تعتبر مرحلة الطفولة مرحلة مهمة في حياة الفرد، بل يمكن القول إنها أهم مراحل عمره؛ حيث توضع فيها الأسس الأولى التي يبني عليها شخصيته، فالطفولة هي الفترة التي يعتمد فيها الفرد على والديه في المأكل والملبس والمأوى والتعليم والصحة والترويح. وقد يواجه الطفل في هذه المرحلة بعض المشكلات، سواء أكانت ذاتية أو بيئية، ومن هذه المشكلات التدمير وعدم الطاعة. أولاً: مشكلة التدمير عند الأطفال يتميَّز الطفل في هذه المرحلة العمرية بحب الاكتشاف وفحص الأشياء؛ فنجده دائم الحركة والنشاط، والمشكلة أنه لا يميِّز بين الأشياء أي لا يعرف الفرق بين الرخيص والثمين، فقد يحطِّم ويكسر ويمزِّق، فتبدأ الأسرة بالشكوى ووصف الأطفال بالشقاوة، والحقيقة أن هذا السلوك طبيعي، لكنه يتسم بعدم الوضوح. من أسباب التدمير عند الأطفال ما يأتي: 1- حب الاستطلاع، فهو قد يفكِّك الأشياء أو يركِّبها من أجل المعرفة. 2- الشعور بالغضب والغيرة، أو عدم الشعور بالأمن. 3- عدم إشباع حاجته إلى الحب. 4- الإحساس بقسوة الوالدين، أو عدم الاستقرار في العائلة. 5- لفت أنظار الوالدين، فالطفل قد يقوم بالتدمير من أجل لفت انتباه والديه. 6- الصراع النفسي الشديد الذي قد لا تكون أسبابه واضحة، وهنا لا بد من زيارة الطبيب النفسي من أجل معرفة الأسباب. 7- القدرات والمواهب التي قد يجهلها الآباء. علاج مشكلة التدمير عند الأطفال: 1- إشباع حاجات الطفل النفسية. 2- اتباع أساليب تربوية حديثة في عملية التنشئة الاجتماعية. 3- إشباع ميول الأطفال وحبهم للاستطلاع، وهنا تختار الأسرة اللُّعَب الرخيصة والخفيفة وغير الخطرة، كاللعب البلاستيكية التي تحل وتركب بسهولة. 4- تخصيص مكان أو غرفة للأطفال، تجنباً لمراقبة الكبار الدائمة لأنشطتهم. ثانياً: مشكلة عدم الطاعة عند الأطفال الطاعة لا تعني الخضوع والاستسلام، بل هي سلوك مكتسَب عن طريق الخبرة والتجربة والتدريب، وقد تغرس في النفس المعايير الجيدة، والنظام، وضبط النفس، والسيطرة على الموقف. وكثيراً ما يخطئ الوالدان في استخدام العنف والقسوة والحرمان من أجل السيطرة على أطفالهما وإجبارهم على الطاعة والخضوع، كأن يفرضا عليهم المكوث في مكانٍ واحد، وبشكل معين مدة من الزمن، والحقيقة أن هذا يتنافى مع طبيعة الطفل ونشاطه، كما أنه ليس دليلاً على الأخلاق الجيدة، فمثلاً قد تجد الطفلَ مطيعاً وهادئاً في البيت، والعكس تماماً في المدرسة. وقد لا ينجحُ الأهل أحياناً في ضبط سلوك أطفالهم وإجبارهم على طاعتهم، وإن نجحوا فالمدَّة قد تكون محدودة، يعلن الطفل بعدها العصيان، فمثلاً قد تجد الأم تلح على طفلها لتناول الطعام وهو لا يستجيب، وأحياناً تجد الطفل يزيد من عصيانه ورفض أوامر الوالدين أثناء وجود ضيوفٍ في البيت، فيقوم بأنشطة زائدة، أو يأكل بشراهة، أو يجلس بطريقة غير مهذبة، أي قد يبالغ في إحراج والديه ليظهر عجزهم، وأحياناً نجد الأم تخوِّف الأطفال بالشرطة والعفاريت والسجن، وهذا الأسلوب قد يُجدي فترة من الوقت، لكنه يجلب الخوف للطفل، ولكن الأهم من ذلك هو إقناع الأطفال بالطاعة والفوائد التي يمكن أن يجنوها من وراء ذلك. والعقاب البدني الذي يُستخدم وسيلة لإجبار الأطفال على الطاعة والنظام يستبعده التربويون ورجال علم النفس؛ لأنه يزيد الأمور سوءاً، ويمكن أن تستخدم الأسرة كما ذكرنا الإقناع وأساليب المدح والثناء والتعزيز، والحوافز المادية والمعنوية، فمثلاً إذا أردنا أن نعدَّ للطفل وجبة نأخذ رأيه، وإذا غسل يديه نشكره ونثني عليه، بحيث تصبح الطاعة لديه خاصية مميزة، ما يساعده على النضج والنمو بشكل سليم. The post مشكلة التدمير وعدم الطاعة عند الأطفال appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية