تحول اجتماع لمجلس الامن الدولي، الليلة قبل الماضية، إلى حوار طرشان بين الروس والغربيين الذين اتهموا موسكو بالوقوف وراء التوتر في شرق اوكرانيا في حين ان موسكو انذرت كييف «لوقف استعمال القوة ضد الشعب الاوكراني»، وقال رئيس أوكرانيا المؤقت أولكسندر تيرتشينوف إن القيادة في كييف «ليست ضد» إجراء استفتاء لتحديد شكل الدولة في أوكرانيا، وأضاف أنه واثق من ان مثل هذه الخطوة ستؤكد رغبة الأغلبية في دولة مستقلة موحدة، فيما تعيد الازمة الاوكرانية الزمن 30 عاماً إلى الوراء بالنسبة إلى روسيا وحلف شمال الاطلسي مع اللجوء مجددا إلى الحملات الدعائية والشكوك التي كان يشهدها العالم خلال الحرب الباردة. وتفصيلاً، طلبت روسيا عقد هذا الاجتماع بعد تصريحات للرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف اعلن فيها «عملية ضد الارهاب واسعة النطاق» ضد المتمردين المسلحين الموالين للروس في شرق اوكرانيا. بوتين يتابع الوضع بقلق كبير قال متحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، إن الرئيس يراقب الوضع في أوكرانيا بقلق كبير. وردا على سؤال بشأن طلب انفصاليين موالين لروسيا في شرق أوكرانيا مساعدة بوتين في الدفاع عن أنفسهم في مواجهة القوات الحكومية قال ديمتري بيسكوف «للأسف هناك عدد كبير من هذه المناشدات من المناطق الشرقية الأوكرانية موجهة مباشرة إلى بوتين للتدخل بهذا الشكل أو ذاك.» وأضاف «الرئيس يتابع التطورات في شرق أوكرانيا بقلق كبير». وهذا الاجتماع الطارئ كان الجولة العاشرة من المحادثات في مجلس الامن الدولي حول الازمة وعقد بعد ان شنت اوكرانيا عملية عسكرية، أول من أمس، وامهلت الانفصاليين الموالين لروسيا ساعات لتسليم اسلحتهم من اجل تفادي تعرضهم للملاحقة. واتهم السفير الاوكراني يوري سيرغييف روسيا بدعم الارهاب مما يشكل تهديد خطيرا لأمن الاوكرانيين وللسلام والاستقرار في العالم. الا ان السفير الروسي فيتالي تشوركين رد بان العمليات العسكرية في جنوب شرق اوكرانيا يمكن ان تنسف المحادثات المقررة في جنيف هذا الاسبوع بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا. وحذر تشوركين بان «الدم قد سال ويجب تحاشي تصعيد جديد بشكل عاجل». وطلب من الغربيين ومن الولاياتالمتحدة الاميركية بشكل اساسي ممارسة الضغط على سلطات كييف كي «تتوقف عن استعمال القوة ضد الشعب الاوكراني وان تبدأ حوارا حقيقياً». واضاف «الغرب هو الذي سيحدد ما اذا كان بالإمكان تحاشي الحرب الاهلية في اوكرانيا». من جهتها، اعتبرت السفيرة الاميركية سامنتا باور انه «من الصعب التوفيق» بين حشد 40 الف جندي روسي على الحدود الاوكرانية و«النشاطات التخريبية» داخل اوكرانيا وبين دعوة موسكو إلى الدبلوماسية. وبعد ان نددت «بالتضليل الاعلامي والحملة الدعائية الروسية»، اتهمت باور روسيا بانها «خلقت ونظمت عدم الاستقرار» في شرق اوكرانيا. وقالت باور ان «مصداقية روسيا تأثرت سلبا بشكل كبير. لكننا ورغم ذلك مستعدون للحوار حول سبل نزع فتيل الازمة». واضافت ان ذلك سيتطلب «انسحاب القوات الروسية المنتشرة والمتمركزة بشكل مثير للقلق». اما السفير البريطاني مارك ليال غرانت فاعتبر ان الامر يتعلق ب«تصعيد خطير في وضع محفوف اصلا بالخطر». وقال ان «روسيا تتدخل مرة جديدة وبشكل مباشر في الشؤون الداخلية لأوكرانيا باستعمالها ذرائع والقوة العسكرية» مطالبا موسكو بسحب جنودها من على الحدود. واضاف ان «روسيا تسعى لفرض ارادتها على الشعب الاوكراني باستعمالها التضليل الاعلامي والتخويف والاعتداء، انه امر غير مقبول على الاطلاق». من ناحيته، اعتبر السفير الفرنسي جيرار ارو ان «السيناريو الذي نحن امامه يذكرنا بما جرى قبل شهر من التطورات التي جرت في القرم». وبعد ان اشاد ب«هدوء السلطات الاوكرانية» دعا روسيا إلى «المساهمة بشكل حازم في نزع فتيل الازمة وان تدين معا في هذا المجلس محاولات الزعزعة التي تقوم بها مجموعات مسلحة في شرق اوكرانيا». وصرح مسؤول رفض الكشف عن هويته في مقر الحلف الاطلسي في بروكسل «تذكر الحلف الاطلسي وموسكو فجأة انهما كانا من الد الاعداء». واضاف «زملاؤنا القدامى يلجأون إلى الاساليب نفسها التي تخلوا عنها منذ سنوات». وفي مكاتب الحلف الاطلسي، علقت خرائط لأوكرانيا على الجدار إلى جانب افغانستان الدولة التي كانت تحظى بالاهتمام الاكبر حتى الان. وعلق دبلوماسي بالقول «لقد عاد خبراء الشأن الروسي إلى الواجهة». الامارات اليوم