سقط 28 قتيلاً بنيران القوات النظامية في سوريا أمس، بينهم 4 أطفال و4 نساء ضمن 9 ضحايا على الأقل وعشرات الجرحى، سقطوا بمجزرة في طفس بريف درعا نجمت عن غارة جوية شنها الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة المعروفة ب«براميل الموت». في حين استمرت معارك جبهة اللاذقية على وتيرتها المتصاعدة، حيث تمكن مقاتلو الجيش الحر من التصدي بالمدفعية الثقيلة لأرتال عسكرية حكومية لدى محاولتها التقدم من مواقع تمركزها في حواجز أمنية قرب إدلب، باتجاه اللاذقية، سعياً لتعويض الخسائر الميدانية التي لحقت بها منذ اندلاع «معركة الأنفال» التي تستهدف النظام الحاكم في عقر مقر عائلته وعشيرته. في الأثناء، أفاد مصدر عسكري نظامي بأن الجيش الحكومي وميليشيا «حزب الله» سيطرا صباح أمس، على بلدتي راس المعرة وفليطة بمنطقة القلمون في ريف دمشق الشمالي والمتاخمة للحدود اللبنانية، مشيراً إلى القضاء على آخر فلول المجموعات «الإرهابية» المسلحة بهذه المنطقة الجبلية مما يعزز غلق الحدود مع لبنان بوجه مقاتلي المعارضة ويعرقل حركة تدفق السلاح إليهم. وأكدت التنسيقيات المحلية والهيئة العامة للثورة استمرار التصعيد في جبهة الريف الغربي لمحافظة اللاذقية، حيث تمكن الجيش الحر من إحباط تقدم تعزيزات عسكرية من إدلب باتجاه المناطق الساحلية لتعويض خسائر القوات النظامية البشرية واللوجستية. وقصفت كتائب المعارضة بصواريخ جراد مقرات لقوات الأمن في منطقة الدعتور محققة إصابات مباشرة، تزامناً مع شن الجيش النظامي وميليشياته قصفاً بالمدفعية وراجمات الصواريخ على مدينة كسب والبرج 45 وهو محطة أمنية في قمة جبلية سقطت بيد المعارضة. في دمشق وريفها، سقط 5 شهداء، بينهم 3 سيدات جراء استهداف قوات النظام المتواجدة في حاجز الجرجانية بالزبداني بقذيفة دبابة، إحدى السيارات على طريق السلطاني مما أدى إلى مقتل جميع ركاب السيارة، في وقت تعرضت فيه المدينة نفسها لقصف جوي بالبراميل المتفجرة. بينما قصف الجيش الحر قوات نظامية متمركزة في داريا، تزامناً مع قصف بالبراميل المتفجرة استهدف بلدة المليحة بريف دمشق ومناطق في الغوطة الشرقية. كما طال القصف بالبراميل المتفجرة بلدة بيت الساير بريف دمشق، بينما لقيت امرأة حتفها متأثرة بجراح أصيبت بها جراء سقوط قذيفة هاون بحي المهاجرين الدمشقي. وفي الريف الدمشقي المحاذي للحدود اللبنانية، أعلن مصدر عسكري نظامي أن القوات الحكومية سيطرت صباح أمس على بلدتي راس المعرة وفليطة بمنطقة القلمون مسجلة بذلك تقدماً جديداً باتجاه إغلاق الحدود بوجه حركة المقاتلين ومدادات الأسلحة. وقال المصدر إن الجيش قام صباح أمس بالسيطرة على بلدتي راس المعرة وفليطة بعد أن قضت على آخر فلول المجموعات «الإرهابية» المسلحة فيها. وأشار إلى أن «ذلك جاء استكمالًا لعملية غلق الحدود مع لبنان بوجه (الإرهابيين) وتدفق السلاح إليهم»، مؤكداً أن «أي انجاز يحقق في هذا المجال يساهم بتضيق الحدود بنسبة أعلى وأقلها المعابر الرئيسية التي تمر منها الآليات». من جهتها، قالت الوكالة السورية الرسمية للأنباء «أعادت وحدات من الجيش والقوات المسلحة السبت الأمن والاستقرار إلى بلدتي رأس المعرة وفليطة في القلمون بريف دمشق.. تم القضاء على آخر فلول المجموعات الإرهابية المسلحة وتدمير أسلحتها وأدوات إجرامها في رأس المعرة وفليطة». وسيدفع سقوط بلدتي فليطة وراس المعرة، وهما من أواخر معاقل المعارضة في منطقة القلمون الاستراتيجية، المقاتلين واللاجئين على الأرجح إلى عبور الحدود إلى لبنان، مما يهدد بتفاقم زعزعة الاستقرار في لبنان. لكن مدير المرصد الحقوقي رامي عبد الرحمن اكتفى بالحديث «عن تقدم كبير للقوات النظامية في المنطقة دون أن يكون هناك سيطرة كاملة عليها». ويسعى النظام السوري لتأمين الحدود اللبنانية بشكل كامل وإغلاق كل المعابر مع لبنان التي يتهم مقاتلي المعارضة باستخدامها كطرق إمداد مع مناطق متعاطفة معهم في شرق البلاد. كما يقول «حزب الله»، إن السيارات المفخخة التي استهدفت مناطق نفوذه في الأشهر الماضية، تم إعدادها في يبرود، وأدخلت إلى لبنان عبر بلدة عرسال الحدودية ذات الغالبية السنية. وتعد رأس المعرة وفليطة، إلى جانب رنكوس وبعض المناطق الجبلية المحاذية للحدود اللبنانية، آخر المعاقل التي كان يتحصن فيها مقاتلو المعارضة بعد أن تمكنت القوات النظامية خلال الأشهر الماضية من السيطرة على الجزء الأكبر من منطقة القلمون خاصة مدينة يبرود. وشهدت فليطة الخميس الماضي، قصفاً جوياً بالبراميل المتفجرة ترافق مع اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل رئيس المجلس العسكري في منطقة القلمون التابع للجيش السوري الحر أحمد نواف درة مع 5 مقاتلين آخرين، بحسب ما أفاد المرصد وناشطون. مع ذلك، يرى مدير المرصد الحقوقي أن الحدود بمنطقة القلمون تمتد لعشرات الكيلومترات، مؤكداً أنه «من الصعب على القوات النظامية السورية السيطرة على الحدود بأكملها، وأن سيطرت على فليطة وراس المعرة. وتابع رامي عبدالرحمن «إنه على الجيش السوري و(حزب الله) نشر مقاتليهم على طول الحدود، وهو أمر مستحيل». في تلك الأثناء، استمر القصف البري والجوي بالبراميل المتفجرة في حلب وريفها، الذي طال قرى تل قراح وحريتان وحيان وتل شعير ومحيط مطار كويرس العسكري. كما استهدف الطيران الحربي بالصواريخ في المدينة الصناعية بمنطقة الشيخ نجار والنقارين، بالتزامن مع استهداف الثوار بقذائف الهاون مواقع قوات النظام في قرية الشيخ نجار. وتمكن الجيش الحر من قنص 5 جنود من القوات النظامية على جبهة الصبيحة في السفيرة بالريف الحلبي. وأعلنت الهيئة العامة للثورة عن ارتكاب القوات النظامية مجزرة جديدة جراء شنها هجوماً بالطيران الحربي مستهدفاً بالبراميل المتفجرة، مدينة طفس بريف درعا، مودياً بحياة 9 أشخاص على الأقل، بينهم 4 أطفال و4 نساء، إضافة إلى عشرات الجرحى منهم حالات خطرة. كما تعرضت مدينة إنخل بريف درعا لقصف مدفعي ترافق مع قصف جوي بالبراميل المتفجرة أيضاً، بينما لقيت طفلة تدعى شهد خليل المذيب حتفها جراء غارة نفذها الطيران الحربي على مدينة نوى بالمحافظة نفسها المتاخمة للحدود الأردنية. وذكرت مواقع معارضة أن الجيش الحر قصف مراكز وأبنية حكومية على الطريق الدولي قرب مدينة مورك بريف حماة، مما أسفر عن مقتل وجرح عدد من القوات الحكومية، وسط اشتباكات بين الطرفين. ويأتي هذا الهجوم في إطار محاولات المعارضة التصدي للقصف المروحي المستمر بالبراميل المتفجرة على كفر زيتا بريف حماة الشمالي، والذي تسبب باحتراق مبان سكنية ومحال تجارية. ويقول معارضون، إن القوات الحكومية تحتجز عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، من قريتي زور السوس وزيادة بريف حماة. (دمشق - وكالات) الاتحاد الاماراتية