بيروت "الخليج": نفذ الجيش اللبناني، أمس، انتشاراً واسعاً في طرابلس (شمال)، من طريق البحصاص مروراً بساحة النور، وصولاً إلى الملولة، مع تكثيف الدوريات، وإقامة الحواجز الثابتة، تحسباً للتظاهرة التي ألغيت وكان من المتوقع أن تنطلق بعد انتهاء صلاة الجمعة، ضد الخطة الأمنية في المدينة، بعد اتصالات أجرتها معظم الأطراف السياسية والإجراءات الأمنية المشددة في المدينة، وكانت التظاهرة تهدف إلى المطالبة باسترجاع مذكرات التوقيف الصادرة في حق المئات من أبناء طرابلس . واقتصر الوضع على تجمع العشرات أمام مسجد الأميرة في باب الرمل، حيث طالبوا بإطلاق طارق مرعي ورفاقه الموقوفين في سجن رومية منذ سنوات في ملفات متصلة بأحداث "فتح الإسلام"، واستمع العشرات من المصلين إلى كلمة لمؤسس التيار السلفي داعي الإسلام الشهال في مسجد أبوبكر الصديق، حيث انسحب المئات من المصلين الذين كان يغص بهم المسجد لأداء الصلاة والاستماع إلى خطبة الجمعة خلف رئيس المحكمة الشرعية السنية العليا في طرابلس القاضي الشيخ سمير كمال الدين الذي دعا إلى "ضرورة رفع الحرمان المتمادي بحق طرابلس عبر كل العهود والحكومات المتعاقبة، وضرورة إطلاق المشاريع التنموية والاقتصادية بالتزامن مع الخطة الأمنية، تطبيقا لمبدأ الإنماء المتوازن الشعار والأساس لكل الحكومات المتتابعة" . واستجوب قاضي التحقيق العسكري نبيل وهبه الموقوفين المدعى عليهما في مجموعة باب التبانة، وأصدر مذكرتين وجاهيتين بتوقيفهما، وأصدر مذكرات غيابية بتوقيف 12 مدعى عليهم بينهم زياد علوكي وفاروق مسقاوي وسعد المصري سنداً إلى مواد الادعاء، فيما نفذ الجيش مداهمات واسعة في الحارة البرانية وجبل محسن وأوقف عدة أشخاص، حتى إنه داهم مكتب عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة في منطقة التل بحثاً عن مطلوب لجأ إلى مكاتب كبارة ويحمل سلاحاً . واستكمل الجيش الخطة الأمنية في البقاع، وعمدت وحدات الجيش إلى الدهم والبحث عن المطلوبين وفق لوائح تتضمّن تفاصيل عن المطلوبين وأماكن إقامتِهم بموجب مذكّرات توقيف وخلاصات أحكام قضائية بتُهمٍ مختلفة، أبرزُها تتعلق بالمتورّطين في سرقة السيارات والمؤسسات والخطف مقابل فدية مالية، وشكّلت بريتال وحورتعلا جنوبي بعلبك المحطة الأولى لمكافحة شبكات الخطف وسرقة السيارات، ففرضت القوى الأمنية طوقاً أمنياً في المنطقة ونفّذت أعمال دهم، وشاركت المروحيات في مطاردة بعض المطلوبين وملاحقتهم في جرود المنطقة ومزارعها . وقد تمكنت القوّة الأمنية من توقيف اثنين من أفراد العصابة التي خطفت الطفل ميشال الصقر في زحلة قبل شهر، وهما سوريّان يعملان في إطار شبكة لبنانية، وأوقفت بعض المطلوبين في جرائم سرقة . في الشأن الرئاسي، لا يزال الغموض يخيم على الملف رغم بدء المهلة الدستورية للانتخاب في 25 مارس/آذار الماضي أي قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في 25 مايو/أيار المقبل، علماً بأن رئيس البرلمان نبيه بري أعلن أنه سيدعو لجلسة انتخاب قبل نهاية الشهر، وفيما ترشّح رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، لم يعلن رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون ترشيحه، حتى يؤمن أكثرية نيابية تؤهله للفوز، وتوالت تصريحات المرشحين المحتملين، إذ أعلن وزير الاتصالات بطرس حرب في تصريح أنه قرّر ألا يعمد إلى إعلان ترشيحه لرئاسة الجمهورية، خصوصاً أن ليس هناك في الدستور آلية للترشيح أو وجوب الترشيح كي تتم المشاركة في الاستحقاق، لافتاً إلى أن القول إن عدم حضور جلسة انتخاب الرئيس هو حق للنائب أمر صحيح إلاّ أن هذا الحق يقابله واجب عدم تفريغ المؤسسات وعدم إسقاط النظام والدولة . وأعلن النائب روبير غانم أنّه مرشّح للرئاسة، مشيراً إلى أنّ عنوان معركته سيكون "الاعتدال وقوّته"، وقال إن "القيم التي أؤمن بها هي أقرب إلى قوى 14 آذار، وتتمثل بالعيش المشترك والعدالة والاستقلال والسيادة، كما أنني أؤمن ببعض قيم قوى 8 آذار، لا سيما مقاومة الاحتلال" . الخليج الامارتية