عادة تدخلها مقتنياتها التراثية القديمة إلى عالم آخر من ذكريات الماضي البعيد، تنفرد بها مع نفسها وتستعيد بها زمناً ولى ولكنه ترك بوجدانها الكثير من الحنين، هكذا تؤكد فاطمة البلوشي، معدة البرامج الإذاعية وخريجة الاتصال الجماهيري بجامعة الإمارات، والتي تكن مشاعرًا خاصة لهواية جمع المقتنيات حيث جلبت لها نوعاً من المعرفة والثقافة والاطلاع على تراث بلادها بحثت فاطمة عن المنابع التي يمكن أن تمدها بكل ما هو قديم وثمين ومدهش، وتعد مقتنياتها التراثية كنزاً ثميناً تحافظ عليه وترعاه وتستعرضه أمام زوارها في مركزها الذي أنشأته للمقتنيات والحرف اليدوية . في هذا الحوار تتحدث إلينا عن هذا العالم الواسع وسر ارتباطها به فضلاً عن أهم مقتنياته وأغربها وأقدمها . كيف بدأت هذه الهواية معك؟ البداية كانت في طفولتي حينما كنت أهوى عادة الاحتفاظ بأي شيء، مثل كتبي ودفاتري والهدايا التي تقدم إليّ حتى أغلفتها، كما كنت أتابع هواية والدي في اقتناء الأشياء القديمة وأذكر أنني كنت أتعجب لما في حوزته من مقتنيات، الأمر الذي جعلني أكتشف نفس الميل بداخلي، وبدأت رحلتي الخاصة بي من جمع المقتنيات القديمة وتضم مجموعة من العملات وأجهزة هواتف ثابتة أو أشياء تراثية، منذ ثلاثة أعوام تقريباً تأخذ منحى أكثر تنظيماً وجدية . وماذا عن حصيلة مقتنياتك؟ كونت العديد من العملات وما يزيد على50 قطعة قديمة وتراثية، إضافة إلى مقتنيات والدي التي أهداها إليّ جميعاً تشجيعاً ودعماً لي واعتزازاً بهذا العمل كيف تصفين هواية اقتناء الأشياء القديمة والعملات والهواتف وغيرها؟ هواية جمع المقتنيات ليست سهلة وتتطلب وقتاً ومالاً وجهداً كبيراً ولا تكمن الصعوبة في الكلفة المادية فقط، بل أيضاً في ضرورة التأكد من أصالتها وقيمتها الفنية والتاريخية وقد ساعدني على اكتشاف ذلك هو ما أحرص على قراءته باستمرار من معلومات تخص هذا العالم فضلاً عن مجالسة كبار السن وسؤالهم عن أنواعها ومسمياتها وطريقة صنعها، كما أنني أمتلك مجموعة من المصادر التي أشتري أو أتبادل معها مقتنياتي، وكل ذلك لإشباع فضول ورغبة بداخلي وسعادة داخلية ألمسها كما أجمعها بهدف المحافظة على تراث آبائي واجدادي وحباً في هذا التراث الذي يجسد ماضينا الأصيل . علام تتوقف قيمة الشيء القديم الذي تقتنيه؟ تتوقف قيمة الشيء على عاملين الأول حالته والثاني مدي سهولة الحصول عليه وأكثر الأشياء قيمة هي تلك الأشياء غير المتداولة والنادرة في الوقت نفسه هل فكرت في الاستثمار في هذا المجال؟ هو استثمار مربح ولكنني هاوية ولست تاجرة، وأفضل المقتنيات مهما ارتفع ثمنها، ولا أتنازل عن قطعة منها لمكانتها الكبيرة لدي، فإذا ما تخليت عن إحداها كيف أعيدها ثانية . تقولين إن هواية جمع المقتنيات ثقافة فكيف ذلك؟ بالطبع فكثير من المقتنيات استدرجتني لمعرفة تاريخها واستخدامها وطريقة صنعها سواء داخل الإمارات أو خارجها، وبات لدي إلمام كبير بتراث أجدادنا، كما أنني حينما اعرض مقتنياتي على الآخرين فإنني أحرص على شرح تاريخ كل قطعة والإجابة عن استفساراتهم، فأنشر بذلك ثقافة معينة بشكل محبب للمستمعين لي، كما أنها عالم خاص بذاته ولا يفهم أسراره إلا محبيه . وما ردة فعل الجيل الجديد لما تستعرضينه من مقتنيات؟ إنهم يسعدون بها جداً ولا سيما حينما أشرح لهم استخداماتها وأسلوب الحياة المعاصرة لها، وأجدهم شديدي الرغبة في مواصلة الكلام، واقتناء هذه الأشياء خاصة حينما يقارنوها بما يمتلكونه من وسائل تكنولوجية . ما أغرب الأشياء لديك؟ أقتني قطعة بسكويت من عام 1995م، وكيس شيبس منذ عام ،1996 كما أقتني أوراق الهدايا التي جاءتني في طفولتي فضلاً عن تلك الهدايا بالطبع، منذ ،1992 و،1993 كما أملك أوراق امتحاناتي منذ الصف الأول الابتدائي حتى الثانوية . ما موقف الأسرة من هذه الهواية؟ يشجعوني كثيراً بل إن والدي تشجيعاً منه أهداني مقتنياته، ووالدتي تشجعني كثيراً بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهل يضيق المنزل بهذه الأشياء؟ مقتنياتي كثيرة جدًا بخاصة أنها لا تقتصر فقط على الأشياء التراثية بل أيضاً الأشياء القديمة التي كنت أستخدمها في طفولتي، وقد دفعني هذا الأمر إلى تأجير بيت آخر لتخزين هذه الأشياء الكثيرة، ومن حين لآخر أنفرد بها لاستعيد نفحات هذه الأيام الجميلة التي خلت وتركت لنا ذكرى رائعة وكيف كانت استفادتك من هذه الهواية؟ بالتأكيد استفدت كثيراً سواء في التعرف إلى خلفيات هذه القطع النادرة، وأسلوب معيشة أجدادنا في الماضي، أو حينما كنت أبحث عن طريقة صنع هذه الأشياء، وربما اختراعها، ومن جانب آخر فقد تعرفت إلى هذا المجتمع وأصحابه وكيفية التعامل معهم وحقيقة فقد ساعدني ميل شقيقي الأكبر لهذه الهواية كثيراً خاصة في الأمور التي تتطلب إصلاح عطل بأحدها .