قصف الطيران الحربي السوري أمس مناطق في ريف حلب وحمص ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، فيما تواصلت الاشتباكات العنيفة بين هذه القوات وكتائب المعارضة أعنفها على الطريق الدولي بين حمص ودمشق، وخطف مجهولون 4 ناشطين سوريين بينهم رزان زيتونة من مركز حقوقي يعملون فيه في ريف دمشق . وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية بأن خمسة أشخاص قتلوا وجرح آخر في قصف للقوات النظامية السورية على بلدة تادف بريف حلب، تلك البلدة التي ظلت على مدى الأيام الماضية (على غرار مدينة الباب القريبة منها) هدفا لغارات مكثفة أدت إلى مقتل قرابة ستين شخصاً معظمهم من المدنيين . ومع استمرار القصف، الذي شمل أيضا أحياء الأنصاري والزبدية والبستان في حلب الليلة قبل الماضية، رجح ناشطون أن تكون تلك الضربات تمهيداً لمحاولة اقتحام القوات النظامية مناطق في ريف حلب . وفي حلب أيضاً، أفاد المرصد عن مقتل 12 مقاتلا، خمسة من الدولة الإسلامية في العراق والشام وسبعة من لواء مقاتل آخر إسلامي التوجه، خلال اشتباكات بينهما في بلدة مسكنة على خلفية اعتقال الدولة وخطفها ثلاثة أشخاص بينهم مقاتلان في اللواء . بينما ذكرت رواية أخرى أوردها المرصد ايضا ان الاشتباكات اندلعت بعد ان "حاول مقاتلون من اللواء المقاتل مبايعة الدولة الإسلامية" . وفي حمص، ذكرت شبكة سوريا مباشر بأن جرحى سقطوا جراء قصف الطيران الحربي عددا من أحياء المدينة . واستهدفت الغارات بحسب الشبكة حيي وادي السايح وباب هود، في المدينة المحاصرة، أعقبها قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على حي جورة الشياح تسبب بدمار كبير في المباني . يأتي ذلك، فيما تواصلت الاشتباكات عنيفة بين قوات النظام وكتائب المعارضة لليوم الثاني وعلى عدة محاور على الطريق الدولي بين حمص ودمشق . وتجري هذه الاشتباكات خصوصا قرب مزارع ريما، في منطقة القلمون وقرب بلدة معلولا ومناطق أخرى بريف دمشق، حيث تحشد قوات النظام عناصرها لتأمين سيطرتها على الطريق . وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان "العملية المقبلة في القلمون سيكون مسرحها على الأرجح بلدة يبرود، وهي آخر معقل مهم لمقاتلي المعارضة، بعدما استكملت قوات النظام مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني سيطرتها على مدينة النبك" . واشار الى ان مقاتلي المعارضة لا يزالون موجودين في بعض القرى الصغيرة في القلمون، وبينها معلولا ومزارع رنكوس . لكن هذه القرى لا تشكل نقاط ثقل، بينما تعتبر يبرود معقلاً مهماً يتحصنون فيه وهي على خط واحد مع قارة ودير عطية والنبك، وان كانت على مسافة ابعد نسبيا من الطريق الدولية بين حمص ودمشق، على حد قوله . وفي ريف دمشق أيضاً، جرت اشتباكات قرب معضمية الشام، وكذلك في منطقة المرج وفي المليحة بالغوطة الشرقية، حيث قتل اثنان من الثوار وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان . وذكر المرصد أيضا أن فصائل معارضة سيطرت أمس على قرية عين عبد بالقنيطرة جنوبدمشق، وقتل وجرح جنود نظاميون امس إثر قصف الجيش الحر بالصواريخ مبنيين في مطار دير الزور العسكري، وفقا للمصدر نفسه . كما استهدف قصف بمدافع الهاون وراجمات الصواريخ أحياء دمشقالجنوبية بينها القدم والعسالي، بينما سجلت إصابات إثر سقوط قذائف هاون على حيي المالكي والصالحية بدمشق . إلى ذلك، ذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان "صباح امس العاشر من ديسمبر/ كانون الأول، قام مجهولون باقتحام مقر عمل فريق مركز توثيق الانتهاكات في سوريا في منطقة دوما في الغوطة الشرقية المحاصرة، وتم اعتقال كل من الزملاء الناشطة رزان زيتونة والناشط وائل حمادة والناشطة سميرة الخليل والناشط ناظم الحمادي" . واوضح الناشط الاعلامي في لجان التنسيق فارس محمد ردًا على اسئلة وكالة فرانس برس في اتصال هاتفي ان "لا معلومات حتى الآن عن الجهة التي اقدمت على عملية الخطف، لكن المرجح أنها إحدى المجموعات المسلحة الموجودة في دوما" .(وكالات)