بعدما أفشلت "إسرائيل" الجولة "الأخيرة" من المفاوضات، تهدد بمعاقبة الفلسطينيين لأنهم رفضوا الرضوخ لمطالبها وشروطها، بما في ذلك اشتراطها تمديد المفاوضات مقابل إطلاق سراح الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى . وهدد رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، أمس، الفلسطينيين باتخاذ إجراءات أحادية الجانب رداً على تقدمهم بطلب انضمام فلسطين إلى 15 اتفاقية ومعاهدة دولية الأسبوع الماضي . وقال في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته "هذا لن يؤدي سوى إلى إبعاد اتفاق السلام"، وأضاف "الخطوات الأحادية الجانب من طرفهم ستقابلها خطوات أحادية الجانب من جانبنا" . وقال نتنياهو إن "الفلسطينيين لديهم الكثير لخسارته من خطوة أحادية الجانب . سيحصلون على دولة عبر المفاوضات المباشرة فقط وليس من خلال التصريحات الفارغة أو الخطوات أحادية الجانب" . وأضاف "نحن مستعدون لمواصلة المحادثات ولكن ليس بأي ثمن" . وزعم نتنياهو أن الفلسطينيين قدموا طلب الانضمام للمعاهدات الدولية "عندما اقتربنا من التوصل إلى اتفاق حول مواصلة المحادثات" لما بعد موعدها النهائي المحدد في 29 من إبريل/نيسان المقبل . ولم توضح مصادر مقربة من نتنياهو طبيعة الإجراءات العقابية التي قد تتخذها "إسرائيل" ولكن ذكرت وسائل الإعلام أنها قد تشمل منع شركة الوطنية للاتصالات من وضع البنية التحتية اللازمة لتشغيل خدمتها للهواتف النقالة في قطاع غزة ووقف مشاريع بناء فلسطينية في أجزاء من الضفة الغربية . كما تهدد بتجميد 19 خريطة هيكلية تمت المصادقة عليها لتنفيذ خطط بناء فلسطينية في المنطقة "ج" في الضفة، وهي منطقة تخضع لسيطرة الاحتلال أمنياً وإدارياً وفق اتفاق أوسلو، ووقف خطة دولية لتحويل 14 ألف دونم إلى أراضٍ زراعية، ووقف اللقاءات بين مسؤولين "إسرائيليين" بمستوى وزراء ومديرين عامين مع نظرائهم الفلسطينيين . وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أمس، إنه في حال قرر الفلسطينيون التوجه بطلب الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي فإن "إسرائيل" ستستخدم عقوبات أشد وبينها تجميد تحويل أموال الضرائب والجمارك التي تجبيها لمصلحة السلطة الفلسطينية وإعادة الحواجز وتوسيع سياسة هدم البيوت الفلسطينية وتنفيذ أعمال بناء واسعة في المستوطنات . وكانت وزيرة القضاء والمفاوضة "الإسرائيلية" تسيبي ليفني قالت للقناة الثانية للتلفزيون "الإسرائيلي" "نحن بحاجة لتكثيف اللقاءات الثنائية بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" . وأكدت ضرورة الحفاظ على الدور الأمريكي في المفاوضات بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين "عبر مساعدة الطرفين على التفاوض وإجراء محادثات ثنائية" . وأوضحت أن الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى توقف لأن بين هؤلاء أسرى من فلسطينيي ال ،48 مشيرة إلى أن ذلك يتطلب إطار عمل آخر لهذه الخطوة . وقالت "أوضحت للأمريكيين والفلسطينيين أننا لن نفرج عن سجناء "إسرائيليين" ما لم يتم الأمر في سياق آخر" . من جانبه أعلن وزير الاقتصاد "الإسرائيلي" ورئيس حزب "البيت اليهودي" الأكثر تشدداً نفتالي بينيت، أن "إسرائيل" تعدّ دعوى قضائية ضد عباس تتهمه فيها بارتكاب جرائم حرب . وقال "إننا نعدّ حالياً دعوى بشأن جرائم حرب ضد عباس لسببين، الأول يتعلق بتحويل الأموال يومياً إلى "حماس"، والسبب الثاني هو تمويل من أسماهم "المخربين والقتلة" أنفسهم في إشارة إلى دفع السلطة الفلسطينية مخصصات للأسرى المحررين . بالمقابل، حمل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه في حديث لإذاعة صوت فلسطين الرسمية "إسرائيل" المسؤولية عن تعثر المفاوضات، مشيراً إلى أن "إسرائيل" تريد تمديد المفاوضات إلى "ما لا نهاية" لإيجاد "واقع على الأرض" . وأضاف أن "إسرائيل" تقوم دائماً "بخطوات أحادية الجانب"، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يعاقبون بالفعل من "إسرائيل" . وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، لإذاعة الجيش "الإسرائيلي"، أمس، إن الفلسطينيين يواجهون صعوبة في تصديق أن نتنياهو وحكومته يتعاملون بجدية مع المفاوضات . وقال هل بإمكان حكومة "إسرائيل" أن تقول لي ما الشروط من أجل إجراء مفاوضات؟ (وكالات) الخليج الامارتية