمية توفير كل الدعم لها. مشاريع عملاقة توقع الهاملي أن تؤدي المنشآت الصغيرة والمتوسطة دوراً محورياً في تنفيذ المشاريع التنموية العملاقة التي أطلقتها حكومة دولة الإماراتودبي خلال الفترة القريبة الماضية، لا سيما بعد الفوز الكبير الذي حصلت عليه دبي في تنظيم معرض إكسبو الدولي 2020، وما يمكن أن يوفره من فرص استثمارية. البيان الاماراتية