تحقيق: عبدالرحمن شلبي ومحمد علي زيدان لم يكن تتبع ثروات «الإخوان المسلمين» خارج مصر- دولة المقر وموطن التنظيم- بالأمر اليسير. فالتنظيم يتبع خطوات بالغة التعقيد والتشابك لإخفاء علاقته بأي من مصادر تمويله المجهولة محلياً ودولياً. ولأنها جماعة وُلدت «سرية» واستمرت «محظورة»، فقد احترفت العمل تحت وطأة المطاردة، فابتكر قادتها أساليب خاصة لإخفاء الأموال وتدويرها عبر واجهات براقة لا غبار عليها وأشخاص ربما لا يعرفهم أحد، لتبقى الجماعة في مأمن من السلطات المصرية التي ظلت تطاردهم وتصادر أموالهم المشكوك فيها طيلة ثمانين عاماً. وقد كان تنظيم الإخوان أكثر خبرة من رجال نظام مبارك، فيما يتعلق بالتعامل مع الجمعيات والشركات التي تدير من خلالها أموالها حول العالم، فيما يعرف باسم «جزر النعيم الضريبي»، وشركات ال«أوف شور». واليوم مع تصاعد عنف الإخوان في مصر ومحاولاتهم المستمرة لإجهاض خارطة الطريق، تحاول «الاتحاد» تسليط الضوء مجدداً على المصادر التي تستمد منها الجماعة قدرتها على الحياة والبقاء، بعرض بيانات ومعلومات تفصيلية، سبق نشر بعضها ، بخصوص شبكة الجماعة المالية في أوروبا، عبر تحقيق استقصائي استغرق إعداده 3 أشهر. كان من البديهي أن تكون أولى محطات تتبع تمويل تنظيم الإخوان المسلمين في الخارج؛ لأن التمويل الداخلي القائم على جمع التبرعات والاشتراكات من الأعضاء البالغ عددهم 500 ألف عضو، وفق ثروت الخرباوي القيادي السابق بالتنظيم، لا يكفي طبعاً لتمويل مشروعاتهم السياسية والإنفاق على انتخابات الرئاسة ومختلف أوجه الدعاية؛ لذا كان لزاماً التوصل إلى المنبع الرئيسي. بداية الخيط كان سعيد رمضان، زوج ابنة حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، بداية الخيط، حيث خرج من مصر عام 1958 متجهاً إلى جنيف، واستقر هناك وأنجب عدداً من الأولاد، منهم طارق وهاني مؤسسا المركز الإسلامي في المدينة السويسرية الشهيرة، لتتشعّب دوائر «الإخوان» في أوروبا مع إنشاء جمعيات خيرية وشركات غطاء لجمع الأموال من الخارج وإدخالها إلى مصر عن طريق عدد من الوسائل يكشف عنها التحقيق لاحقاً. 23 جمعية خيرية وشركات أسسها أعضاء تنظيم الإخوان في بريطانيا وسويسرا برئاسة قيادات إخوانية، تدير أصولا تتجاوز قيمتها 100 مليون جنيه استرليني، وفقا للمستندات. ... المزيد الاتحاد الاماراتية