عدن فري|متابعات: أكد عضو مجلس الشورى السعودي السابق الدكتور محمد عبد الله الزلفة أن تصنيف بلاده لجماعة الإخوان المسلمين ضمن قائمة الجماعات "الإرهابية" لم يكن قرارًا اعتباطيًا ولا عشوائيًا، وإنما أتى بعد تمحيص ووقت طويل من الدراسة. ونقلت "قدس برس" تصريحات لزفة اشار إلى أن عدم شمول تصنيفات السعودية للمنظمات الإرهابية حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مبني على رؤية وصفها ب "الحكيمة"، معتبرا أن تلك الحركة "لا تشكل خطرا على المملكة وهي كانت حركة مقاومة فلسطينية على الرغم من أنها ربما تشكل الذراع العسكرية للإخوان. ولذلك لم يصنفوا حماس ضمن الجماعات الإرهابية لأنهم غير مضطرين لذلك، كما لا أعتقد أن الحكمة تقتضي ذلك على أمل أن تعود حماس إلى العقلانية" وفق ما يرى. وعما إذا كان هذا الوضع يمكن السعودية من التوسط بين "حماس" ومصر، قال الزلفة: "تجربة المملكة مع حماس حينما توسطت بينها وبين فتح معروفة وهي تجربة مريرة، ولا أعتقد أن السعودية في وارد الوساطة بين حماس ومصر، على الرغم من أن الواجب يقتضي قبل ذلك أن تتصالح حماس مع السلطة لمواجهة عدو مشترك، بدل أن يكونوا أدوات في يد جهات أجنبية لأغراض معينة. أما بالنسبة لمصر فهي أكبر دولة عربية ولها أقوى جهاز استخباراتي عربي، ولا أعتقد أنها تبني قراراتها بناء على معلومات تأتيها من هنا أو هناك. والمملكة تقف مع مصر لمجابهة ما تعتبره عدو الإسلام والمسلمين الأول وهو الإرهاب ومن يغطيه من أي جهة كانت". لكن الزلفة دافع بقوة عن قرار السعودية تصنيف "الإخوان" ضمن "المجموعات الإرهابية" واستبعد امكانية مراجعة هذا التوجه في الوقت الراهن، وقال: "أعتقد أن الحكومة السعودية صدرت بياناتها بالتصنيف في دائرة الإرهاب بناء على معطيات دقيقة، والجميع يعرف أن الحكومة السعودية تتريث ولا تتخذ قراراتها بشكل آني وعشوائي وبعد دراسة طويلة. وأعتقد أن قرارها بتصنيف الإخوان ضمن الجماعات الإرهابية، جاء بعد أن ثبت للحكومة السعودية أن الإخوان يبيتون شرا لهذا البلد، وبالمناسبة المملكة قوية ولا تخشى الإخوان ولا أعتقد أنها ستتراجع عن هذا الأمر، اللهم إلا إذا كانت رسالتها قد وصلت للجهات المعنية بها". وأضاف: "أعتقد أن الإخوان في مصر وفي الخليج يشكلون خطرا على الأمن، والمملكة لا ترضى لدولة عربية أن تكون مسرحا للإرهاب، لذلك كانت المملكة شجاعة في قراراتها" وفق ما يرى. على صعيد آخر؛ نفى الزلفة وجود أي خلافات جوهرية بين السعودية وتركيا على خلفية فوز "العدالة والتنمية" مجددا بالانتخابات البلدية، وقال: "المملكة تحترم رأي الشعب التركي، وتحترم القيادة التركية على الرغم من الشعارات التي يرفعها رئيس حكومته رجب طيب أردوغان في مناصرته لإخوان مصر"، معربا عن تصوره أن "السعودية مرتاحة لوجود إسلام معتدل في تركيا وتحرص أن تظل تركيا إسلامية معتدلة لأن في قوة تركيا قوة للسعودية، لأنه سيحقق التوازن ضد محاولات إيران السيطرة على المنطقة"، على حد تعبيره. عدن فري