فتيل جديد من التراشق الإعلامي بين فرقاء سياسيين يمنيين, وهما طرفا الحكومة البارزان ومعادلة اتفاق الأمس وصراع اليوم: المؤتمر الشعبي العام من جهة والتجمع اليمني للإصلاح من الجهة الأخرى. وهذه المرة في الواجهة محافظ إب القاضي أحمد عبدالله الحجري ورئيس الحكومة محمد سالم باسندوة. أول من أمس الجمعة, أكد القاضي الحجري أن الخطاب الذي ألقاه في اللقاء الموسع في محافظة إب هو وحده من يتحمل مسؤوليته. وكان يشير إلى هجومه ضد رئيس الوزراء في كلمة له ألقاها في لقاء موسع لقيادات المؤتمر الشعبي العام وحلفائه من أحزاب التحالف الوطني، عُقد الثلاثاء الماضي في الصالة الرياضية المغلقة بمدينة إب. قال الحجري: "الخطاب الذي ألقيته في اللقاء الموسع في إب يخصني وأتحمل مسئولية كل كلمة فيه, ولا أحد من الموجودين يتحملون خطابي وإنما يتحملون ما جاء به البيان وأرجو أن يكون رئيس الحكومة بنفس القدر يتحمل مسئولية كل كلمة وردت في بيانه.!". كانت الحكومة أصدرت بيانا لها الأربعاء الماضي استهجنت "ما تضمنته تصريحات المحافظ الحجري بشأن استقالة الحكومة". وورد في البيان الحكومي: "إن مطلب استقالة الحكومة بات لازمة مرادفة لمواقف أولئك الذي يسلكون طريقاً شاذاً تنأى بهم عن خط الإجماع الوطني، وملاذاً للفاشلين والمقصرين في أداء مسئولياتهم، والحالمين باستمرار عهد الفساد والإفساد والتسيب والإهمال الذي أشبع على الدوام رغباتهم وأهواءهم المريضة، في إدارة الشأن العام بالطريقة الشاذة التي رفضها أبناء الشعب اليمني وثاروا ضدها". واعتبر البيان "ما جاء في تصريحات الحجري بأنه يمثل وسيلة يائسة للمحافظة على المناصب التي نالوها بغير جدارة أو استحقاق واستماتة في الإبقاء عليها كحق مكتسب لا يحق لأحد انتزاعه منهم، وإلا كالوا له هذا القدر من الشتائم والتجريح والافتراءات والأضاليل التي باتت مكشوفة للرأي العام". ولما علق المحافظ الحجري على لقاء رئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوة بممثلين عن "التحالف الشبابي لقوى الثورة"، الاثنين الماضي بصنعاء، قائلاً: "كيف برئيس حكومة وفاق يستقبل أشخاصاً قاموا بإغلاق مبنى حكومي بالسلاسل والأقفال، بعد خروج الوطن من مؤتمر الحوار الوطني!", قال بيان الحكومة الذي نشرته وكالة أنباء سبأ إن من "حق رئيس الوزراء استقبال أي شكاوى، فهو رئيس وزراء لجميع ابناء الوطن وليس لمن كانوا يحكمون في الماضي فقط".. الحكومة: مسيرة الحجري حافلة بالإخفاقات بيان الحكومة زاد أن "تاريخا من الإخفاقات لازمت مسيرة المحافظ الحجري، الذي لم يظهر يوماً ما يكفي من الالتزام بمقتضيات واجبات المسئولية التي تفرضها الوظيفة العامة، وعرف عنه انصرافه عن وظيفته وانشغاله بشئون نفسه، وابتعاده عن البت في قضايا المواطنين، وغيرها من السلوكيات التي حاول أن يتستر عنها بهذا الهجوم اللاأخلاقي، على شخصيات ورموز وطنية". والأسبوع الماضي بدأت حدة مظاهرات في التصاعد أمام ديوان محافظة إب, تقول قيادة المحافظة إن حزب الإصلاح يقف خلف التصعيد؛ لنيته تقاسم تعيينات مدراء المديرات ومناصب أخرى في إطار المحاصصة الجارية في البلد منذ أكثر من عامين. المتحدث باسم التحالف الشبابي: مطلبنا إقالة المحافظ والفاسدين المتحدث باسم التحالف الشبابي لقوى الثورة والناطق الرسمي باسم ساحة الاعتصام المطالبة بإقالة السلطة المحلية في محافظة إب عادل عمر قال إن الاعتصام بدأ الجمعة قبل الماضية بجوار ديوان المحافظة, مؤكدا نصب خيام بجانب سور المحافظة وهو ما أزعج المحافظ الحجري, حد تعبيره. وأضاف عمر ل"الأمناء" "اعتصامنا مستمر منذ ثورة التغيير, لكننا في الآونة الأخيرة صعدنا احتجاجنا ومطالبتنا بإقالة السلطة المحلية في المحافظة" كاشفا أن لقاءً جمع التحالف الشبابي بالرئيس عبدربه منصور هادي رمضان الماضي وعد خلاله الرئيس بتغيير محافظ إب القاضي أحمد عبدالله الحجري وهو الوعد الذي لم ينفذ بعد. وأكد أنهم أرادوا تذكير الرئيس هادي بوعده إقالة المحافظ, مشيرا إلى أن ترويج قيادات المؤتمر الشعبي العام التي يأتي القاضي الحجري على رأسها في المحافظة بأن الاعتصام يحوي مسلحين لا أساس له من الصحة, حسب قوله. وأوضح أن الاعتصام الذي دعا له التحالف الشبابي, الذي قال إنه يضم معظم المكونات والحركات الثورية في إب "مطلبه الرئيسي إقالة المحافظ الحجري وإقالة الفاسدين في السلطة المحلية".. ولا يزال القاضي أحمد الحجري يتولى منصب محافظ إب منذ جرت أول انتخابات غير مباشرة لمحافظي المحافظات في اليمن, مايو 2008. الحجري: حكومة الوفاق الوطني أثبتت فشلها وضعفها وكانت الحكومة أكدت في بيانها الأربعاء الماضي أن "تصريحات المحافظ الحجري أسفرت عن حمقٍ يغلبُ على صاحبها وعن جهل بأصول الممارسة السياسية ، وبما تقتضيه آداب التعامل بين الرئيس والمرؤوس ضمن مستويات شغل الوظيفة في الدولة والحكومة، ودلت بالقدر نفسه عن انعدام كامل للإحساس بالمسئولية ولمقتضيات المرحلة الحساسة التي يمر بها الوطن". وأكد الحجري في اللقاء الموسع لقيادات حزبه "أن حكومة الوفاق الوطني اثبتت فشلها وعجزها وضعفها"، وقال: "هذه الحكومة أصبحت حضناً دافئاً للمخربين والمجرمين وقطاع الطرق", وفق ما نقله موقع المؤتمر نت. مطالبات بالسقوط وطالب الحجري رئيس الجمهورية بعزل الحكومة "اليوم حصص الحق وفاض الكيل يجب أن تكون هناك حكومة يمنية تليق بالشعب اليمني، وقادرة على الحفاظ على الشعب وأمنه واستقراره". إلا أن بيان الحكومة رد عليه "أن الذين يتوجب عليه أن يسقطوا ويرحلوا هم الفاشلون من نوع المحافظ الحجري ومن على شاكلته من العاجزين عن تقديم المفيد، والذين ضاق بهم الوطن وأبناؤه بسبب فسادهم وانعدام حس المسؤولية لديهم، وعدم استيعابهم لواجباتهم تجاه المواطنين". وأضاف البيان الحكومي "حان الوقت لمحاسبة هذا المحافظ الذي أصيب بالتخمة بسبب طول فترة شغله لهذا المنصب ولسبب يعرفه الجميع، وتغييره بشخص كفؤ، يعيد للمسؤولية ألقها، وللمحافظة رونقها، شخص لديه المقدرة على تمثل قضايا البسطاء من الناس وخدمة المصلحة العامة للمحافظة وأبنائها على النحو الأمثل، شخص غير منقاد أو ممثلاً لأهواء الفاسدين والمتغطرسين الذين أزكموا بفسادهم الأنوف". ويُحسب رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة على حزب الإصلاح (إخوان اليمن), ولديه علاقة وطيدة بالقيادي الإصلاحي والقبلي في آن الشيخ حميد الأحمر, فيما يعد الحجري أحد أبرز قيادات المؤتمر الشعبي العام. الماوري يتوقع إقالة محافظ إب إلى ذلك نقلت وكالة "خبر" عن المحلل السياسي اليمني منير الماوري قوله "ما حصل من تراشق إعلامي بين رئيس الحكومة ومحافظ محافظة إب هو تصفية لحسابات بين قوى سياسية ، ومحاولة لتهيئة الجو السياسي باضطرابات ومواجهات وقلاقل تلعبها أطراف سياسية لها مصلحة في زعزعة الأمن والاستقرار". وأوضح الماوري في حديث خاص مع «الخبر» أنَّ الحكومة بيدها إيقاف المحافظ عن العمل إذا لم يكن بيدها السلطة الدستورية لعزله من منصبه، مشيراً إلى أنَّ رئيس الحكومة بالذات له الحق في توقيفه عن العمل وإذا لم يلتزم فيتم الرفع إلى رئيس الجمهورية لاتخاذ قرار بتغييره أو استبداله بمن يقوم بالعمل بدلا من نشر الخلافات. وتوقع الماوري أن يتخذ الرئيس هادي قرارا سريعا بعزل المحافظ الحجري وتعيين محافظ آخر مقبول في المحافظة ومقبول في الحكومة، متمنياً أن تتفق القوى السياسية على تشكيل حكومي جديد لتغيير الحكومة لأن الحكومة الحالية أثبتت فشلها, حد تعبيره. ودعا الرئيس أن يتخذ قرارات سريعة في حل مثل هذه الخلافات عن طريق العزل كونه بيده صلاحية عزل رئيس الحكومة وعزل المحافظ، محذراً من عواقب ستكون وخيمة وتهيئة الجو لانتفاضة شعبية قادمة ، مستدركاً: "لا نريد أن تحدث ولا نريد أن تتكرر بسبب الفشل الحكومي". تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية : أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال. أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء. أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم. أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية. لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية. ل "الأمناء نت" الحق في استخدام التعليقات المنشورة على الموقع و في الطبعة الورقية ". الامناء نت