لا أزال حتى الآن أعيش تحت هاجس نبوءة المايا التي حدثتكم عنها الأسبوع الماضي تحت عنوات «هل دنت نهاية العالم»، مع أني لا أصدق الأساطير ولا النهايات المأساوية المفاجئة، في عصر العلم والنبوءات العلمية القائمة على معطيات الواقع والمعادلات الرياضية والفيزيائية. على كل حال، إذا صدقت نبوءات حضارة المايا التي كانت سائدة في أميركا اللاتينية، جواتيمالا وما حولها تحديدا، فإن هذا هو المقال الأخير الذي ستشاهدونه لجناب حضرتي في الاتحاد، حيث من المفترض أن تصدر صفحة ساخرون القادمة بتاريخ 22-12-2012 يعني في صباح اليوم الأول بعد نهاية العالم، حيث يتوقف التاريخ البشري هنا– حسب تقويم المايا- بالتالي سترتاحون من شغبي وسواليفي، وسنقفز جميعا إلى المجهول، وهذا احتمال بعيد، لكن الإنسان عادة يخشى النبوءات ودعاوى العرافات ولعنات الذين يدعون السحر والتنجيم، وهذا تقليد قديم من أيام طفولة البشرية، حسب ما قال عالم النفس كارل يونج حول الذاكرة الجمعية التاريخية للبشر. في الواقع فإنه ليوم 21 ديسمبر قصة في مختلف الحضارات، ومنها الحضارة الفرعونية التي تشابه حضارة المايا في بناء الأهرامات فهو يوم الانقلاب الشتوي، حيث يهبط أدونيس- أو أي آلهة خصب كانوا يقدسونها- إلى العالم السفلي ولا يخرج بتوسلات أفروديت - أو أي آلهة حب وخصب أنثى كانوا يقدسونها-، ولكن في 21 مارس، حيث تحتفل الأرض بعودة أدونيس، بارتداء ثوبها الجديد الملون.. الربيع. في مصر الفرعونية جرى تصميم معبد أبو سمبل بطريقة تضمن وصول الشمس في فجر هذا اليوم ويوم الانقلاب الصيفي لتمثالي رمسيس وزوجته. وحسب المعلومات التي زودتني بها الصديقة توجان فيصل، فإنهم في الصين يحتفلون في مثل هذا اليوم من كل عام بأكل البطيخ. أما نحن فسنأكل روح الخل إذا صدق وعد منجمي المايا، وبالتأكيد سوف تشتاقون لمقالي القادم، لأنه سيكون الدليل الدامغ على كذب النبوءة أو تكذيب مفسريها من العلماء الجهلة الذين لم يفرقوا بين انتهاء فسحة الجدار الذي يشرح عليه المايا تاريخ العالم، وفسروا ذلك بنهاية العالم. ... المزيد