يسلط رفض إيران بحث فرض أي قيود على برنامجها الصاروخي في المفاوضات النووية مع القوى العالمية (5+1) الضوء على أهمية هذه الأسلحة الإستراتيجية للدولة الإيرانية، ومن المحتمل أن تصبح صواريخ إيران طويلة مدى واحدة من عدة عقبات في المفاوضات المقبلة فى مايو المقبل، رغم أنها ليست موضوع المحادثات التي تتركز على إنتاج اليورانيوم المخصب الصالح للاستخدام في القنابل الذرية، وبالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها تمثل الصواريخ مصدر قلق لأنها يمكن أن تستخدم في حمل رؤوس نووية، فيما تريد واشنطن معالجة هذه المسألة في إطار البحث عن حل شامل للنزاع النووي الذي بدأ قبل نحو 10 سنوات، وتنفي الجمهورية الإسلامية الاتهامات التي توجه لها بالسعي لامتلاك قدرة على تصنيع أسلحة نووية، وتصر أيضًا على أن الصواريخ جزء من قواتها المسلحة التقليدية وتستبعد إدراجها على جدول أعمال المفاوضات النووية!!. وتمتلك إيران واحدًا من أكبر برامج الصواريخ في الشرق الأوسط، وتعتبر هذه الأسلحة قوة ردع مهمة تعتمد عليها طهران إذا اضطرت الحاجة إليها، فيما قال مايكل إيلمان الباحث بالمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية «سترفض إيران على الأرجح التفاوض على فرض قيود على صواريخها»، وأضاف: «فهي تمثل إحدى القدرات القليلة لدى إيران لرفع الروح المعنوية للجيش كما أنها مفخرة وطنية». في فبراير الماضى نقلت وسائل إعلام إيرانية عن نائب وزير الخارجية عباس عراقجي، أحد كبار أعضاء وفد التفاوض الإيراني قوله: «إن المسائل الدفاعية لإيران ليست قابلة للتفاوض وإن طهران ليس لديها أي نية لبحث قدراتها الصاروخية مع القوى العالمية»، لكن مسؤولًا أمريكيًا كبيرًا أشار إلى أن قرارًا أقره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام 2010 حظر كل الأنشطة الإيرانية المتعلقة بالصواريخ القادرة على حمل أسلحة نووية، وأنه سيتعين بذلك بحث هذا الأمر. من جهته، قال روبرت أينهورن المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية الذي يعمل بمعهد بروكينجز: «إن من المنطقي تناول موضوع الصواريخ في سياق الخطر النووي الذي تمثله إيران»، وقال في تقرير نشر له بإحدى الصحف الأمريكية: «في ضوء عدم دقة الجيل الأول والصواريخ طويلة المدى، فإن هذه الصواريخ ليس لها نفع عسكري إلا إذا كانت تحمل ذخائر ذات أثر تدميري واسع ولا سيما الأسلحة النووية»، ولا تخفي إيران برنامج تطوير الصواريخ وكثيرًا ما تعلن وتبث عبر التلفزيون لقطات لاختبار طرز جديدة لإظهار استعدادها فيما يبدو للتصدي لأي هجوم معادٍ، وساهمت جهودها لتطوير الصواريخ في حمل الولاياتالمتحدة على إنفاق مليارات الدولارات على نظم الدفاع الصاروخي كما كانت عاملاً في منع تهديدات إسرائيلية باحتمال توجيه ضربة عسكرية وقائية ضد مواقع نووية إيرانية. وقبل بدء المفاوضات النووية في فبراير قال الجيش الإيراني: إنه اختبر بنجاح إطلاق صاروخين جديدين صنعا محليًا، أحدهما صاروخ أطول مدى بقدرات على تفادي أجهزة الرادار، فيما قال خبير الشؤون الدفاعية بيتر ويزمان من معهد ستوكهولم الدولي لابحاث السلام في تصريحات نقلتها عنه وكالات إعلامية: إن من الصعب تقييم أداء الصواريخ لنقص المعلومات الموثوقة. وشكك فيما إذا كانت إيران تمكنت من جعل الصواريخ دقيقة بما يكفي لتحويلها إلى سلاح تقليدي مفيد لمهاجمة الأهداف العسكرية، لكنه أشار إلى إمكانية قيامها بدور مهم على المستوى الإستراتيجي. صحيفة المدينة