تصدر حزب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الانتخابات المحلية في تركيا، متقدماً على المعارضة حسب النتائج الجزئية الأولية التي نشرتها وسائل الإعلام . وحصل حزب "العدالة والتنمية" على 48% من الأصوات على المستوى الوطني بعد فرز نحو 28% من الأصوات، حسب شبكتي "إن .تي .في" و"سي .إن .إن تورك" الإخباريتين، والنتائج متقاربة في اسطنبولوأنقرة، أكبر مدينتين في تركيا اللتين ستكون نتيجتهما حاسمة بالنسبة إلى حزب العدالة والتنمية أو منافسه الرئيسي حزب الشعب الجمهوري (وسط يسار) . واتخذ هذا الاقتراع المحلي شكل استفتاء على أردوغان الذي يحكم البلاد بلا منازع منذ 12 عاماً، وإن كان يواجه حالياً حركة احتجاج قوية وتهم فساد . ونشرت وسائل إعلام تركية نتائج أولية غير رسمية أظهرت حصول حزب "العدالة والتنمية" على 6 .52% من الأصوات، فيما حصل حزب "الشعب الجمهوري" المعارض على 7 .15%، وحزب "الحركة القومية" 3 .14% من الأصوات في عموم البلاد، وحصل حزب "العدالة والتنمية" على 74% من الأصوات المفروزة حتى المساء، في مدينة قيصري مسقط رأس الرئيس التركي عبدالله غول، وعلى 82% من أصوات الناخبين في مدينة قونيا، مسقط رأس وزير الخارجية أحمد داود أوغلو . وبدأ الأتراك، صباح أمس، الإدلاء بأصواتهم في انتخابات بلدية حاسمة للمستقبل السياسي لرئيس الوزراء، وبدأ التصويت في 32 محافظة لانتخاب عمداء مدن ومقاطعات، وأعضاء لمجالس البلديات، ومخاتير القرى والأحياء، في انتخابات يتنافس فيها 26 حزباً مختلفاً . وفي حادثين جنوبي وجنوب شرقي تركيا، قتل 8 أشخاص وأصيب نحو 20 آخرون خلال منازعات بين أنصار لساسة محليين متنافسين، واتسم التصويت في مناطق أخرى من البلاد بالسلمية إلى حد كبير، وشهدت بعض مراكز الاقتراع اصطفاف طوابير طويلة، حيث انتظر الناخبون لأكثر من ساعة للإدلاء بأصواتهم . وقال مسؤولون أمنيون إن ستة أشخاص قتلوا في معركة بالمسدسات بين عائلتين في قرية "يوفاجالي" التابعة لبلدة "هيلوان" في محافظة "شانلي أورفا" (جنوب شرق) المتاخمة لسوريا، وفي منطقة سيفريك في المحافظة، حدثت مشاجرة أخرى بعدما أصرت عائلة على انتهاك قاعدة التصويت من دون ذكر الاسم، ما أدى إلى وقوع عدة إصابات . وقال مسؤولون إن شخصين لقيا حتفهما في تبادل اطلاق النار بين أقارب مرشحين في اشتباكات في إحدى القرى بمحافظة هاتاي (جنوب)، وأفادت تقارير أن 9 أشخاص على الأقل أصيبوا في المنطقة القريبة من الحدود مع تركيا . ويحق لنحو 52 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم لاختيار عمداء ومسؤولين آخرين لفترات تصل إلى خمس سنوات في المدن بمختلف أنحاء البلاد، حيث تشارك ستة أحزاب رئيسية، ويعد أكبر حزب معارضة هو حزب "الشعب الجمهوري" المنتمي لتيار الوسط الذي ينافس بشدة حزب "العدالة والتنمية" في العاصمة أنقرةواسطنبول . ويرغب حزب "العدالة والتنمية" في تكرار أدائه في الانتخابات المحلية التي جرت عام 2009 وحصد 38% على الأقل من الأصوات . وإيماناً بدعم أغلبية الشعب له، أعرب رئيس الحكومة عن تفاؤله التام وهو ينتخب في اسطنبول، وقال للصحفيين بعدما اقترع مع زوجته أمينة في اقليم اوسكودار على الضفة الآسيوية من اسطنبول "رغم كل التصريحات والخطابات التي ألقيت خلال الحملة الانتخابية فإن شعبنا سيقول الحقيقة اليوم"، مضيفاً "ما سيقوله الشعب هو الحقيقة ويجب احترام قراره" . وأعرب زعيم أكبر أحزاب المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو عن ارتياحه للانتخابات قبل ساعات من ظهور النتائج، وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري في أنقرة حيث يأمل أن ينتزع مرشح حزبه رئاسة البلدية من حزب العدالة والتنمية "يجب دعم وتطهير ديمقراطيتنا، سنبني ديمقراطية نظيفة، وأنا واثق ببلدي" . وقالت نورجان جليشكان "نحن هنا لنؤكد بأصواتنا إن أردوغان قادر على مواجهة كل الهجمات" . وأضافت ربة المنزل بينما كانت تدلي بصوتها في حي سيسلي باسطنبول "لا أعتقد انه سرق أموالاً، وحتى لو كان فعل، فأنا على ثقة أنه فعل ذلك من أجل مصلحة البلاد"، وفي المقابل قال عارف دوكوماتشي وهو طالب في الثانية والعشرين "أردوغان اثبت أنه على استعداد لأي شيء من أجل البقاء في السلطة، لدينا فرصة لنقول وداعا للاستبداد، لكنها قد تكون الأخيرة"، وقالت غونجا غورسيس إن "كل صوت ضد أردوغان وحزبه هو صوت من أجل تركيا أفضل"، وأضافت "لقد أساء إلى الديمقراطية وكذلك إلى حرية التعبير" . (وكالات) الخليج الامارتية