الخرطوم - عادل أحمد صديق: أكد سعادة السيد علي كرتي وزير الخارجية السوداني أهمية الزيارة التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى اليوم للسودان ضمن جولة عربية تشمل كذلك الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة والجمهورية التونسية الشقيقة. وأكد كرتي في حوار شامل مع الراية أن أهمية تلك الزيارة تأتي في أعقاب القمة العربية التي شهدتها الكويت وفي ظل التحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة والتي تتطلب توحيد الصف وتعزيز العمل العربى المشترك. وشدد على متانة العلاقات القطرية السودانية التي شهدت طفرة هائلة في التعاون المشترك خلال السنوات الأخيرة، لافتا إلى أن الجهود القطرية الكبيرة في تحقيق الاستقرار والسلام الدائم في دارفور، ستظل محطة مهمة وعلامة فارقة في مسيرة العلاقات بين البلدين. ونوه وزير الخارجية السوداني بالمواقف السودانية المساندة للسودان على مختلف الصعد .. وقال "السودان سيظل يذكر بكثير من الاعتزاز استقبال قطر لفخامة الرئيس البشير في القمة العربية بالدوحة في أعقاب صدور مذكرة المحكمة الجنائية الدولية، فضلا عن المواقف القطرية الداعمة للسودان في المجال الاقتصادي .. وفيما يلي تفاصيل الحوار: كيف تنظر لزيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى السودان في بداية جولة عربية لسموه تشمل الجزائر وتونس؟ - تأتى هذه الزيارة لسمو الأمير استجابة لدعوة من شقيقة فخامة الرئيس عمر البشير وتعتبر أول زيارة لسمو الأمير للسودان منذ توليه الحكم في قطر خلفا لصاحب السمو الأمير الوالد ، ومن جهه ثانية تأتي الزيارة في إطار جولة عربية لتعزيز العمل العربي المشترك، وتكتسب تلك الزيارة أهمية خاصة حيث تأتي في أعقاب مؤتمر القمة العربي الأخير الذي انعقد بالكويت والذي شهد محاولات جادة لتنقية أجواء العلاقات العربية - العربية وتعزيز التعاون العربي، كما ينتظر أن يتم تقييم مستوى تنفيذ المشروعات المشتركة بين البلدين بما يحقق مزيداً من التنسيق والتكامل الذي يمكن النظر إليه كنموذج للعلاقات الثنائية بين الأشقاء. إلى أي حد وصلت العلاقات القطرية السودانية؟ - شهدت العلاقات القطرية السودانية خلال العقد الماضي تطويراً كبيراً وظلت تتنامى باضطراد خلال السنوات الأخيرة لتمثل نموذجا للعلاقات الثنائية الممتدة بعمق التاريخ والقائمة على التعاون والتضامن المشترك والرؤية الحكيمة في تناول القضايا الإقليمية والدولية. ولابد من الإشارة إلى العلاقات بين البلدين بدأت منذ إعلان استقلال دولة قطر حيث كان السودان من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع دولة قطر، وتطورت العلاقات لتشمل التعاون في مختلف المجالات، وهناك عدد كبير من السودانيين الذين يعملون في قطر ويحظون بالرعاية والاحترام. ماذا عن دور قطر الداعم للسودان في العديد من القضايا خاصة في التعامل مع قضية دارفور؟ - لاشك أن ما قامت به قطر لتحقيق السلام في دارفور سيظل محطة مهمة وعلامة فارقة في مسيرة العلاقات المشتركة، حيث ظلت قطر تعمل بدأب لايعرف الملل ولأكثر من 5 سنوات في التواصل مع الحركات والمجموعات المسلحة ومع المجتمع الدولي إلى جانب أصحاب المصلحة في إرساء السلام فى ربوع دارفور والوصول إلى صيغة لتعزيز السلام والاستقرار ، فضلا عن تحقيق التنمية وإعادة الإعمار في الاقليم . ولا يغيب عن نظر المراقب النتائج المبهرة التي تضمنتها وثيقة الدوحة للسلام في دارفور ولا تزال قطر تواصل جهودها لتعزيز الاستقرار في الإقليم ، ولقطر كثير من المواقف المساندة للسودان على مختلف الصعد وسيظل السودان يذكر بكثير من الاعتزاز استقبال الدوحة لفخامة الرئيس البشير في القمة العربية التي استضافتها الدوحة في أعقاب صدور مذكرة المحكمة الجنائية الدولية إلى جانب المواقف القطرية الداعمة للسودان في المجال الاقتصادي. أين وصلت ترتيبات تفعيل أعمال اللجنة الوزارية القطرية السودانية؟ - سمو الأمير زار الخرطوم حينما كان وليا للعهد حيث تم الاتفاق على ترفيع اللجنة الوزارية المشتركة إلى لجنة عليا ويجري الترتيب لانعقاد دورتها القادمة في الدوحة، ومن جهة أخرى يقوم الجانبان بمراجعة دورية لمستوى التنفيذ لكافة البروتوكولات والاتفاقيات الثنائية بين المختصين في البلدين ويجد ذلك الامر اهتماماً كبيراً من القيادة في البلدين الشقيقين . كيف تنظر لمستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين؟ - ينتظر علاقات البلدين مستقبل زاهر في ظل المشروعات التي يجري تنفيذها على أرض الواقع والتي يمكن أن ترتفع إلى مستوى الشراكة كما سبق وأشرنا ونذكر منها على سبيل المثال مشروع أبوحمد الزراعي في مساحة تبلغ 245 ألف فدان لإنتاج الأعلاف والقمح والخضراوات ومشروعات شركة مواشي لإنتاج اللحوم هذا في مجال الأمن الغذائي إلى جانب الشراكة في تطوير الآثار ما سيسهم في طفرة في مجال النشاط السياحي في السودان. وفي مجال التعدين تقوم شركة قطر للتعدين بعمل ضخم لإنتاج الذهب ومعادن أخرى سيشكل طفرة في التعاون بين البلدين الشقيقين. في خطابه أمام القمة العربية دعا سمو الأمير إلى عقد قمة عربية للمصالحة الفلسطينيية .. هل تؤيدون تلك الدعوة ؟ - القمة العربية التي دعا إليها سمو الأمير حظيت بإشادة سودانية، حيث أعلن فخامة السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير في خطابه أمام القمة العربية تأييد السودان لدعوة سمو الأمير لعقد القمة نظرا لأهميتها في إنهاء الانقسام الفلسطيني، والسعى لتوحيد الصف لمواجهة التحديات. كيف تنظرون لدعوة الرئيس عمر البشير لأمير الكويت رئيس القمة العربية لتخفيف التوتر في العلاقات العربية؟ - مثلت مبادرة الرئيس البشير لبذل جهوده لتخفيف التوتر الذي شاب العلاقات العربية- العربية في الآونة الأخيرة موقفاً سودانياً قاطعاً بأهمية إزالة أي احتقان أو توتر بين الأشقاء يؤدى لإضعاف العمل العربي المشترك ودعوة لإزالة أي خلافات عبر الحوار، ونحن على يقين من حكمة القادة العرب والعلاقات التاريخية التي تجمع الشعوب العربية والقادرة على تذليل كافة الصعاب وتحقيق تطلعات الشعوب. الخرطوم - الراية: أعربت الرئاسة السودانية عن تقديرها وترحيبها بالزيارة الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى للسودان اليوم ووصفتها بأنها تاريخية وهامة وتمثل عنوانا بارزا لتطور العلاقات بين البلدين وجسرا للتواصل والمودة المتبادلة بين القيادتين والشعبين . وقال السكرتير الصحفي للرئيس السوداني الأستاذ عماد سيد أحمد في تصريح خاص ل الراية إن الرئاسة ترحب بهذه الزيارة التى تعد كأول زيارة رسمية لسموه الأمير للسودان مثمنا الدعم الكبير الذي تقدمه قطر للسودان في مجالات السلام والتنمية ومساندتها له في المحافل الدولية مشير إلى أن الزيارة تمثل ترسيخا للتعاون المشترك بين البلدين. وأشار للترقب الكبير للزيارة في أوساط المجتمع السوداني والاهتمام الكبير من قبل القيادة والمسؤولين السودانيين لما تتمتع به قطر من ثقل سياسي واقتصادي في المحيط الدولي والإقليمي. الخرطوم- الراية: رحب مجلس أحزاب حكومة الوحدة الوطنية في السودان بالزيارة الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إلى السودان اليوم الأربعاء ووصف الأمين العام للمجلس الأستاذ عبود جابر في تصريح ل الراية الزيارة بالتاريخية لكونها جاءت في وقت تحتاج فيه الأمة العربية قاطبة لوحدة الصف والتضامن العربي لجهة تحقيق الاستقرار الشامل للشعوب العربية . وقال: إن الشعب السوداني ينتظر زيارة الأمير بحفاوة ورحابة صدر غير مسبوقة لرد الجميل الذي قامت به دولة قطر تجاه قضايا السلام في السودان ودارفور على وجه الخصوص. وأشاد في هذا الخصوص بالدور المتعاظم للقيادة القطرية وفي دعم الحقوق العربية واستقرار شعوب المنطقة، داعيا قطر إلى فتح أبواب التعامل الاستثماري والتجاري مع السودان. وقال إن مجلس أحزاب حكومة الوحدة الوطنية يتطلع إلى مواصلة قطر دورها في تعزيز اتفاق الدوحة لسلام دارفور الذي قطع شوطا كبيرا في سبيل تحقيق السلام في الإقليم، منوها إلى أن بعض الحركات التي لم توقع على وثيقة الدوحة يمكن أن تنضم للعملية السلمية، داعيا قطر إلى العمل على رتق النسيج الاجتماعي بدارفور ومساعدة السودان لتجاوز الصعوبات التي تواجهه والعقوبات المفروضة عليه. الخرطوم - الراية: أكد الاتحاد العام لأصحاب العمل السوداني أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى اليوم إلى السودان ستمثل دفعة قوية في مسيرة علاقات التعاون المشترك بين قطر والسودان في كافة المجالات. وأكد سعود مأمون البرير رئيس الاتحاد لالراية أن قطاعات الأعمال في السودان تثمّن كثيرًا اهتمام دولة قطر قيادة وشعبًا بتطوير وتنمية علاقات التعاون في العديد من المجالات بما يحقق مصالح ومنافع شعبي البلدين مشيدًا بمواقف قطر الداعمة للسودان في المحافل الإقليمية والدولية والجهود التي ظلت تبذلها لتحقيق الاستقرار بالبلاد من خلال العديد من المبادرات إلى جانب جهودها في مجالات التنمية والخدمات والسياحة والأعمال الخيرية في مختلف أنحاء البلاد. وأشاد بالجهود الجادة التي ظلت تبذلها دولة قطر في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال الدخول في العديد من المشروعات الاستثمارية بالبلاد، مشيدًا في هذا الصدد بالاستثمارات القطرية الناجحة بالسودان في عدد من المجالات الإستراتيجية التنموية وبالتوجه والرغبة الجادة لرجال الأعمال والمستثمرين القطريين بزيادة استثماراتهم في السودان. وجدّد حرص القطاع الخاص السوداني على التعاون مع قطاعات الأعمال في قطر لإحداث شراكات استثمارية بالاستفادة من الموارد الاقتصادية والفرص الاستثمارية بالسودان ورؤوس الأموال والخبرة القطرية كما جدّد حرص القطاع الخاص السوداني للعمل من أجل خلق علاقات تعتبر أنموذجًا في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. الخرطوم - الراية: أكد سعادة السيد راشد بن عبد الرحمن النعيمي سفير دولة قطر لدى السودان أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لجمهورية السودان تعكس العلاقات المتميزة والمتنامية بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات. وقال ل الراية: إن هذا التطور في علاقات البلدين يأتي بفضل اهتمام وحرص قيادتي البلدين على إقامة علاقات متميزة تخدم المصالح المشتركة مشيراً إلى الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين والتي أدت إلى التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية في المجالات المختلفة . وأشار إلى العلاقات الاقتصادية والمشروعات الاستثمارية والتنموية المشتركة والتي شهدت توسعاً كبيراً خلال السنوات الماضية في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والتعدين والتنمية العقارية والمصارف والآثار بتمويل بعثات للقيام بأعمال التنقيب، الترميم، الصيانة للمواقع الأثرية وترميم وتأهيل الأهرامات وغيرها بجانب المشروعات الخدمية والإنسانية التي تقوم بها منظمات وجمعيات قطرية إلى جانب مشروعات في مجال بناء مراكز علاجية وتعليمية واجتماعية ومساجد في ولايات مختلفة. الخرطوم - الراية: رحب الدكتور التجاني سيسي رئيس السلطة الإقليمية لدارفور بزيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى للسودان اليوم . وأكد ل الراية أن الزيارة تؤكد حرص القيادة القطرية على الاستمرار في دعم سلام دارفور وستصب في دعم وتعزيز الجهود المبذولة لإيجاد حل سلمي للقضية. وأشاد بالجهود القطرية في إرساء السلام والاستقرار في دارفور لافتا الى تواصل الداعم القطري للسودان من خلال رعايتها لمنبر التفاوض في الدوحة حول قضية دارفور والذي توج بالتوقيع على وثيقة الدوحة لسلام دارفور التي تقوم السلطة الإقليمية لدارفور بإنفاذها حاليا . كما أشاد الدكتور سيسي بالدعم القطري والتزماتها من أجل تنمية دارفور واستضافتها مؤتمر المانحين في أبريل الماضي ،وتوليها رئاسة مجلس إدارة المانحين لإدارة الأموال التي تبرع بها المانحون في الدوحة إضافة الى رئاستها للجنة الدولية لمتابعة إنفاذ وثيقة الدوحة لسلام دارفور، ومساهمتها في بنك دارفور للتنمية . كما أعرب د.سيسي عن تقديره لاستعداد قطر المنقطع النظير بالاستمرار. الخرطوم - عادل أحمد صديق: دخلت العلاقات القطرية السودانية مراحل متقدّمة من التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية خاصة مع وجود إرادة قوية لدى قيادتي البلدين لدعم وتفعيل هذه العلاقات. وبدأ مصرف قطر الإسلامي (السودان) والذي بدأ عمله في الأول من يوليو في العام 2013 برأسمال 50 مليون دولار دعمًا ليكون ركيزة للاستثمارات الناجحة في السودان. وقال السيّد معاوية أحمد الأمين الرئيس التنفيذي للمصرف في تصريح خاص ل[: زيارة سمو الأمير للخرطوم تسهم في تعزيز التعاون المشترك بين قطر والسودان وأنها تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات تطورًا ملحوظًا وتؤكد متانة العلاقات وتميزها. وأشار إلى أن وجود المصرف في السودان يُعد من إحدى ثمرات التعاون الاقتصادي المستمر بين البلدين ويعتبر كأحد أزرع الاستثمارات القطرية الناجحة في السودان وداعمًا ومساندًا كبيرًا للاستثمارات القطرية الأخرى كما أنه يشكل جسر تواصل بين رئاسات هذه المؤسسات في الدوحة وفروعها العاملة في السودان. وأكد أن المصرف حاليًا دخل في معاملات تمويلية وخدمية مع مؤسسات استثمارية ونتوقع أن تكون نتائجها دافعًا لحراك اقتصادي استراتيجي كبير لخدمة شعبي البلدين. وقال: المصرف يُعد أول فرع كامل للمصرف الإسلامي خارج دولة قطر ويختص بتمويل الشركات والمؤسسات الكبرى (قطرية وسودانية) كما يساهم في عملية التنمية الاقتصادية في السودان ودفع وتعزيز الحراك الاقتصادي والمصرفي بخبرات وتكنولوجيا مواكبة ومتخصصة. وأضاف: المصرف يسعى لتقديم تسهيلات مصرفية للأفراد والشركات الراغبة بالاستثمار، وزاد قائلًا "كما توجد مساهمات فروع واستثمارات لمصرف قطر الإسلامي لمؤسسات عالمية في دول أخرى من بينها في دول آسيوية وأوربية منها المملكة المتحدة، لبنان، ماليزيا وتركيا. وأشار إلى أن المصرف يتمتع بمقدرات مالية عالية تساعدة في الدخول في معاملات وتمويلات كبيرة مما تساعد على تطوير وتوسيع أعمال المؤسسات والشركات المتعاملة ذات الرؤية الاستثمارية الواضحة. وأكد أن المصرف يتمتع بسمعة طيبة في السوق القطري كأكبر وأقدم مصرف إسلامي في دولة قطر ومساهمًا كبيرًا في أن يكون هو الخيار الأول للكثير من المغتربين السودانيين في دولة قطر. جريدة الراية القطرية
