سيطرت القوات النظامية السورية، أمس، على بلدة رنكوس الحدودية مع لبنان في منطقة القلمون شمال دمشق، بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المعارضة متواصلة منذ يومين، في وقت تمكنت منظمة الهلال الأحمر السوري، أمس، بالتعاون مع الأممالمتحدة من إدخال مساعدات للمرة الأولى منذ 10 أشهر إلى الأحياء الشرقية لمدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة. ونقل التلفزيون السوري الرسمي في شريط إخباري عن مصدر عسكري، أمس، قوله إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة أنجزت الآن عملياتها في بلدة رنكوس، وأعادت الأمن والاستقرار إليها، بعد أن قضت على أعداد كبيرة من الإرهابيين». وكان التلفزيون ذكر في وقت سابق، أن القوات النظامية «تواصل تقدمها في مدينة رنكوس بريف دمشق، وتلاحق فلول العصابات الإرهابية في أطراف الحي الشمالي والمزارع المحيطة»، مشيراً إلى أن القوات النظامية «تقضي على أعداد كبيرة من الإرهابيين». من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القوات النظامية دخلت بعض أجزاء البلدة، مشيراً إلى أن المعارك مستمرة في الداخل. وكان المرصد أفاد صباح، أمس، بأن «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي (حزب الله) اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب مقاتلة عدة من جهة أخرى في محيط رنكوس، في محاولة من القوات النظامية للسيطرة على البلدة، كما قصفت القوات النظامية مناطق في البلدة». وذكر ناشطون أن القصف على البلدة كان عنيفاً جداً. وبدأت القوات النظامية، أول من أمس، هجومها على رنكوس، التي تعتبر من آخر المناطق التي لايزال مقاتلو المعارضة يوجدون فيها في القلمون إلى جانب مناطق جبلية محاذية للحدود اللبنانية، وبعض القرى الصغيرة المحيطة برنكوس مثل تلفيتا وحوش عرب وعسال الورد ومعلولا. وكانت القوات النظامية سيطرت في منتصف مارس الماضي على بلدة يبرود، آخر أكبر معاقل مجموعات المعارضة المسلحة في القلمون. وتعتبر منطقة القلمون استراتيجية، لأنها تربط بين العاصمة ومحافظة حمص في وسط البلاد. كما أن سيطرة القوات النظامية عليها من شأنها إعاقة تنقلات مقاتلي المعارضة بينها وبين الأراضي اللبنانية. وأشار المرصد إلى ان مناطق أخرى في ريف دمشق، لاسيما في الغوطة الشرقية، تتعرض لقصف من قوات النظام. وقتل في معارك، أمس، ستة مقاتلين معارضين بحسب المرصد، «أحدهم قائد لواء إسلامي مقاتل»، غداة مقتل 22 مقاتلاً آخرين «في قصف على مناطق وجودهم واشتباكات مع (حزب الله) اللبناني والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، في القلمون والمليحة ومناطق أخرى من الغوطة الشرقية». وأكد المرصد أن «حزب الله» اللبناني «يقود العمليات العسكرية من جانب قوات النظام في منطقة القلمون»، وهو «مدعوم من مسلحين موالين للنظام سوريين وغير سوريين، ومن سلاح المشاة السوري ومدفعية الجيش السوري». من جهة أخرى، افاد المرصد بقصف ليلي على حي جوبر في شرق العاصمة ومخيم اليرموك في جنوبدمشق، ترافق «بعد منتصف الليلة مع اشتباكات بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة الموالية للنظام من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب اخرى معارضة من جهة ثانية عند مدخل مخيم اليرموك». وفي حلب، أعلنت منظمة الهلال الأحمر السوري، أمس، أنها تمكنت بالتعاون مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، من إدخال مساعدات للمرة الأولى منذ 10 أشهر إلى الأحياء الشرقية لمدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة. وقال مدير العمليات في المنظمة، خالد عرقسوسي، ل«فرانس برس»، «تمكنا ظهر أمس، (الثلاثاء)، بالتعاون مع فريق من مفوضية شؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة من إدخال مساعدات من معبر جسر الحج الواصل بين الأحياء الغربية والأحياء الشرقية من مدينة حلب». وأضاف أن العملية «تمت بعد اتفاق بوقف إطلاق النار بين جميع الأطراف تم احترامه خلال المهمة». وأشار المسؤول إلى أنها «المرة الأولى التي تدخل فيها مساعدات إلى هذه المنطقة عبر هذا المعبر»، موضحاً أن «المساعدات السابقة التي تعود إلى الشهر السادس من العام الماضي، كانت تمر عبر طريق يؤدي إلى السجن المركزي»، على المدخل الشمالي الشرقي لكبرى مدن شمال سورية. وأوضح عرقسوسي انه تم نقل شحنة المساعدات «عبر 270 رحلة على عربات صغيرة قام بجرها متطوعون وفريق من الأممالمتحدة، نظراً لكون المعبر صغيراً ومخصصاً للمشاة». وتتألف المساعدات من مواد غذائية وأغطية ومستلزمات صحية وأدوات مطبخية «حفظت في مستودعات المنظمة، وسيتم توزيعها على مراحل على المستفيدين»، بحسب عرقسوسي. وتتعرض الأحياء الشرقية من حلب باستمرار لقصف جوي ومدفعي عنيف، وتشهد معارك عن اطرافها بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية. ووصفت المفوضية العليا للاجئين العملية في بيان بأنها «نادرة وخطرة»، مشيرة إلى مشاركة 75 عاملاً إغاثياً فيها. ولفتت على موقعها الإلكتروني إلى «تردي الوضع الإنساني في شرق مدينة حلب»، وإلى «نقص حاد في الغذاء والماء والأدوية والإمدادات الأساسية». الامارات اليوم