أبوظبي - مصطفى جندي: نظمت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أمس في منارة السعديات في أبوظبي جلسة ثالثة من جلسات حوارات الفنون لمتحف اللوفر وجاءت تحت عنوان (الصور الملصقة والفن الجاهز في الفن الحديث: قصة لوحة "صورة شخصية لامرأة" لبيكاسو)، قدمها لوران لي بون المنسق الفني المتخصص بالفن المعاصر مدير مركز بومبيدو في مدينة ميتز الفرنسية، وأدار الجلسة الباحث خالد عبدالخالق من إدارة المتاحف في هيئة أبوظبي للثقافة والفنون . قدم "لي بون" شرحاً مسهباً عن نشأة فن الكولاج (التجميع) وأهميته وما يتميز به من قدرات على المزج بين القديم والحديث وعرض مجموعة من أهم أعمال فن الكولاج لعدد من الفنانين العالميين المعروفين، وشرح مراحل تطور هذا النوع من الفنون وأثر الحرب العالمية الثانية فيه . وعرض "لي بون" لتاريخ متحف بومبيدو في باريس، وأشار إلى تصميمه الفريد وما يشهده هذا المتحف من فعاليات فنية وما يحويه من قطع فنية فريدة . وتناولت الجلسة أهمية لوحة "صورة شخصية لامرأة" المنضمة حديثاً إلى مقتنيات متحف "اللوفر أبوظبي"، وتعد هذه اللوحة واحدة من الأعمال المهمة لبابلو بيكاسو، فهي مثال بليغ على الطفرة التي أحدثتها تقنية إدخال أشياء حقيقية من الحياة اليومية في الفن الحديث ويمثل هذا الأسلوب نقطة تحول رئيسية في مجال تمثيل الواقع من خلال استعانة الفنان بأشياء حقيقية من الحياة اليومية في عمله مباشرة، واستخدم بيكاسو في رسم هذه اللوحة الغواش والحبر والتلصيق عام ،1928 ورسم الصورة الظلية للنموذج على خلفية لوحة بنية اللون باستخدام قطع من الورق الملون بالغواش، وتم تحديد أشكال الورق بخطوط سميكة بالحبر الأسود، بينما صنع وشاح أو عباءة المرأة الطويلة من شريط فاخر من ورق الحائط . ويرجح المؤرخون أن تكون الشابة في لوحة "صورة شخصية لامرأة" هي "نتالي بافلوفنا بالي" حفيدة قيصر روسيا ألكسندر الثاني، وكانت "نتالي" إحدى عارضات الأزياء الشهيرات في زمنها، وواحدة من اللواتي ارتبطن بصلات وثيقة مع نخبة مجتمع الأزياء الراقي في باريس . يذكر أن لوحة "صورة شخصية لامرأة" ظلت عملاً نادراً غير معروف لأعظم فناني القرن العشرين إلى أن تم الكشف عنها في معرض "نشأة متحف" عام ،2013 وسبق أن أشير إليها فقط في رواية "حياة بيكاسو: سنوات الانتصار التي كتبها "جون ريتشاردسون" عام 2007 . الخليج الامارتية