يعتبر المدير الفني الأردني محمد اليماني، أحد أكثر المدربين الأردنيين عرضة للظلم وعدم التقدير رغم الامكانيات الكبيرة التي يضطلع بها بحسب المراقبين، حيث كان ولا يزال ينال شهادات التقدير من الجماهير والاعلام الرياضي، بعكس ما يناله من النادي الفيصلي الذي يعتبر احد ابنائه المخلصين. التصق اسم اليماني بالنادي الفيصلي منذ عهد طويل، حيث لعب بين صفوفه فترة لا بأس بها، قبل أن يتجه الى التدريب في صفوف الفئات العمرية ومن ثم الفريق الأول، لكن كان سرعان ما يتم الإطاحة به، وهو السيناريو الذي تكرر مع الرجل في أكثر من مناسبة، ومع ذلك تراه متشبثاً بالفيصلي بحكم انتمائه الشديد لهذا النادي، رغم خوضه عدة تجارب تدريبية لم تستمر طويلاً أبرزها مع اهلي صنعاء اليمني واليرموك الأردني. تولى اليماني تدريب الفيصلي في نوفمبر من العام الماضي خلفاً للسعودي علي كميخ، لينجح في تجاوز عدة عقبات صعبة واجهت الفريق وأبرزها على الإطلاق تخطي الغريم التقليدي الوحدات في مرحلة ذهاب دور المحترفين بهدف نظيف، ليقبض إثر هذا الفوز على صدارة الترتيب العام، حيث نال فور توليه منصبه عبارات الاطراء والاشادة سواء من ادارة الفيصلي او وسائل الإعلام الأردنية، لكن الأحوال تغيرت بعد الخسارة أمام الوحدات في مباراة الإياب بهدفين نظيفين. غياب ولا بد من الإشارة، إلى أن اليماني قاد الفيصلي في ظل صعوبات كبيرة وغير مسبوقة، إذ يعلم جميع المتابعين لمسيرة هذا الفريق أنه يعاني من غياب عدد كبير من النجوم البارزين، إلى جانب ضعف قاعدة الفئات العمرية لديه، في حين إن التعاقدات المتواضعة للنادي في الآونة الاخيرة قلصت من فرصه في المنافسة. وبالاخص فيما يتعلق بالجانب الهجومي، ومن هنا فإن اليماني نجح في بلوغ صدارة الدوري بأقل الامكانيات وبعدما كان الفريق يحتل المركز السابع على لائحة الترتيب، فيما قدم الفريق مستوى كبيراً امام الوحدات بموقعة الإياب وكان مؤهلاً للخروج فائزاً، لكن غياب المهاجم الهداف ساهم في خسارته بهدفين نظيفين الأول جاء من خطأ دفاعي والثاني من ركلة جزاء في الوقت الضائع من عمر المباراة. استقالة ويوم الإثنين الماضي فوجئ انصار الفيصلي بنبأ تقدم محمد اليماني باستقالته لدواعٍ شخصية، وهي الاستقالة التي وقفت عندها جماهير النادي مطولاً ذلك لأنها لم تكن متوقعة في الفترة الحالية، خاصة وأن الغالبية العظمى من انصار الفيصلي لم تلق بمسؤولية الخسارة على المدير الفني او اللاعبين. في حين أن بعض المصادر كشفت أن اليماني قرر الابتعاد عن الفيصلي بعدما تناهى الى مسامعه قيام ادارة الفيصلي بالتفاوض مع المدير الفني السوري عماد الدين خانكان وهي المفاوضات التي فشلت بسبب مغالاة خانكان في طلباته المالية ليضطر الفيصلي بعد هذا المازق الى تعيين فراس الخلايله في منصب المدير الفني حتى نهاية الموسم الحالي. مقارنة الكبيرين عقدت الجماهير مقارنة في طريقة معاملة الفيصلي لليماني وبما حظي به المدير الفني للوحدات عبدالله ابوزمع، والذي كان تقدم باستقالته من تدريب الفريق بعد خسارتي الفيصلي وذات راس بمرحلة الذهاب، لكن ادارة الوحدات أعلنت التمسك به وأقنعته بالعدول عن الاستقالة لينجح مؤخراً في تجاوز آثار هاتين الخسارتين والقبض على صدارة الدوري بفوزه على الفيصلي في مباراة الإياب. ويرى الكثير من خبراء كرة القدم الاردنية أن الظلم الكبير الذي تعرض له اليماني خلال مسيرته التدريبية يجسد الظروف الصعبة التي يعاني منها المدربون الاردنيون بشكل عام والذين لا يحظون بالتقدير من قبل الاندية .. إلا ما ندر !. البيان الاماراتية