حلّ يوم الصمت عشية الانتخابات الرئاسية الجزائرية التي ستجري يوم الخميس ومع اقتراب موعدها كانت تتعالى دعوات المرشحين الستة (5 مرشحين ومرشحة واحدة) للجزائريين للتوجه بكثافة الى صناديق الاقتراع. الجزائر (وكالات) في المشهد الانتخابي ستة وجوه هم: عبد العزيز بلعيد أصغر المتسابقين؛ ولويزة حنون المرأة الوحيدة ورئيسة حزب العمال؛ وعلي فوزي رباعين رئيس حزب عهد 54؛ وموسى تواتي رئيس حزب الجبهة الجزائرية ذات التوجه الوطني؛ واأوفر حظا بين المرشحين الرئيس الحالي، غير أن المشهد والحدث يصنعه الرئيس المنتهية ولايته والأوفر حظا عبد العزيز بوتفليقة وغريمه ورئيس حكومته السابق علي بن فليس. وفي سياق متصل تعهد بوتفليقة، الذي لم تسمح له وعكته الصحية حضور أي تجمع انتخابي، بمراجعة الدستور في حال فوزه على نحو يضمن تكريس نظام ديمقراطي تشاركي. ويتولى حملة بوتفليقة نيابة عنه، كل من رئيس الحكومة السابق عبدالمالك سلال ووزيري النقل والصناعة عمار غول وعمارة بن ينس. وأكد سلال أن الدستور سيشهد تغييرا وإصلاحات ترمي الى توسيع صلاحيات ممثلي الشعب في إطار ديمقراطية تشاركية تسمح بإعطاء المعارضة حقها ومكانتها. يأتي ذلك وسط اصوات تعالت مؤخرا منددة بتمسكه بالحكم رغم مرضه الذي يمنعه من مخاطبة شعبه وعقد اجتماعات مجلس الوزراء. حيث دعا ائتلاف من الاحزاب والشخصيات المقاطعة لانتخابات الرئاسة في الجزائر إلى مشروع بديل لما سماه فشل نظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المترشح لولاية رابعة. وقال رئيس حركة مجتمع السلم المعارضة عبد الرزاق مقري إن الائتلاف أنشأ لجنة من 18 عضوا تحضيرا لندوة وطنية من أجل ما اسماه ب "الانتقال الديمقراطي". ووصل بوتفليقة (77 عاما) إلى الحكم لأول مرة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 1999 بنسبة 90,24 بالمئة من الأصوات، وأعيد انتخابه في العامين 2004 و2009 بفضل تعديل دستوري ألغى التحديد السابق لعدد الولايات الرئاسية باثنتين فقط. ويعد بوتفليقة محطم الرقم القياسي في رئاسة البلاد بعد قضاء 15 عاما في الحكم، مقارنة مع الرئيس هواري بومدين الذي حكم ثلاثة عشر عاما في الفترة بين 1965 و1978. وتعهد المرشح للانتخابات الرئاسية علي بن فليس بوضع دستور توافقي بمشاركة جميع الفعاليات السياسية والاقتصادية والمجتمع المدني خلال السنة الأولى من ولايته الرئاسية القادمة في حال انتخابه رئيسا للجمهورية. وقال بن فليس خلال تجمع شعبي إن "مشروع الدستور التوافقي سيعرضه على الشعب للتصويت عليه"، مبينا أن مشروع الدستور سيرسي ل "برلمان قوي وممثل لعمق الشعب ويجعل منه سيدا قادرا على محاسبة الحكومة وإنشاء لجان التحقيق ومحاسبة الوزراء". وبن فليس (69 عاما) عاد مجددا لترشحه للانتخابات الرئاسية بعد 10 سنوات من الاختفاء عقب فشله في انتخابات الرئاسة في 2004 بعد حصوله على نسبة لم تتجاوز 6,4 بالمئة مقابل 85 بالمئة لبوتفليقة. وعدت المرشحة عن حزب العمال لويزة حنون (60 عاما) بتحقيق "انتصارات اقتصادية جديدة" للجزائر و"بإعطاء ضمانات للشعب الجزائري لضمان التنمية الوطنية وليس للشركات المتعددة الجنسيات أو المنظمة العالمية للتجارة أو الاتحاد الأوروبي أو صندوق النقد الدولي". وترشح الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، وهي من أبرز الناشطات في مجال المساواة بين الجنسين، للمرة الثالثة لانتخابات الرئاسة بعد أن كانت في 2004 أول امرأة تترشح لمنصب الرئاسة في المنطقة العربية. من جهته دعا المرشح موسى تواتي (60 عاما) الجزائريين إلى المشاركة القوية في الانتخابات الرئاسية "من أجل القطيعة مع نظام حكم عقيم لم يجد الحلول الناجعة لمشاكل الجزائريين". وأكد تواتي، وهو عسكري سابق، أن ترشحه هو "من أجل محاربة مظاهر الانحراف والفساد المتمثلة أساسا في المحسوبية و المصالح الشخصية والرشوة ونهب المال العام". وأكد المرشح علي فوزي رباعين (59 عاما) على ضرورة تطبيق لامركزية السلطات الاقتصادية والاجتماعية و توسيع صلاحيات المجالس المنتخبة. وقال رباعين خلال تجمع شعبي إن هذه المبادرة الاقتصادية من شأنها المساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي"شريطة توجيه المشاريع و الاستثمارات وفقا لخطة وطنية تراعي خصوصية كل بلدية". ورباعين، الذي يعود للترشح للمرة الثالثة، هو رئيس حزب "عهد 54" (نسبة لحرب التحرير التي اندلعت في 1954) منذ عام 2002 حتى اليوم. ودعا المرشح عبد العزيز بلعيد الى بناء "دولة قوية" تسودها العدالة الإجتماعية القائمة على مبدأي الإنصاف والمساواة. وبلعيد هو أصغر المرشحين الستة (50 عاما) ورئيس "جبهة المستقبل". وعرف عبد العزيز بلعيد أكثر برئاسته "للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين" بين 1986 و2007. / 2811/ وكالة الانباء الايرانية