الاثنين 07 أبريل 2014 10:50 صباحاً موضوع الانفصال حديث قديم ، فقد تم الحديث بشأنه في مناطق الجنوب "اليمنالجنوبي " ،و هي المناطق التي تم احتلالها من قبل جيش الشمال المعتدي و أن ما يحدث ألان نتيجة لتراكمات منذ اليوم الأول للاحتلال الشمالي في التسعينات, . بطبيعة الحال ، تعرف المنطقة توترات معتبرة ، لكن ينبغي أن لا نبالغ في تصور السيناريو الكارثي، فليس مؤكدا أن مثل هذا الاندفاع المتهور في جنوباليمن بشان الدعوة الفعلية إلى الانفصال أن يتم تنفيذه آو قبوله من قبل سلطات الاحتلال. فالأمور هي أكثر تعقيدا على أرض الواقع . . من أهم أسباب مطالبة أهل الجنوب بالانفصال عن الشمال ، هو ظلم الرئيس المخلوع و حكومته في السابق لأهل الجنوب ، بصرف النظر عن دياناتهم وانتماءاتهم فإنهم أصحاب حق ، أصحاب وطن, حيث أهملهم الرئيس المخلوع بشكل كامل ، لم يمنحهم حقوقهم من ثروات أراضيهم ، لم يقيم أي مشروعات ناجحة لتحسين حال أهل الجنوب و تحسين معيشتهم ، و إنقاذهم من هذا الفقر المدقع ... بل قام باغتصاب وسرقته ثرواتهم ,,,, .. . هذا الانفصال و التشتت ، هو ضريبة الظلم و الاستبداد ، و السيطرة بدون وجه حق على ثروات و ممتلكات الجنوب لحساب الحكومة على حساب شعب الجنوب الفقراء المنهوبين . أثارت الأصابع القبلية والطائفية الفتنة والتمرد في صنعاء ، لكي تعد لخلع رئيسها من جهة ، مع تحريض متمردي القبائل لإقامة دعوى ضد الرئيس المخلوع في المحكمة الجنائية الدولية من جهة ، بزعم ارتكابه جرائم ضد الإنسانية . . نجد دول مجلس التعاون التي لا تأبه بحالنا ، قدمت ما أسمته المبادرة الخليجية العام الماضي والتي أنقذت المخلوع ,, ليس حباً فيه ، ولكن لتشجعه على الاستمرار في السيطرة علي ثروات الجنوب !! . تهدف الشخصيات أصحاب فكره الفدرالية والشخصيات أصحاب النفوذ علي نظام الاحتلال إلى تنفيذ مخطط التفتيت في الجنوب ،واستخدام ورقه "القاعدة" وتسويق مفرده الإرهاب في جنوباليمن لتبرير أي عمل عسكري والسيطرة على ثروات الجنوب من نفط و غاز ومعادن وموانئ ، و بذلك يمكن الضغط علي من يعاديها . انفصال الجنوب عن اليمن أتي لا محالة والمسالة مسالة وقت , فمطالب الجنوبيين المتنامية للاستقلال عن اليمن و عدم وجود نظام في صنعاء , و اتفاقية الدولة الاتحادية التي حملت في أحشائها بذرة الانفصال , أن الجميع لم يبذل ما يكفي لتفضي الاتفاقية إلى وحدة طوعية,, . اليمن يضيع في الفترة الانتقالية في شد وجذب وتنافس سياسي مأزوم مما يجعل الانفصال هو الأقرب إلى وجدان الجنوبيين وبعض الشماليين,,,, . وبصرف النظر عن المبررات التي يطرحها من يتصدرون لهذه الخطوة المحاطة بالشبهات فلا يمكن لعاقل أن يقتنع بأن تقسيم اليمن إلا أقاليم أو قيام نظام فيدرالي في دولة لا يوجد فيها اثنيات، سيؤدي إلى تحقيق المواطنة المتساوية والعدالة في توزيع عائدات الثروة بين الشعبين باعتبار أن المشكلة في البلد تكمن في أن النظام السابق "المعتدي" الذي حكمه منذ عام 1990م قد فشل في بناء أركان الدولة إلى درجة انه الذي جعل الشعب طوال عقد ونيف غارق في ضوضاء الخطب التنظيرية والشعارات الطفيلية والأوهام الوردية والأخطاء والمظالم التي ظلت تتلاشى تحت إيقاع صخب فساد وسرقه الزعيم الأوحد ومخرج فيلم "الاحتلال" بعنوان الوحدة .. ولو كان المطلب فقط هو الوصول إلى المواطنة المتساوية فإن بوسع الشعب الجنوبي أن يجعلوا من هذا المبدأ أحد المرتكزات الأساسية لدولتهم الجديدة التي من المفترض إن تقوم على قواعد دستورية عصرية تتهيأ فيها العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات لكل المواطنين بمختلف أطيافهم السياسية والفكرية والاجتماعية. . الخلاصة : الانفصال حل و علاج لمشكلات الجنوب والشمال . الانفصال يجعل شرذمة وكبار العابثين يدركون معنى الثروة التي يتقاسمونها دون أدنى اهتمام أو حساب لأي أحد . ننفصل كي يدرك الشماليون العابثون كم كانت ثروة الجنوب تجعل منهم أقوياء وجبابرة وقاهرين ومتخاذلين .ولكي نعرف كيف يمكنهم أن يصنعوا في الشمال كما لم يصنعوه منذ 23 عام في اليمن ككل . عدن الغد