أثار تصريح لأحد الخبراء المقربين من المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي بشأن إمكانية دعوة المشير لو فاز في الانتخابات إلى مصالحة وطنية ردود فعل متباينة في الوسط السياسي المصري ورأى غالبية الخبراء والمحللين السياسيين صعوبة تحقيق مصالحة في الوقت الراهن، إلا أنهم اعتبروا الوفاق الوطني ولم الشمل هو البديل الوحيد والأكثر أهمية حتي من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وأشاروا إلى أن الأزمة تتخطى التعاطي مع الأخوان كجماعة إرهابية إلى ما هو أبعد من ذلك وهو تماسك المجتمع. وأكد اللواء سامح سيف اليزل الخبير العسكري أن المشير عبد الفتاح السيسي باعتباره المرشح الأقرب للفوز بالرئاسة المصرية في الانتخابات المقبلة يهمه في المقام الأول تحقيق الاسقرار وعودة الأمن للشارع المصري ولكن المشكلة التي يجب أن ينتبه لها الجميع أن أمن مصر خط أحمر وقد سعت جماعة الإخوان إلى تقويضه برمته كما أنهم ورغم كل ما اقترفوه في حق الوطن لا يعطون أي أمل بخط الرجعة أو الاعتراف بخارطة الطريق وأن ما حدث في 30 يونيو كان ثورة مكملة لثورة 25 يناير. وقال إن المشير السيسي في خطابه الذي أعلن فيه الترشح للرئاسة ألمح إلى السعي لتحقيق المصالحة ولكن بشروط منها أن ينخرط الجميع في الواقع المصري الجديد الذي فرضته أحداث 30 يونيو وألا تكون الأيدي ملطخة بالدماء والإرهاب. من جانبه يرى اللواء فؤاد علام الخبير الأمني المصري أن جماعة الإخوان تقف حائلًا دون الحديث عن أي مصالحة وطنية وعلى عكس ما يظن البعض فالنظام الحالي لا يرفض المصالحة ويضيف اللواء علام: إن ما يحدث الآن ليس الإقصاء كما يظن البعض ولكنه الحفاظ على هيبة الدولة معتبرًا أن تدخل الجيش بناءً على إرادة الشعب في 30 يونيو جاء بعد الفشل الذريع للقوي المدنية والإسلامية على حد سواء في تحقيق الوفاق الوطني ودخولهم إلى معترك الصراع الذي كاد أن يقوض ثوابت الدولة المصرية. ويري المستشار محمد حامد الجمل رئيس مجلس الدولة الأسبق أنه لا توجد موانع دستورية أو قانونية لإجراء المصالحة المجتمعية، وأوضح الجمل أن الوحدة الوطنية مرتبطة بالشارع المبني علي العقيدة الدينية ولابد من تكاتف كل التيارات السياسية والقوى الوطنية للنهوض والفترة المقبلة في مصر تحتاج إلى مصالحة حقيقية ومصارحة حتى نستطيع أن نلتفت إلى المستقبل. وقال إن القانون وحده هو القادر على تحديد من يستحق الحوار ومن يستحق المحاكمة داعيًا إلى ضرورة احترام القضاء وتعزيز أدواته وما دون ذلك فإنه قابل للحوار والمفاهمة للخروج من الأزمة. ومن جانبه أوضح د. إبراهيم العناني أستاذ القانون الدولي العام بجامعة عين شمس أن المصالحة الوطنية تأتي من خلال توافق كل التيارات والقوى السياسية بهدف واحد لبناء مصر الجديدة. وقال إن التحدي الحقيقي الذي يواجه الرئيس القادم هو إنهاء حالة الانقسام وتحقيق الاستقرار، مشيرًا إلى أن هذا الأمر في غاية الأهمية ولا يجب الاستهانة به. المزيد من الصور : صحيفة المدينة