مازال الشعب اليمني بأكمله يواصل العيش على أمل الاستقرار والوصول إلى وضع أكثر أمان واستقرار ورخاء كما تعيش كافة البلدان وخاصة البلدان التي لا تمتلك من الثروة نصف مما تمتلكه اليمن إلا أننا كل ما حاولنا الانتقال إلى مرحلة أفضل جار الزمن علينا بأحداثه البائسة وزاد الوطن ألماً وانكسار وتشتت . أكتب اليوم لأجل الجنوب .. لأجل الثروة .. لأجل الحرية .. لأجل المستقبل .. لأجل ما يحصل اليوم على أرض اليمن السعيد في الشمال والجنوب والشرق والغرب .. لأجل البسطاء والفقراء الذين ينتظرون الموت كل يوم دون أن يفقدوا الأمل .. لأجل أنذال الوطن الذين يصنعون متاهات ويثيرون المشاكل في أنحاء الوطن بثروة هذا الشعب البائس الذي يفضل الصمت والتغاضي عن كل ما يحدث من حوله . لو تأملنا إلى كل الأحداث التي تعاني منها اليمن اليوم لوجدنا بأن أصحابها ومثيروها هم مجرد عابثين وفاسدين ومرتزقة التهموا ثروات البلاد ليلعبوا كما يحلوا لهم بمقدرات ومستقبل هذا البلد دون الاهتمام بما قد يحصل وكل جهة لها سندها الخارجي والداخلي من الأغبياء . لم أجد من خلال كل هذا سوى أن أقول بأن الانفصال هو الحل لعلها تتغير وتبحث عن المستقبل بتنافس وحماس أكثر .. لعل الانفصال يجعل شرذمة وكبار العابثين يدركون معنى الثروة التي يتقاسمونها دون أدنى اهتمام أو حساب لأي أحد . لقد حان الانفصال كي يكف الجنوبيين من إلقاء اللوم علينا لما حل بهم من ضيم وجور وعبث خلال 23 عام .. لقد حان الوقت لكي ننفصل كي يدرك الشماليون العابثون كم كانت ثروة الجنوب تجعل منهم أقوياء وجبابرة وقاهرين ومتخاذلين . لن ننتظر الخوار (الحوار) وما يريدون أن يخرجوا به منه ، فقد زادت المهزلة قبل الحوار فماذا يمكن أن ينتج الحوار سوى قرارات تلحقها فتاوى وعبث كبير وفساد وبؤس لعينين على هذا الشعب . نريد الانفصال كي نرى ماذا يمكن أن يحدث في الجنوب وأين سيكون مصيرهم في الانفصال هل نحو الأفضل وذلك الأرجح ، أم سيجعلون المرتزقة منهم أن يحكموهم ويعودوا للندم أكثر لأن أولئك المتنطعين لم يطمعوا سوى في الثروة كي يمارس نفس ما مارسه النظام السابق وحكومة اليوم . نعم سأقف مع الجنوب من اليوم وسأطالب بكل قوة وصدق ويقين بأن الانفصال هو الحل طالما والإصلاح بعد عبثه في 94م وعبثه اليوم ومحاولة فرض قوته على الجنوب كما يحاول في الشمال ليحصل على الثروة أو الحكم مستقبلاً .. دعونا نرى هؤلاء المتأسلمون ماذا يمكن أن يفعلوه في الشمال بغطرستهم وعبثهم الذي يمارسونه الآن . لم تكن هذه مجرد كلمات وإنما هي قناعة بأنه يجب على الجنوب أن ينفصل ومن حقه تقرير مصيره فقد سئمنا جميعاً من حكومة لا تقوى إلا على التفريق والفساد والعبث دون أن تدرك العواقب المحيطة بها وبنا وبالوطن ... نعم الانفصال هو الحل .. ولكن : يجب أن لا يعود أي جنوبي منحت له السلطة فزاد البلاء على الجنوب والشمال معاً ورضا بالظلم على أن يحقق مصالحه فهنا سيعرف معنى الوطن حين لا يجد سوى التراب ولكي نعرف كيف يمكنهم أن يصنعوا في الشمال كما لم يصنعوه منذ 23 عام في اليمن ككل . * صحفي وناشط حقوقي
