مواضيع ذات صلة صالح إبراهيم الطريقي قال أستاذ علم النفس «والتر لانجر» : «يصدق الناس الكذبة الكبيرة أسرع مما يصدقون الكذبة الصغيرة ، وإن كررتها بما يكفي ، فعاجلا أو أجلا سيصدقها الناس» .. هذه المقولة / الفرضية تتسق تماما مع الكذبة التي تم ترويجها منذ الخمسينات على يد «محمد حسنين هيكل» إذ روى أن «أمريكا» كشفت له في 1953م عن خريطة تقسم العرب إلى 88 دولة ، وأنهم ليسوا مقتنعين بالقومية العربية التي ينادي بها «جمال عبدالناصر» .. ثم انتقلنا لنؤكد هذه «الكذبة الكبرى» ، بأن مستشار الأمن القومي الأمريكي «زبينغو بريجنسكي» أكد عام 1980م أن على أمريكا تنشيط حرب خليجية ثانية لتحقيق المخطط ، مع أن الحرب بين العراق وإيران بدأت عام 1980 سبتمبر إلى 1988م . وتلقف المستشار الأمني المؤرخ الأمريكي صهيوني الهوى «برنارد لويس» المهمة ، ووضع مشروعا وخريطة أيضا لتفكيك المجموعة العربية على أساس العرق والمذهب. وأخيرا أدخلنا الخلطة السرية للمؤامرة «الماسونية» وقادة أوروبا المنخرطين بالمؤامرة، حتى نوزع دم المؤامرة على قبائل العالم.. وهكذا أصبحت الكذبة حقيقة لا يمكن نفيها، ككذبة «دوران الشمس حول الأرض» التي حاول «جاليليو» تكذيبها فهدد بالحرق إن لم يتب عن نظريته... ولأن الكذبة أصبحت حقيقة، دعونا ننظر لها من زاوية أخرى، قد تساعدنا على فهم لماذا العالم العربي سيقسم ل 88 دولة ؟ أول دولة عربية تفككت لبنان «سنة / شيعة / مسيحيتان / دروز» وإن بدا أنها دولة واحدة، تبعها السودان الذي ينتظر ترسيم الحدود، وانتقلنا للعراق المقسم لثلاث، والآن ليبيا جار تقسيمها على مهل، ويؤكد الإخوان والسلفيون الدور على مصر، فما الذي يجعل كل دولة عربية حين تضعف قبضة الأمن بسبب غياب العدل تتفكك ؟ باختصار المفكك لها «العرق العقيدة المذهب» الذي يمكن تسميتهم بالآخر المختلف عنك ، هذه النواة الأولية للتفكيك ، ستجعل الخارج يتداخل ليس لتفكيك ما هو مفكك ، بل لأن مصانعه الحربية إن لم تعمل سيعلن أفلاسه ويغلقها ، فيمول الجميع طالما الجميع يدفع . أتمنى ألا ننظر لعملهم من الجانب الأخلاقي ، كأن يقال أين الحضارة والأخلاق التي ينادون بها وهم يمولون الحروب ، لأن الرد الصادم هو : وهل من الأخلاق أن يقتل العربي أخاه العربي لأنه من قبيلة أو عقيدة أو مذهب مختلف ؟. خلاصة القول : هم يقرؤون واقعنا الذي لا نريد قراءته ليحققوا مصالحهم ، فيما نحن نردد كذبة المؤامرة ، مع أن التقسيم ليس مؤامرة بل واقع ، وإن رحلت إسرائيل وأمريكا وأوروبا والماسونية لكوكب آخر.