GMT 8:59 2014 الجمعة 4 أبريل GMT 9:04 2014 الجمعة 4 أبريل :آخر تحديث اثينا: اكد المسؤول اليوناني الكسيس تسيبراس مرشح اليسار الاوروبي الى رئاسة المفوضية الاوروبية، في مقابلة مع وكالة فرانس برس ان اوروبا بحاجة الى "عقد جديد" للخروج من الازمة ومن سياسات التقشف الصارمة.وسيكون لصوت تسيبراس صداه الكبير في اوروبا التي سيعبر ناخبوها عن الاستياء اثناء التصويت في نهاية ايار/مايو، ومن بلد يعاني الامرين من جراء الازمة.وقال رئيس حزب سيريزا اليساري المتشدد، ابرز احزاب المعارضة اليونانية، ان اوروبا لن تخرج من الازمة "من دون عقد اوروبي جديد، اتفاق جديد لتمويل الاستثمارات الخاصة بتشجيع النمو والعمل والحماية الاجتماعية".وبصفته اول يوناني يطرح لتولي منصب رئاسة المفوضية الاوروبية، يعتبر تسيبراس ان تعيينه يحمل طابعا "رمزيا وفخريا" بالنسبة لحزبه ولليونان التي هي ضحية "ازمة انسانية بعد تطبيق سياسات تقشفية ظالمة"، على حد رايه.ولجأت اليونان في 2010 الى آلية الانقاذ الخاصة بالاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي لتفادي الافلاس والخروج من منطقة اليورو، وحصلت على خطة انقاذ بقيمة 240 مليار يورو من القروض.ومقابل الحصول على هذه القروض، توجب عليها تطبيق خطة تقشف غير مسبوقة تتضمن اقتطاعات قاسية في الرواتب ومعاشات التقاعد اضافة الى زيادات كبيرة على الضرائب.وقال تسيبراس ان "هذا البلد نموذج يجب تجنبه، ينبغي الا يتكرر ذلك" في مكان اخر.وراى ان "الرد اليوم على التفكك الاجتماعي وحركات التطرف في اوروبا هو الغاء السياسات الصارمة".وهو خطاب بات يتكرر اكثر فاكثر وخصوصا في فرنسا وايطاليا.وشهد الكسيس تسيبراس رئيس حزب سيريزا منذ 2008، حصول حزبه على نسبة 4 بالمئة من اصوات الناخبين في سنوات الالفين ثم تحول الى ثاني قوة في البرلمان اليوناني مع تسجيل 26 بالمئة في الانتخابات التشريعية في 2012. ولا يزال سيريزا اليوم مدفوعا بغضب اليونانيين ينافس بشكل كبير بقية الاحزاب السياسية في اليونان مثل حزب "الديموقراطية الجديدة" (يمين) بزعامة رئيس الوزراء انطونيس ساماراس الذي يحظى بنسبة 21 بالمئة تقريبا، بينما الحزب الاشتراكي (باسوك) عضو الائتلاف الحكومي الحالي والذي كان في ما مضى قوة سياسية نافذة في البلاد، لا يحصد سوى نسبة 5 بالمئة من نوايا التصويت.ويحلل الكسيس تسيبراس الوضع بالقول ان سياسات التقشف الصارمة "سببت اختفاء الطبقة الوسطى التي لم يعد الحزبان التقليديان يمثلان مصالحها" و"بات التصويت لحزب سيريزا خشبة انقاذ". وهكذا يحطم تسيبراس الذي يقارب الاربعين، الثنائية التقليدية بين اليمين والاشتراكيين في بلاده والتي تميزت ايضا بهيمنة عائلات سياسية نافذة، مثل كرامنليس وميتسوتاكيس في حزب الديموقراطية الجديدة، وباباندريو في حزب باسوك.وتسيبراس الذي انخرط في العمل السياسي منذ كان في المدرسة الثانوية يوم كان عضوا في الشبيبة الشيوعية، انضم لاحقا الى اليسار المتجدد حيث ارتقى السلم حتى رئاسة سيريزا الذي يضم مجموعة تيارات تتفاوت نسبة تشددها.واليوم يؤكد ان سيريزا على استعداد "لتولي السلطة لانه اكثر استعداد بكثير مما كان عليه قبل عامين".وفي حين شكلت بعض الاصوات المناهضة جدا لليورو داخل حزبه، عنصر تخويف لمنتقدي سيريزا، الا ان الكسيس تسيبراس حازم. وقال ان "اليونان بحاجة الى اوروبا واوروبا بحاجة الى اليونان"، مضيفا "لا نعتقد، انا وحزبي، ان تفكك اليورو او خروج دولة ما (من النظام) سيكون تطورا ايجابيا". حتى انه يعتقد ان ذلك سيكون "كارثة" بالنسبة الى اليورو.الا ان هذا المهندس المدني المتخرج من جامعة البوليتكنيك في اثينا، لا ينفي ميوله اليسارية. ويمر حل الازمة في نظره "بالتضامن بين دول اوروبية وهندسة مختلفة لمنطقة اليورو".ويراهن بذلك على "تحالف دول الجنوب والمنطقة ضد السياسات النيوليبرالية، الراسمال، والاسواق، وكل ما تمثله (انغيلا) ميركل" المستشارة الالمانية.واضاف "نريد تدمير +المذكرة+ (برنامج التقشف المفروض على اليونان) التي غيرت حياة اليونانيين بشكل دراماتيكي، واجراء اصلاحات لمكافحة الفساد والهدر"، من دون ان نخفض مع ذلك من "النفقات العامة الضرورية" في مجالات الصحة والحماية الاجتماعية والتربية. ايلاف