حديثنا موصول رعاكم الله في شرح أسماء الله الحسنى، وسيكون كلامنا في شرح أسماء الله الغفور والغفار والغافر، وقد ورد اسم الله الغفور في القرآن العظيم في أكثر من تسعين موضعاً، فمن هذه المواضع قوله تعالى: (نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم) وقوله: (وهو الغفور الودود)، وقد ورد اسم الله الغفار في القرآن العظيم في عدة مواضع منها قوله تعالى (ألا هو العزيز الغفار)، وجاء اسم الغافر في قوله تعالى: (غافر الذنب). قال العلامة السعدي في شرح معنى اسم الله الغفور: «الذي لم يزل ولايزال بالعفو معروفاً، وبالغفران والصفح عن عباده موصوفاً، كل أحد مضطر إلى عفوه ومغفرته، كما هو مضطر إلى رحمته وكرمه، وقد وعد بالمغفرة والعفو لمن أتى بأسبابها، قال تعالى: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى)». وأصل الغفر: التغطية والستر وغفر الله ذنوبه أي سترها، فانظر إلى الأثر الإيماني العظيم لمعنى هذه الأسماء في قلب المسلم، فالإيمان بها يدفع المسلم إلى التوبة والإنابة إلى الله، وكلما كان العبد أكثر استغفاراً كلما ازدادت حسناته عند الله سبحانه وتعالى. أتعلمون لماذا؟ لأنه الرحمن الرحيم الغفور الودود. إن الإيمان بهذه الأسماء الحسنى تدفع المسلم إلى التوبة من جميع الذنوب والخطايا والمبادرة بالاستقامة على طاعة الله، وهو بذلك يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يكثر من الاستغفار ويحض عليه بل أمره الله بالاستغفار، فعن ابن عمر قال: كان يعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مئة مرة من قبل أن يقوم، رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور، سبحان الله العظيم في المجلس الواحد يستغفر مئة مرة وقد غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فاللهم يا غفور اغفر لنا. *مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم. The post شرح أسماء الله الحسنى (22) appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية